سفاري نت – متابعات
بازار إسطنبول الكبير هو واحد من أقدم الأسواق المغطاة في العالم، والذي يشتمل على 61 شارع مغطى، وأكثر من 3000 محلاً تجارياً. على الرغم من كثرة الأسواق في تركيا، إلا أن البازار الكبير لا يزال المنطقة السياحية الأكثر شهرة في البلاد. في عام 2014، أصبح من المعالم السياحية الأكثر زيارة في العالم، وذلك بوجود 91 مليون زائر سنوياً.
بُني هذا السوق في عهد السلطان محمد الثاني الفاتح، وتحديداً في فترة حكمه الثانية ما بين 855 – 886 هـ / 1451- 1481 م. في الماضي كان السوق ملتقى للناس القادمين من جهات مختلفة، فموقعه يتوسط اسطنبول، يرتاده الخارجين من المسجد الكبير أو القادمين بهدف التفاوض على تجارة ما، أو الحاملين بضاعة يريدون للترويج لها من الذهب والأقمشة والسجاد والأحجار الكريمة والجواهر. في البداية، كان البازار الكبير عبارة عن هيكل من الطوب والخشب والأقواس المقببة الكبيرة.
بعد بضع سنوات، غطى السلطان محمد الثاني بناء السوق بنوع من المنسوجات التي تشتهر بها مدينة بورصة، حيث كان لونها مثل لون خشب الصندل.
كان هذا البازار مكان لتجارة السلع الفاخرة من المنسوجات والمجوهرات، وسرعان ما اتسع وأصبح العديد من الباعة يفتحون محلاتهم حوله. مع بداية القرن ال17 حصل هذا البازار على شكله النهائي، وكان مكان هام للتجارة في عهد الإمبراطورية العثمانية، وأصبح بازار إسطنبول الكبير مركز تجارة البحر الأبيص المتوسط. وفقاً لعدد من الرحالة الأوروبيين، في ذلك الوقت، وحتى النصف الأول من القرن ال19، فقد كان هذا السوق لا مثيل له في أوروبا فيما يتعلق بتنوع ووفر وجودة السلع.
البازار الكبير لا يزال سوقاً ضخماً، حيث يعمل به 26,000 شخص، ويزوره ما بين 250,000 و 400,000 زائر يومياً. وتغطي الشوارع القماش ويصطف الباعة بأكشاشهم الصغيرة على الجانبين، حيث يبيعون كل شيء من الملابس والمجوهرات، والأثاث، والسجاد، والسيراميك، والأحذية، والكتب، والتوابل، وأكثر من ذلك. عادة ما يتم تجميع الأكشاك التي تبيع السلع المماثلة معاً. نادراً ما يتم ضبط الأسعار، لذلك فإن المساومات هي جزء مهم من عملية التسوق في البازار الكبير.