دبي – سفاري نت
أكّد أحد أهم الخبراء الثقافيين على مستوى العالم، روبرت بالمر، مدير دائرة الثقافة والتراث الثقافي في مجلس أوروبا، أن دبي قادرة على ترسيخ مكانتها كوجهة ثقافية على خلفية فوزها الكبير والمهم بحق تنظيم معرض إكسبو 2020.
وفي تعليق له قبل انعقاد قمة المدن المستضيفة 2013 والتي ستجري فعاليتها يومي الأربعاء والخميس القادمين والموافقين ل 4 و5 ديسمبر في دبي، صرح بالمر قائلاً: " إنّ التنوع والتراث الثقافي الغني الذي تتميز به دبي يمنح الزائرين تجربة مميزة وهائلة بقدر الأبنية ذات الحجم الكبير والمواقع التي تستقطب السياح فيها".
ومثلما تشتهر مدينة دبي في مختلف أنحاء العالم بالأبنية الضخمة والمشاريع العقارية الهائلة، فإن الكثيرين يعرفونها كوجهة ثقافية أصيلة. ويؤكد السيد بالمر الذي سيشارك في إحدى الجلسات الحوارية ضمن قمة المدن المستضيفة 2013، أن نجاح دبي في الفوز بتنظيم إكسبو 2020 يدل على الفرصة الكبيرة التي تحظى بها هذه المدينة لترسيخ مكانتها وأهميتها في المجال الثقافي على مستوى العالم، وقد أضاف قائلاً: "تتطلع دبي دوماً إلى احتلال موقع ريادي في مجال السياحة، كما تسعى إلى أن تصبح وجهة ثقافية بارزة، وليس مجرد مكان للترفيه وقضاء العطلات لذلك يجب أن يكون تركيز دبي على كونها وجهة للثقافة وتبادل الأفكار، وملتقى الشرق والغرب من خلال تنظيم فعاليات يكون التركيز فيها أقل بالنسبة بالتسويق والاهتمام بناطحات السحاب ومجمعات الشراء والتسوق، وأكبر فيما يتعلق بالتفاعل بين الأشخاص والمجتمعات التي تتميز بخصائص مختلفة، وتلاقي الثقافات المتعددة".
"لا تتوقف أهمية معرض إكسبو العالمي على الفعاليات التجارية، وإنما على كونه منصة ثقافية عالمية لتبادل الآراء حول الابتكارات والتحديات التي يواجهها العالم. وتحتاج دبي إلى تعزيز مكانتها كمدينة عالمية منفتحة على التقدم والتنوع ووجهة للتبادل الثقافي والابتكارات الثقافية ترحب بالناس من كافة الخلفيات الثقافية".
لطالما كانت دبي ملتقى ثقافياً، وتتميز بأكبر عدد من الجنسيات المختلفة المقيمة فيها على مستوى المنطقة. ويرى بالمر أن هذا التنوع الثقافي يعد من الأسباب التي تمنح القوة لدبي وتعزز مكانتها، بالإضافة إلى رؤيتها ومخططاتها طويلة الأمد والتي تسعى من خلالها إلى إنشاء تواصل بين جذورها في الماضي ومستقبلها الحافل: "يجب أن يكون التأكيد على تجديد الحياة الثقافية في دبي، والحفاظ على التراث، والتأكيد على التطور الثقافي المستوحى من طابعها المحلي وتراثها الغني".
سيكون بالمر، مؤلف كاتب "مدن حافلة بالأحداث: إدارة الثقافة وإحياء الحضارة" حاضراً خلال فعاليات قمة المدن المستضيفة يوم 4 ديسمبر خلال ندوة نقاشية بعنوان: "تحويل المدن المستضيفة إلى مراكز حافلة بالفعاليات".
ويؤكد ضيف القمة على أهمية مدينة دبي كوجهة عالمية ويرى أن خطوتها التالية تتلخص بتحقيق تواصل وترابط متينين ما بين المدينة والأحداث التي تقام فيها، حيث شرح أن ذلك ضروري بالنسبة لأي مدينة مثل دبي تمتلك تركيزاً على الفعاليات من أجل الانتقال من مدينة مستضيفة للفعاليات إلى مدينة حافلة بالفعاليات. ويعني ذلك أن تتمتع المدينة بتخطيط استراتيجي وتركيز أقل على "التعريف المدينة"، والاهتمام بشكل أكبر بـ"صناعة المدينة" وربط المدينة والمقيمين فيها مع برامج الفعاليات لتصبح أكثر تميزاً وديناميكية وتواصلاً وحيوية. إن الثقافة هي قلب هذا التغيير، ولدى دبي بلا شك كل الإمكانات التي ستجعل منها أول مدينة حافلة بالفعاليات على مستوى المنطقة".