بالصور .. فندق خاص بالكلاب في سلطنة عمان
سفاري نت – متابعات
تشهد سلطنة عمان إقبالاً على اقتناء الكلاب وتربيتها في المنازل كحيوانات أليفة، مع تبدل النظرة الاجتماعية تجاهها إلى حيوانات وفية ترافق الإنسان، وتحظى بكثير من الاهتمام والرفاهية، وصولاً إلى إنشاء “فندق” لها يوفر الإقامة والرعاية. ويقول صاحب المشروع، عادل الجمري، بحسب وكالة فرانس برس، إن من الأسباب التي شجعته على إقامته “التغيير في الفكر والثقافة (..) الكثيرون تغيرت نظرتهم السابقة إلى الكلب على أنه حيوان نجس، وأصبحوا ينظرون إليه على أنه حيوان وفي”.
استخدام الكلاب للحراسة والصيد لا خلاف عليه. ومع أن الأوساط الدينية ما زالت تتشدد في تحريم اقتناء الكلاب لغير هذين السببين، إلا أن الكلاب تحظى باهتمام متزايد، ولا سيما من الأجيال الشابة. ويقول محمد وسيم، وهو مدير متجر للحيوانات الأليفة: “أصبح ثمة إقبال كبير على شراء الحيوانات الأليفة، وخاصة الكلاب، وخاصة من قبل الجيل الجديد، أو الشباب”، وإن كان الكثيرون من العمانيين لا يحبذونه، ويرون فيه تشبهاً بالأجانب المقيمين بينهم. ويقول سالم الغنيمي، المتحدر من ولاية القابل، التي تبعد زهاء 170 كم عن العاصمة: “الاتجاه لتربية الكلاب والقطط جديد علينا في السلطنة، وجاء بحكم تغير العادات والتقاليد، واتجاه البعض للتقليد، أو محاكاة الآخرين، أو الأجانب”.
ويضيف: “هذا التطور والتغير في العادات والتقاليد حدث في العاصمة مسقط، ففي الولايات، وخارج مسقط، ما زال الكثيرون ينظرون إلى تربية الكلاب على أن بها نوعاً من الحرمة (الحرام)، وما زال هناك نوع من التشدد، ورفض تربية الكلاب”. هذا الميل الجديد المسجل في المجتمع العماني جعل من فندق الكلاب مشروعاً تجارياً مربحاً. يمتد الفندق المؤلف من طابقين، والتابع للمركز البيطري للعناية بالحيوانات الأليفة “بيت كير”، على مساحة 3 آلاف متر مربع، ويضم 35 غرفة وعيادة بيطرية، وقاعات للاهتمام بالكلاب وتنظيفها، وبركتين بحجم حوض استحمام. –
يوفر الفندق في مسقط كل متطلبات العناية والاهتمام بالكلاب، وبكلفة مالية ليست قليلة. ويقول مديره، أيوب علي الوهيبي: “يستضيف فندقنا ضيوفه الكلاب من أصحابها من عمانيين ووافدين من كثير من الجنسيات؛ أبرزهم بريطانيون، وأميركيون، وتراوح مدد الإقامة والاستضافة، بدءاً من ليلة واحدة، وحتى ثلاثة شهور”. ويعاون الوهيبي 9 موظفين كلهم من العمانيين، بينهم طبيبان بيطريان، ويتولى الباقون الاهتمام بعملية تسكين الكلاب ورعايتها، والاهتمام بغرفها، وإعطائها حصة لياقة بدنية يومية مدتها ربع ساعة.
كذلك يوفر الفندق كل مقومات الدلال، من التطعيم، والرعاية الطبية، إلى الاستحمام، وقص الأظافر، وتصفيف الوبر. ويتنوع “النزلاء” بين فصائل عدة؛ مثل “تشيواوا” و”غولدن رتريفر”. ويوضح عزان أحمد الزدجالي، المدير الإداري للفندق، وأحد مدربي الكلاب، أن كلفة الليلة -شاملة الإقامة والطعام- تبلغ 8 ريالات عمانية (زهاء 20 دولاراً أميركياً)، وتنخفض الكلفة إلى 6 ريالات إذا استثني الطعام، بينما تراوح الكلفة للكلاب الصغيرة بين 3 ريالات و5.
وتتعدد الأسباب التي تدفع العمانيين لوضع كلابهم في الفندق، من الاهتمام بها أثناء السفر، أو أيام الغياب الطويل، أو تدريبها، أو إبعادها عن الأطفال في أوقات الدراسة. ويقول سلطان الرواحي (15 عاماً)، وهو طالب في مدرسة ثانوية: “لدي كلب واحد من نوع دويتش شيبرد، وقد تركته في الفندق منذ شهر؛ وذلك بطلب من أسرتي، لشعورهم بانشغالي بالكلب عن الدراسة”.
أما سلطان يحيى الزدجالي، فلديه كلب من فصيلة بيتبول في الفندق منذ 3 أشهر، حيث يتلقى تدريباً؛ “لأنني أنوي أن أشركه في السباقات”. وفي ظل الإقبال المتزايد يشكل “بيت كير” نقطة التقاء للعديد من هؤلاء، الذين يأملون في أن تصبح مسقط ملتقى لنشاطات متصلة بهذه الحيوانات، ولدعم هذا المسعى يقام كل يوم جمعة عرض للكلاب في أحد متنزهات العاصمة العمانية. وتقر لمياء البكري -التي تقتني قطة- بأن الاعتناء بها يكلفها أحيانا أكثر من 20% من راتبها الشهري، إلا أنها على الرغم من ذلك تعد تربية الحيوانات الأليفة “شيئاً جميلاً، خاصة وأننا في ظل هذا الزمن وتقلباته أصبحنا نرى أن الحيوانات أكثر وفاء من بعض البشر”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.