قد تبدو غرف الفندق كما تعودناها، فهناك سرير وتلفزيون، وحمام ،ولكن في واقع الأمر، غرف الفنادق تتغير بسرعة كبيرة حيث أنها تحاول التكيف مع احتياجات المسافرين اليوم كما تسعى للإبتكار للمستقبل، فهناك فنادق تتدافع لاستباق احتياجات المسافرين في المستقبل، وقد صرح عدد من مصممي الفنادق و بعض العاملين في هذه الصناعة عما ستبدو عليه الفنادق في المستقبل.
الحمامات
يتم قياس جودة الفندق عموما بحجم الحمامات و عدد التركيبات التي تميزه مثل المصارف، و الدش وحوض الاستحمام، و غيرها حيث أن تكلفة الحمامات عالية كما هو معروف، ووِفقا ل Zeev Sharon و هو متخصص في تطوير الفنادق و مؤسس موقع Hotelied، وهو موقع لحجز الفنادق، تبين البحوث أن النزلاء يقيمون الغرف استنادا إلى الحمام في هذه الأيام، ويقول أننا سوف نشهد حمامات أوسع أكثر وأكثر لتشمل ما يصل إلى 50٪ أو أكثر من إجمالي غرفة الفندق، كما ستصبح الغرفة أصغر.
يوضح شارون أن الناس يحبون حمامات مثل المنتجعات الفاخرة،وعند تصميم حمامات الفنادق اليوم يجب التفكير في أشياء مثل المساحة و كذلك طريقة توفير التركيبات و أشكالها و الحرص على تواجد مساحة خاصة لوضع حقيبة الإستحمام ووجود دش و غيره، أي بمعنى آخر إعادة اختراع حمام غرفة الفندق لجعله مثل منتجع صحي.
غرف الضيوف
ويقول شارون أن الشاشات المسطحة هي أفضل صديق لمطوري الفنادق، فقد سمحت لهم بجعل الغرف أصغر بفضل انعدام الخزائن الضخمة التي كانت ضرورية لاستيعاب أجهزة التلفاز ذات الحجم الكبير، و تتجه الفنادق أكثر فأكثر نحو “الضروريات فقط”، ويوافق مايك Tiedy، نائب الرئيس الأول للتصميم والابتكار في فنادق ومنتجعات ستاروود على كون الغرف أصبحت أصغر حجما وأكثر كفاءة مع التركيز على المدخل، حيث أصبحت الغرفة عشا مريحا مع كل ما تحتاجه في متناول يدك ولا شيء أكثر من ذلك.
التقنية في الغرف
نادرا ما يغادر معظم الناس منازلهم دون هواتفهم الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، و اللوحيات، و أجهزة تعقب اللياقة البدنية، ويقول شارون أن الفنادق بدأت في دمج هذه الأجهزة في تصميم غرفة الفندق، فاليوم أصبح بإمكانك الوصول إلى الخدمات الفندقية باستخدام هاتفك حيث أنك لن تحتاج إلى هاتف الفندق ولكنك ستحتاج فقط إلى تطبيق تستخدمه في هاتفك، وهذا يعني أن النزلاء سيكونون قادرين على السيطرة على كل شيء من أضواء، وستائر، وتكييف عبر هواتفهم الذكية قريبا.
وقد وضعت فنادق “ماريوت” مؤخرا هذا المفهوم موضع التنفيذ من خلال التعاون مع Netflix على توفير الترفيه في الغرف، كما مكنت “ماريوت” وأيضا فنادق “ستاروود” الضيوف من استخدام هواتفهم الذكية لفتح غرفهم في العديد من فروعها، وسيكون هناك الكثير من الوسائل التي يمكن الوصول إليها بسهولة في غرف الضيوف و منها شواحن الهواتف حيث لن تحتاج للقلق حول هذا الأمر مستقبلا.
إضاءة الغرف
يقول Tiedy أن تكنولوجيا LED قد أوجدت فرصا لدمج الإضاءة بطرق جديدة وفريدة من نوعها مع المزيد من القدرة على التكيف والسيطرة، وقد قام “الوفت” للعلامة التجارية ستاروود بتجارب على مرآة الحمام المزودة بأزرار تعمل باللمس مما يسمح للضيوف لضبط إضاءة الحمام، كما يمكن السيطرة من خلال الهاتف على درجة الحرارة والإضاءة، وقد تم بالفعل تطوير مرايا رقمية مع شاشة تعمل باللمس والتي تتيح للزائر قراءة عناوين الصحف أو التحقق من الطقس على سبيل المثال.
