سفاري نت – متابعات
يعتبر السفر من أجل الصحة والاستشفاء من أهم الأنماط السياحية للعوائد الاقتصادية التي يحققها الاقتصاد على صناعة السياحة وعلى الوجهات السياحية والقطاع الصحي، وقد أولت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني اهتماما خاصا بتنمية سياحة الصحة والاستشفاء، من خلال عدد من المحاور بالعمل مع الشركاء في القطاعين العام والخاص، لتوفير البيئة المناسبة وتطوير منتجاته وخدماته وبرامجه.
وفي هذا المجال قال عدد من المختصين والمهتمين بالقطاع الصحي: إن تكاتف القطاعين العام والخاص في تطوير سياحة الصحة والاستشفاء سيسهم بشكل كبير في تنمية ونهوض هذا النشاط الاستثماري الهام، مؤكدين أن المملكة تتمتع في الوقت الحالي بنمو عال في قطاعها الصحي والطبي مما يتطلب الأمر الاستفادة من هذه الفرصة عبر تفعيل جانب سياحة الصحة والاستشفاء، وأهمية استقطاب الخبرات الدولية واستطلاع التجارب لتطوير هذا القطاع، وفقا لصحيفة "اليوم".
وقال المختصون: إن نشاط سياحة الصحة والاستشفاء سيعمل على رفع نسبة التشغيل في المستشفيات الخاصة إلى 95 في المائة، مشيرين إلى أن التركيز يجب أن يكون في البداية على المواطن السعودي الذي يذهب إلى الخارج بهدف العلاج، ثم بحث السبل في كيفية جذب ممن يرغبون في العلاج من الخارج إلى داخل المملكة.
وقال أمين عام غرفة الشرقية عبدالرحمن بن عبدالله الوابل: ان سياحة الصحة والاستشفاء (السياحة العلاجية) تعد من أهم الأنماط السياحية التي تهتم بها الدول للعوائد الاقتصادية التي تحققها على المدن والمناطق التي تعمل على تنميتها، مشيرا الى أن العوائد على الاستثمار فيها عالية خاصة مع توافر الطلب المحلي المرتفع وتمتع المملكة بالإمكانات الطبية العالية والمقومات الطبيعية التي تساعد على نجاح هذا النمط من السياحة، كما تستهدف المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة ومنظمي الرحلات السياحية المرخصين من الهيئة في المنطقة والفنادق والمنتجعات التي تتوفر بها الخدمات الاستشفائية.
من جانبه، دعا حمد بن عبدالعزيز آل الشيخ نائب الرئيس للتسويق والبرامج في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى تشجيع المستثمرين والشركات العاملة في القطاع السياحي على الاستثمار في مجال سياحة الصحة والاستشفاء (السياحة العلاجية)، الذي يعد أحد الاستثمارات السياحية المهمة التي تحقق عوائد مالية عالية خاصة مع توافر الكثير من المقومات الطبيعية والإمكانات الطبية العالية للمملكة التي تساعد على نجاح هذا النمط من السياحة.
وقال آل الشيخ: إن الهيئة أولت اهتماما بهذا النوع من السياحة من خلال توقيع اتفاقية مع وزارة الصحة من أهم بنودها تطوير سياحة الصحة والاستشفاء. مشيرا إلى أن فريق عمل من الهيئة والوزارة يعمل الآن على التنسيق والتعاون مع الشركاء الآخرين في القطاعين الحكومي والخاص لتطوير وتفعيل هذا النوع من السياحة، والذي يعد أحد الأنماط السياحية التي حددتها استراتيجية تنمية السياحة الوطنية المستدامة التي أقرها مجلس الوزراء. وأكد آل الشيخ أهمية تشجيع المستثمرين وتوفير الدعم الحكومي التنظيمي والمالي والاستثماري لتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في منتجعات الصحة والاستشفاء وتطويرها وتطوير الخدمات المرافقة لها.
وأضاف: هنالك العديد من العناصر التي يتطلب توفيرها لتنمية نمط سياحة الصحة والاستشفاء، ومن أهمها التنسيق والعمل مع الشركاء لتنمية هذا النمط كوزارة الصحة وغيرها من الوزارات، إضافة إلى القطاع الخاص الطبي والسياحي. كما أن الهيئة تعمل على تنمية قطاع سياحي مهم هو منظمو الرحلات السياحية الذين عن طريقهم يتم تصميم وتسويق برامج سياحية للصحة والاستشفاء. كما أن الهيئة تعمل مع جهات حكومية أخرى والقطاع الخاص على تنمية الاستثمارات السياحية التي تشمل تطوير منتجعات صحية وطبية، سواء تلك المعتمدة على مقومات طبيعية كالينابيع الحارة أو تلك المعتمدة على تقديم خدمات للصحة والاستشفاء كالمنتجعات الصحية أو خدمات للصحة والاستشفاء والرياضة في المنشآت القادمة، أو تلك التي يجري تطويرها أو تصميمها مثل الفنادق والمنتجعات وغيرها.
وفيما يتعلق بالعوائد الاقتصادية للمملكة في حال تفعيل نشاط سياحة الصحة والاستشفاء، أوضح العبد الكريم أنها ستعمل على تشغيل كافة الأسرة غير المشغلة في القطاع الخاص، مشيرا إلى أن نسبة التشغيل في بعض المستشفيات الخاصة ربما تصل إلى 90 في المائة بدلا من 70 في المائة مثلا، في الوقت الحالي، في الوقت الذي تتمتع فيه المملكة بوجود كوادر تعمل على إجراء العمليات النادرة والتي ربما لا تتهيأ في البلدان الأخرى. ولفت العبد الكريم إلى أن التركيز في البداية يجب أن يكون على الزوار القادمين لأداء مناسك العمرة وأداء فريضة الحج، من خلال منحهم برنامج سياحة علاجية في مستشفيات المملكة، والتي وصلت مرحلة عالية من التقدم من خلال الجودة والنوعية في الخدمات الصحية، ومن الممكن الاستفادة من هذه الفرص عبر تفعيل دور العمليات الاستثنائية والصعبة والحرجة للقادم للعمرة والحج.