أجرى خبراء اختبارات مثيرة على جهاز جديد قادر على التعامل مع انفجار القنابل حال تسريبها داخل مخازن الحقائب بالطائرات.
وصمم الجهاز الجديد، الذي أطلق عليه “فلايباغ” (FlyBag)، لامتصاص الصدمات ومواجهة الشظايا التي تطلقها الانفجارات، وتعتمد فكرته على الاحتواء الآمن للانفجار في حالة إخفاق الإجراءات الأمنية، ووصول القنبلة إلى مخزن الأمتعة.
وأظهرت التجارب، التي أجريت على عدد من الطائرات القديمة في مطار كوتسولدز بمقاطعة غلوسيسترشاير البريطانية، أن الانفجارات لم تسفر عن أي أضرار.
ويحتوي الجهاز، وهو عبارة عن حاوية للحقائب، على خليط جديد من أربع طبقات مختلفة من مواد تعتمد إحداها على ألياف كيفلر التي تستخدم في السترات الواقية من الرصاص.
ولا تتميز الحاوية بخفة الوزن فحسب بل بالقوة والمرونة الكافية التي تسمح بالتعامل مع آثار الانفجار الشديد دون أن يتعرض للتمزق. وتعتمد التصاميم الحالية لحاويات الأمتعة الصلبة على معادن مقواة، وتراها الكثير من شركات الطيران ثقيلة الوزن ومكلفة للغاية.
وتمول المفوضية الأوروبية مشروع “فلايباغ”، وتديره مجموعة من المعاهد والشركات المتخصصة، ويضم فريق الخبراء البروفيسور أندي تياس، الخبير من هندسة المتفجرات، من جامعة شيفيلد ومدير شركة “بلاست تك”.
وقال تياس لـBBC: “نشعر بسعادة بالطريقة التي تسلكها التجارب”.
وأضاف: “لقد اختبرنا في السابق “فلايباغ” في مختبرنا في باكستون لكن التجربة كانت في الهواء الطلق”.
وشاهدت بنفسي تجربة وضعت فيها حقيبة بها قنبلة مع أمتعة أخرى داخل حاوية “فلايباغ” في مخزن طائرة قديمة من طراز إيرباص 320.
ومن مسافة آمنة، استطعنا سماع الانفجار، لكننا لم نر أي أثر خارجي.
وبعد تنظيف الغبار، تبين لي كيف أسفر الانفجار عن تفحم بعض الأمتعة، لكن الحاوية نفسها بقيت سليمة، كما لم يتسبب الإنفجار في أي ضرر للطائرة.
وتكمن أهمية ذلك في أنه إذا انفجرت قنبلة بنفس الحجم خلال رحلة ما، لن تكون الآثار كارثية، وسينجو على الأرجح جميع الركاب.
وكانت أول شركة طيران تبدي اهتمامها بالجهاز الجديد هي شركة ميريديانا الإيطالية.
وتأمل الشركة في تصميم نوع من “فلايباغ” يمكن وضعها في مخزن أمتعة الطائرات صغيرة الجسم.