تصميم الغرفة
وفقا لLuanne Fausett، وهو مصمم الفنادق الذي عمل لماركات مثل ماريوت وهيلتون، فبدلا من الخزائن سوف يتم تزويد الغرف برفوف مفتوحة و مناطق مع مسافات ذكية للحقائب، وجميعها ستكون مصممة لتعطي الانطباع بمساحة أكبر، ولأن الضيوف غالبا لا يستخدمون المكاتب يقول Tiedy أن الغرف سوف تكون مناطق مريحة وقابلة للتكيف للعمل أو الاسترخاء، مع تركيز أقل على المنضدة.
نوعية الفراش
حاولت عدد من الفنادق إعادة اختراع “تجربة النوم” منذ عام 1999، ولكن سلسلة فنادق “ويستن” استثمرت 30 مليون دولار أمريكي لتطوير سرير مكون من 10 طبقات، ووعدت زبائنها بقضاء ليلة مريحة، وما زالت الفنادق تركز أكثر وأكثر على بذل المزيد من الأموال للاستثمار في الأسرّة التي لها القرار الأول في ترغيب الزبون من الفندق أو ابتعاده عنه.
بهو الفندق
المداخل الفسيحة التي تضم مكتب أو قاعة استقبال فقط ستصبح جزءا من الماضي ،فقد أصبحت ردهات الفنادق مساحات متعددة الاستخدامات تضم المطاعم والصالات والمحلات التجارية وأصبحت تأخذ مفهوم غرفة المعيشة، وهذا ما أصبحنا نلاحظه في الفنادق الفاخرة، كما أن الأجهزة الشخصية تسمح للنزلاء بالعمل في أي مكان في الفندق، وهذا له تأثير كبير على كيفية تصميم المساحات والردهات.
وسائل الاعلام الاجتماعية تؤثر على تصميم الفندق
فنادق اليوم في حاجة لبدء التفكير في التواجد على وسائل الاعلام الاجتماعية وذلك بفتح صفحة الفيسبوك أو حساب على تويتر، و التواجد على انستغرام الذي أتاح للعديد من الناس في التعرف على الفنادق و المناطق التي لم يسمعوا بها من قبل، كما أن هناك فنادق أخذت أفكار من مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك مثلا فندق في سيدني يتميز بمساحة خاصة لالتقاط صور السيلفي و هناك فندق في إسبانيا مستوحى من تويتر.
النكهة المحلية
ذكر Fausett أن الفنادق ستصبح بنكهة محلية بتقديم الطعام التقليدي، حيث ستحرص على تلبية احتياجات المسافرين الراغبين في تذوق طعم المناطق المحيطة، بالإضافة إلى ذلك، فإن أصحاب الفنادق يدركون أن هذا سيقدم تجربة لا تنسى للمسافرين، و يمنح للفنادق فرصة عرض المنتجات المحلية، وفي المستقبل، سوف يحرص المهندسون المعماريون على تصميم الفنادق التي تأخذ في الاعتبار البيئة المحيطة بهم أكثر فأكثر.
اللياقة البدنية
بدأت الفنادق في استثمار المزيد من الأموال لتقديم مراكز حقيقية للياقة البدنية، وهناك بالفعل فنادق تضم مراكز من هذا النوع تدخل معدات اللياقة البدنية مباشرة في غرف الضيوف، وتحرص على تقديم البرامج الصحية التي تعمل باللمس على كل شيء من اللياقة البدنية لوجبات متوازنة إلى التأمل، وهناك عدة سلاسل من الفنادق المتخصصة في اللياقة البدنية قد فتحت بالفعل أبوابها و منها فنادق “TRYP” من قبل ويندهام.
الأغذية المحلية الطازجة
انتقل هوس العناية بالصحة من اللياقة البدنية ليشمل أكثر عادات الأكل، والرغبة في تناول الأغذية العضوية والمواد الغذائية من مصادر محلية، و تتباهى الكثير من الفنادق بمزروعاتها الخاصة التي تقدمها على المائدة في المطاعم، كما أن عددا متزايدا من المنتجعات بدأت بالفعل تقيم مزارع على ممتلكاتها و منها مزارع النحل على السطح، و في شهر مارس الماضي، كشفت فنادق شانغريلا عن مبادرتها لتعزيز استخدام مصادر محلية للحوم و الأسماك.
الخيال العلمي
هناك فنادق تسعى لكسب ميزة على المنافسين، وإطلاق وسائل الراحة المستقبلية مثل الخدم الروبوت من قبيل Botlr، المتوفر حاليا فقط في ألوفت كوبرتينو وألوفت وادي السيليكون، وحاملي الأمتعة من الروبوت مثل Yobot، في يوتل نيويورك، و استخدام البصمة لدخول الغرفة كما هو الحال في ألما برشلونة، و بصمة العين لدخول الغرفة كما هو الحال في فندق The Nine Zero في بوسطن، وأخيرا، الماسحات الضوئية للجسم بالأشعة تحت الحمراء مثل فندق 1000 في سياتل .