سفاري نت – متابعات
لجنوب أفريقيا سحرها ورونقها الخاص، كما أن زيارتها تختلف عن زيارة أي مكان آخر على وجه الأرض، كيف لا والعالم اتفق على تسميتها «جنة الأرض».
من يزورها يشعر وكأنه زار العالم في مكان واحد، هي عروس القارة السمراء التي يعشقها محبو أجمل طبيعة وأروع حياة برية في العالم. ودائماً ما تدخل الدولة التي تقع في أقصى جنوب أفريقيا، في أغلب التصنيفات العالمية للوجهات السياحية الأفضل للزيارة، وذلك لأسباب عدة، منها:
أنها تملك البنية التحتية الأفضل مقارنة مع باقي الدول الأفريقية، كما تملك العديد من المرافق السياحية الحديثة والمتطورة، فمدن مثل كيب تاون وجوهانسبرغ وبريتوريا، دوربان، كنيسنا، والعديد من المدن الأخرى لديها نظام متكامل من الخدمات والسبل الترفيهية، ولا عجب في ذلك فقد استضاف ذلك البلد الجميل نهائيات كأس العالم 2010.
وعلى الرغم من كونها البلد الأفريقي الأكثر حداثة، لا تزال جنوب أفريقيا تقدم العديد من عوامل الجذب التي تلفت انتباه السائحين إلى أفريقيا، بما في ذلك ثقافة نابضة بالحياة وحياة برية متنوعة، وهذا ما يفسر سبب كون جنوب أفريقيا مكاناً مميزاً ذي خصوصية، إذ تضم مزيجاً نادراً من التنمية الحديثة والثقافة الأفريقية والمعالم السياحية في الهواء الطلق، فضلاً عن الحياة البرية الجامحة التي لن تجد مثيلها في أي مكان آخر في العالم.
حديقة كروجر
تقع حديقة كروجر الوطنية، في شمال شرق جنوبي أفريقيا، واحدة من أقدم المحميات التي أنشئت في أفريقيا، وتوفر لك فرصة نادرة لتزج نفسك في مواجهة مع الأسد، الفيل، وجميع الحيوانات الأخرى، كالطيور، والزواحف الأفريقية الشهيرة.
يغطي كروجر ما يقرب من 8000 ميل مربع، ويضم مجموعة رائعة من الحيوانات (147 نوعاً من الثدييات، 507 أنواع من الطيور و 114 من الزواحف المختلفة، 336 نوعاً من الأشجار و 34 نوعاً من البرمائيات، و 49 من الأسماك) التي من المؤكد أنها ستدهشك.
من بين الأسباب لجعل جنوب أفريقيا الوجهة الأفريقية المفضلة أنها أصبحت في متناول جميع المسافرين، حيث تقدم العديد من شركات الطيران أرخص الرحلات الجوية، المباشرة إلى كيب تاون وجوهانسبرغ، كما أن لدى جنوب أفريقيا أيضاً مطارات من الدرجة الأولى، التي تصنف على أنها الأفضل في أفريقيا.
وهذا ما سيساعد على ضمان أن تكون رحلتك خالية من المتاعب. ومن المهم أن يعرف السائح أنه لا توجد حواجز للغة في جنوب أفريقيا، فالجميع يتحدث الإنجليزية، حيث أن هذا البلد لديه إحدى عشرة لغة رسمية، واحدة منها هي اللغة الإنجليزية، ويتحدث بها جميع السكان المحليين تقريباً، ولذا فمن السهل أن تسأل عن أي شيء، بداية من طلب الطعام في مطعم، لسؤال شخص ما عن الاتجاهات.
وفي الغالب إذا كنت تتحدث اللغة الإنجليزية، فلن يكون لديك أي مشاكل في الاتصال ما يجعل التجربة خالية من التعقيد.
تنوع بيولوجي
على الرغم من جنوب أفريقيا لديها أقل من 1% من مساحة اليابسة في العالم، لديها 6% من الثدييات والزواحف و 10% من الأنواع النباتية والأسماك والطيور النادرة في العالم، كما أن جنوب أفريقيا البلد الوحيد في العالم الذي لديه مملكة الأزهار الخاصة بها.
وتضم هذه المنطقة 9600 نوع من النباتات، 70% منها فريدة من نوعها ولا تنمو في أي مكان آخر في العالم. واحدة من أشهر هذه الأنواع الفريدة زهرة بروتي العملاق، المعروفة أيضاً باسم الملك بروتي، وهي الزهرة الوطنية في جنوب أفريقيا. و للأسف، أكثر من 1000 من هذه الأنواع تواجه خطر الانقراض مع استمرار النمو في مقاطعة الكاب الغربية.
ثقافة نابضة بالحياة
ثقافة جنوب أفريقيا تمثل مزيجاً فريداً من من جماعات أفريقية وآسيوية، وجماعات أوروبية، ولذا يطلق عليها «أمة قوس قزح»، ومن ثم ستجد في شوارعها كل العادات والتقاليد الموروثة عن العديد من البلدان الأخرى.
