سفارى نت – متابعات
تعرف السياحة في القارة القطبية الجنوبية نموا مضطردا، حيث أن المنطقة أصبحت تصنف ضمن الوجهات المرغوبة من قبل محبي السفر و المغامرة.
ويحرص المسافرون الذين يقصدون المنطقة على مشاهدة الحياة البرية المتنوعة و الجبال الجليدية، وتعتبر المنطقة من أبرد وأهدأ الأماكن السحرية على كوكب الأرض.
ورغم طول المسافة وبعد المنطقة إلا أن المكان يستحق الزيارة لما يوفره من مناظر مذهلة ومتنوعة حيث يمكن لمحبي المغامرة المشاركة في رحلات الاستكشاف التي تنظم إلى المنطقة على متن السفن و البواخر الفاخرة.
فالقارة غنية بالمشاهد الممتعة التي تبقى محفورة في الذاكرة باعتبارها تجربة شخصية فريدة قد لا تتكرر، ويشكل مشهد الحيتان بعضاً من اللمسات الغريبة في اللوحة القطبية المبهرة وهي تمر لتغوص بأجسامها العملاقة بحثاً عن غذائها المتوفر بكثرة وتنضم إليها طيور البطريق في رسم التابلوه الأكبر المثير للغرابة والدهشة.
ويرمقها السياح عن كثب وهي تغوص في رحلة صيد في أعماق البحر، ولا تختلف هذه الصورة كثيراً عند العثور على قطعان ضخمة مكونة من آلاف حيوانات الفقمة، التي تقضي وقتها إما في اللعب أو ارتياد المياه للصيد وإرواء نهمها للطعام.
من بين المفاجآت الأخرى التي يلمسها الزائر تناثر مستوطنات علمية يعيش فيها باحثون لا ينحصر دورهم في قياس التقلبات المناخية بل ربما دراسة ما يمكن أن تحمله هذه القارة البكر في جوفها من ثروات.
لاستطلاع الشواطئ الرحبة والخلجان التي ترصعها الكتل الجليدية البراقة لا بد من ركوب قوارب التجذيف أو السفن المتجولة في الخلجان الراكدة إلا من حركة الفقمات أو البطريق أو خروج الحيتان من تحت السطح على حين غرة وكأن هذا الكائن مل قاع المحيط وأراد استطلاع من حوله .
ولا يمكن استبعاد القيام برحلات للغوص تحت الماء بعد ارتداء ألبسة خاصة تقي من تأثير لسعات المياه الجليدية، كما يمكن القيام بنزهات فوق الجبال والشواطئ على متن طائرة حوامة لزيارة مناطق يصعب الوصول إليها بحراً، أما نصب الخيام لقضاء ربما بضعة أيام، فهي ذروة المغامرة في هذه الرحلة الغريبة المليئة بالمفاجآت.
يمكن لأي شخص أن ينضم لقائمة سياح القارة الجنوبية ولذلك لابد العثور على السفن السياحية العابرة المخصصة للتنقل في مناطق القارة الجليدية وهي سفن تتميز بأنها وسيلة نقل وإقامة وتناول وجبات الطعام، كما يمكن الاستفادة من وسائل الاتصال والصيد وأنشطة أخرى تفتقر إليها القارة خاصة عندما تتعلق الأمور بحركة السياح، بسبب البيئة الدقيقة والحساسة جداً.
تنطلق 90% من السفن إلى شبه الجزيرة القطبية مبحرة من أشوايا في الأرجنتين عابرة ممر دريك، وتقوم العابرات الأقل حجماً بالعبور عبر طريق مختصرة مباشرة إلى شبه الجزيرة القطبية وغالباً تكون نقطة الانطلاق من جزر شيتلاند، أما الرحلات الأطول فتنطلق من جزر أوركني الجنوبية وتنخفض عدد تلك السفن المغادرة من أستراليا أو نيوزيلندا لاستكشاف بحر روس الواقع في خاصرة القارة القطبية.
وتبدأ الرحلات على متن السفن العابرة بسعر أولي يبلغ 4500 دولار لرحلة تستغرق 10 أيام، وفي العادة يمضي الركاب ثلاثة أيام وهم يبحرون عبر الجزر المحيطة بالقارة وشبه الجزيرة القطبية، ويستمتع الركاب خلال الرحلة بإقامة مريحة وفاخرة ودافئة وبالحمامات الساخنة على متن السفينة، ويمكن الحصول على المزيد من التفاصيل حول الرحلات من خلال زيارة موقع Abercrombie & Kent.