متابعه – سفاري نت
لماذا يجلس كابتن الطائرة على الجهة اليسرى من الطائرة؟ هل هو مجرد تقليد أم أن هناك سببًا تقنيًا يتعلق بلوحة التحكم في الطائرة؟ ففي قمرة القيادة يجلس الكابتن على اليسار، وهذا يثير التساؤل لماذا يجلس على هذه الجهة؟ قد يبدو السبب لدى الطائرات التجارية تاريخيًا فقط، وهو ما يشبه السيارات التي يجلس فيها السائق على الجهة اليسرى أيضًا.
مع نهاية الحرب العالمية الأولى، معظم الطائرات المقاتلة كانت مصممة ومزودة بمحركات دوارة. وفيما يتعلق بتوجيه هذه الطائرات ذات المحركات الدوارة، فالتحول إلى اليسار كان أسهل لأنها تتبع عزم الدوران للمحرك، في حين كان التحول إلى اليمين أكثر صعوبة لأنه يكون ضد عزم الدوران، وهذا يعني أنه يتطلب مزيدًا من الجهد. لهذا السبب اختار الطيارين الجهة اليسرى لأنها أكثر سهولة ومرونة. وعزم الدوران هو قيمة متجه لقياس مدى قدرة قوة على تدوير المجسّم حول محور ما.
في معظم تصاميم الطائرة تدور المروحة عكس الاتجاه حين تكون مرئية من مقعد الكابتن. ويقول نيوتين بأنه عند وضع قوة، تدور الطائرة حول محورها الطولي باتجاه عقارب الساعة، أو إلى اليمين. لذلك، إن جلس الطيار على المقعد الأيسر عند قيادته الطائرة، فهذا التغير الطفيف في المركز الجانبي من الجاذبية سيساهم في تعويض قوى عزم الدوران. وقد تعاون المصنّعون مع هذا الاتجاه في التصاميم الأولى للطائرة لتعويض تأثير عزم الدوران. لذلك مع حلول 1930 كان الكابتن يجلس على اليسار.
أما في الطائرات متعددة المحركات وفي كل الطائرات الكبيرة، لا يوجد هناك أي تأثير لعزم الدوران قابل للقياس، وكلا الاتجاهين لديهما نفس قوة التحكم، والأجهزة، ووضوح الرؤية. فهذا مجرد تقليد لجلوس الكابتن على اليسار في هذه الطائرات. وليس هناك أي فائدة من جلوس الطيار على اليمين أو اليسار.
فأول ما اختُرعت الطائرات كانت لأغراض عسكرية، وأول من استخدمها لأغراض عسكرية كانت إيطاليا، والتي استخدمتها للقصف والاستطلاع في ليبيا خلال الحرب الإيطالية التركية من 1911 – 1912، وأول مهمة قصف كانت في الأول من نوفمبر عام 1911.