ولكن لا يزال بإمكانك في المناطق الريفية بجنوب أفريقيا تجربة الثقافة الأفريقية الحقيقية، فهناك المجتمعات والمناطق التي لا يزال سكانها يعيشون في أكواخ، ويتبعون نمط الحياة القديمة. ويبقى الشيء الأكثر من رائع في هذا البلد، أنه بغض النظر عن انتماء السكان العرقي أو المكان الذي يعيشون فيه، فإن الجميع يقبل بالآخر ومتفائل بشأن المستقبل.
الشواطئ الرائعة
الشواطئ واحدة من أبرز مقومات جنوب أفريقيا، كما هو الحال في كيب تاون ودوربان، كنيسنا، خليج بليتينبيرج، وغيرها من المدن الساحلية الكبرى التي تقدم أيضاً الشواطئ الجميلة المثالية للاسترخاء.
وفي وايلد كوست، يمكنك الجلوس مع السكان المحليين على المنحدرات العشبية المطلة على المحيط الهندي ومشاهدة الأمواج الزرقاء العميقة، حيث يعيش السكان المحليون هنا في الأكواخ التقليدية دون وسائل الراحة الحديثة مثل الكهرباء والمياه الجارية.
وننصحك بجولة على طول الساحل لرؤية الشاطئ الصخري، والشواطئ المنعزلة، والبحيرات، والعديد من المواقع السرية بما في ذلك الكهف الذي اختبأ فيه نيلسون مانديلا.
ولأنها تقع في نصف الكرة الجنوبي، لذا فإن فصول السنة معاكسة للتي تسود في نصف الكرة الشمالي، كما تعتبر بلداً مشمساً بدرجة كبيرة، بما في ذلك العديد من المناطق التي تدوم فيها الشمس لأكثر من 300 يوم في السنة.
المكان المفضل للسياحة الجبلية
إضافة إلى امتلاكها أجمل شواطئ العالم، وتنوعها البيولوجي، تشتهر جنوب أفريقيا أيضاً بالعديد من الجبال الخلابة التي تأسر قلوب السياح من مختلف أنحاء العالم، وتعتبر سلسلة جبال دراكنزبرغ، التي تُعرف باسم «جبال التنين» بمثابة جنة لعشاق المغامرة، حيث تتيح لهم هذه السلسلة الجبلية فرصة نادرة للتنقل بالحبال بين الوديان والأخاديد العميقة ووسط الغابات والأدغال الكثيفة.
ويبلغ ارتفاع هذه السلسلة الجبلية نحو 3482 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتمتد على مساحة تبلغ مئة كلم مربع. وقد أدرجت منظمة اليونيسكو هذه الجنة الطبيعية على قائمة التراث الطبيعي العالمي لما تزخر به من حيوانات برية ونباتات نادرة وبقايا أثرية.
كما تزخر سلسلة جبال دراكنزبرغ بالغابات والأدغال الكثيفة، وتسود أجواء مظلمة في هذه الغابات ولا يتسرب إلا بصيص من الضوء وأشعة الشمس إلى الأرض، وتعلو الأشجار العملاقة إلى عنان السماء بشكل لا نهائي، وتتشابك جذوعها الضخمة لتتسلق عليها النباتات والحيوانات المختلفة، وتبدو هذه الغابات كأنها مكان مثالي لطرز العصر الحديث.
وفي جولات الكانوبي (الاسم المحلي للجولات السياحية التي تقام لهذه الجبال) يتم ربط المغامرين في حزام المقعد الذي يحيط بالفخذين والكتفين عن طريق ثلاث حلقات وحمالتي سراويل، ويتم تعليق المغامرين بواسطة خطافات في ثلاثة حبال سميكة لتسلق الجبال. ويحتاج كثير من المغامرين إلى بعض الوقت، للتخلص من متاعب الدوار، والتغلب على مشاعر الخوف من تعليق حياتهم بحبل فولاذي مشدود فوق الوديان السحيقة.
ويمسك المغامرون بإحدى اليدين بالنايلون، أما اليد الأخرى فتكون محمية بقفاز سميك لكي يستخدمها فرامل على الحبل الفولاذي المشدود فوق الوديان العميقة وبين الأشجار الضخمة. ويتبخر الجزء الأكبر من الخوف من المرتفعات لدى المغامرين من خلال بكرات التوجيه، التي تقود المغامرين خلال متاهة من الأشجار العملاقة.
الوديان المفتوحة
ويتوقف المغامرون في أول محطة لهم على منصة خشبية تحيط بجذع شجرة ضخمة، وترتفع عن الأرض بمقدار عشرة أمتار. وبالقرب من فروع الأشجار المنتشرة في المنطقة تبدأ الجولة الثانية من رحلات «الكانوبي» فوق الوديان المفتوحة، حيث يستمتع المغامرون بأشعة الشمس الساطعة والسماء الزرقاء الصافية، ولا يخلو هذا المشهد من بعض الغيوم التي تنتشر هنا وهناك.