تسيطر صور الحرب الأهلية التي عصفت باليلاد في بداية التسعينيات لدى ذكر البوسنة والهرسك. لكن بعد مرور أكثر من عشرين عاماً، تحول هذا البلد إلى واحدة من أكثر الوجهات الأوروبية التي تستحق الاكتشاف والزيارة حسب ما ذكرت سي ان ان العربية.
ويوجد عدة أسباب تجعل من البوسنة والهرسك وجهة سفرك التالية:
أولها هي العاصمة النابضة بالحياة ساراييفو، التي تجمع بين جمال الشرق والغرب، فتشعرك أنك في فيينا تارة وفي اسطنبول تارة أخرى. وما زالت الآثار العثمانية موجودة في المدينة في منطقة باسكارسييا، وبازارات الحرفيين. كما توجد الآثار التي خلفتها الامبراطورية النمساوية- الهنغارية حول شارع فيرهاديا.
المدن التاريخية: رغم جمال العاصمة، إلا أن مدن أخرى في البوسنة تستحق الزيارة، مثل مدينة موستار، المتميزة بالهندسة العثمانية وجسر “ستاري موست” الشهير، الذي رُمم بعدما فُجر في الحرب بين كرواتيا وبوسنيا في العام 1993. مدينة بوسيتيلج أيضاً بجانب الحدود الكرواتية وجهة سياحية تعود للحقبة العثمانية وتستحق الزيارة. ومدينة يايتشه في الشمال الغربي تقع في أعلى تلة، ويوجد فيها قلعة تعود إلى العصور الوسطى.
الطبيعة: تُعتبر طبيعة البوسنة والهرسك رائعة، مثل قمم الجبال الشاهقة والوديان، والأنهار الزرقاء والشلالات التي تغطي معظم مساحة البلاد. كما تطل البلاد على البحر الأدرياتيكي.
ثقافة القهوة البوسنية: القهوة هي العمود الفقري للحياة الاجتماعية في البوسنة والهرسك. ورغم التشابه الظاهر بين القهوة البوسنية والتركية، إلا أن البوسنيين يصرون على الاختلاف بينهما. وفي سارييفو، يُوجد عدد كبير من المقاهي التي يستطيع السائح الاسترخاء فيها والتمتع بالقهوة المحلية.
وجهة رخيصة: سارييفو هي أحد أرخص العواصم الأوروبية. وتبلغ كلفة تناول وجبة طعام في الخارج 3 إلى 5 ماركات بوسنية، أي ما يعادل 3 دولارات أمريكية. ويتميز أهل البوسنة بالكرم، ويحبون الترحيب بالضيوف واستضافتهم ومساعدتهم بأي طريقة ممكنة. والمطبخ البوسني غني بالمكونات الطبيعية والخفيفة. ويمكن تجربة اللحوم المشوية، وسلطة الشوبسكا، والخبز الطازج والبرك المحشوة بالجبنة البيضاء.
متعة التسوق: هناك العديد من فرص التسوق الرائعة في البوسنة والهرسك، ليس فقط بسبب رخص الأسعار، بل أيضا لأن مستوى المهنية بين الحرفيين عالية، ما يجعل بازارات البلاد تعج بالبضائع ذات الجودة العالية. ويمكن إيجاد النحاسيات والسجاد التقليدي والمنسوجات والمجوهرات وغيرها من البضائع المحلية.
وفي باسكارسييا في العاصمة، هناك أقلام معروضة للبيع مصنعة من طلقات رصاص استعملت في حصار العاصمة منذ عشرين عاماً.
التنوع العرقي والديني: لطالما اشتهرت البوسنة والهرسك بالتجارة، التي جعلتها وجهة للتجار وقوافلهم، وأدت إلى التنوع السكاني الموجود اليوم في تلك البلاد. ويمكن التمتع بزيارة المساجد القديمة، والتي ستجد بجانبها كنائس وغيرها من بيوت العبادة.
أرض المغامرات: في البوسنة والهرسك، يمكن عيش مغامرة تسلق الجبال الصخرية العالية، وركوب الزوارق، والتجديف في الأنهار، وركوب الدراجات على الجبال، والهبوط بالمظلات. لكن كن حريصاً عند تنقلك في الأماكن البرية لأن ألغام الحرب القديمة ما زالت موجودة في بعض المناطق.