سفاري نت – متابعات
عند جنوب شرق آسيا ثمة بلاد وديعة انتهكت الشيوعية والرأسمالية في القرن الماضي حرمة سكون طبيعتها الخلابة، ولم تستطع القبعات المخروطية التي يعتمرها سكّانها حمايتهم من شرّ حرب حوّلت حقول القمح فيها إلى فخاخ متفجرة.
إنها فيتنام التي تعيش في ذاكرة هوليوود أفلامًا تظهر قبح حرب شنّها الجيش الأميركي عليها في ستينات القرن الماضي بحجة إنقاذها من المعسكر الأحمر الشيوعي، لتخرج التظاهرات في بلاد العم سام مناهضة لحرب عبثية، ساخرة من أسيادها فغنى ضدها بوب ديلان «أسياد الحرب» Masters of War.
ورغم أنف كل الحروب خرج سحر فيتنام منتصرًا كاشفًا عن استوديو طبيعي زخرفه الزمن ونسّق ألوانه ففاض زهوًا ليشارك جاراتها لاووس وكمبوديا غربًا والصين شمالاً، وليرمي ألغازه في بحر الصين وخليجي تونكين وتايلاند.
هانوي العاصمة
لفترة طويلة خضعت هانوي عاصمة فيتنام لقمع الشرطة، ولكنها اليوم نفضت عنها رماد رصاصه لتتباهى برونقها الطبيعي وتعود إلى ألوان الحياة.
تمتد هانوي على طول النهر الأحمر «سونغ هونغ» الذي يعلوه جسران، جسر شوونغ دوونغ الجديد، وجسر لونغ بييم الذي شيد عام 1902 وكان يعرف باسم بول دومر، وكان هدفاً للقصف الأميركي.
تعرف هانوي بمدينة البحيرات، والجادات المظللة بالأشجار الوارفة، والمتنزّهات الخضراء الرحبة، تنتشر في أحيائها البيوت ذات الهندسة الكولونيالية الجميلة.
يزنّر وسطها التجاري بحيرة هوان كيم Hoan Kiem وتعني البحيرة الصغيرة، يتوسط البحيرة جزيرة صغيرة يقف فيها معبد السلحفاة تعلوه نجمة تومض في جونة أشجار معمّرة عمرها مئات السنين، تمتد على ضفة البحيرة الشمالية المدينة العتيقة التي كان الفرنسيون يطلقون عليها المدينة البلدية.
كانت الشوارع الضيّقة في الحي التاريخي سوقًا مفتوحًا أطلقت عليها اسماء، سوق الحرير، وسوق البامبو، وسوق الخزف الصيني وغيرها من الأسماء المستوحاة من البضائع التي كانت تعرض فيها.
في هانوي معبد للثقافة اسمه «معبد الأدب»، شُيد عام 1070 وأُهدي إلى كونفوشيوس فيلسوف الصين الأول ومعلّمها، يتميز المعبد بهندسته المعمارية ذات النمط الفيتنامي.
هنا في هذا المعبد شُيدت أول جامعة في فيتنام عام 1076، وكانت تنظم فيها مباراة منصب وظيفة الموظف الكبير في الامبراطورية الصينية كل ثلاث سنوات خلال القرنين الخامس عشر عام 1442 والتاسع عشر عام 1878.
في ساحة با دينه Ba Dinh ضريح هو شي منه رئيس جمهورية فيتنام الديمقراطية الذي قاد ثورة التحرير ضد الفرنسيين إنطلاقًا من هانوي، عندما نادى سكانها قائلاً: «كل من لديه بندقية فليشهرها، ومن لديه سيف فليستله، كل واحد عليه محاربة المستعمر».
يقال إن وصيته لم تنفذ فقد كانت أمنيته أن تحرق جثته وتنثر رمادها على طول البلاد لكنه وُضع في نعش زجاجي يزوره باستمرار التلامذة والسياح.
ويقع خلف الضريح مباشرة منزله الذي عاش فيه ويقوم على موتدة بنيت على نمط الأقليات العرقية. أما البلاط الرئاسي القديم فهو مسكن كولونيالي شُيد عام 1906 وكان في ما مضى مكان إقامة الحاكم العام للهند- الصينية.
مدينة هو شي منه
سُميت على اسم رئيس فيتنام السابق، مدينة لا تنضب فيها الحركة ، و تضم كل تناقضات جنوب آسيا.
في شوارعها لا زحمة سيارات بل إزدحام دراجات نارية وقبعات مخروطية يعتمرها الفيتناميون لتقيهم حر الشمس ومطر السماء، وهي مقصد رجال الأعمال الصينيين.
تعتبر أكبر مدن فيتنام، سايغون السابقة التي يقدر عدد سكانها بين ستة ملايين وسبعة ملايين نسمة، الشريان التجاري والصناعي لفيتنام، فهي تشهد فورة اقتصادية تنهض بالبلاد قدمًا بطاقتها المتجددة، مع المحافظة على تقاليدها.
من الأماكن التي يجدر زيارتها مركز البريد الموجود على مقربة من كاتدرائية نوتر دام، ومعبد غياك لام، أحد أقدم معابد المدينة جاءت هندسته المعمارية على النمط الفيتنامي ويسكنه مجموعة من الرهبان البوذيين، ومتحف ذكريات الحرب ويسمى أيضًا متحف جرائم الحربين الصينية والأميركية، وبلاط الاتحاد الذي توجهت إليه فجر 30 أبريل/ نيسان عام 1975 أوائل الدبابات الشيوعية.
خليج ألغون
على مساحة 1500 كلم مربع يمتد خليج ألغون وجزره الـ 300 العائمة في مياه خليج تونكين الزمردية تتهدهد على صفحة وجهها البلورية سفن خيزرانية يداعب أشرعتها هواء أساطير يتسرب من ريف خيالي لجون ألغون أحد أكبر روائع الطبيعة.
تضم جزره الكلسية أغوارا وخلجانا صغيرة نحتها الزمن بإزمليه الهواء والموج، ليتحوّل الإبحار بين أروقتها المائية سفر في عالم مائي تحتشد فيه كل الألوان.
هويه Hue
تعتبر هويه المدينة الفيتنامية الأكثر أهمية من الناحية التاريخية، فقد كانت العاصمة بين 1802 و1945 تحت سلطة 13 إمبراطورًا من سلالة نغويين Nguyen، وهي مركز ثقافي وديني وتعليمي.
من بين أجمل المواقع الموجودة في هويه مدافن أباطرة نغويين، وعدد من المعابد وأطلال قلعة شيدت عام 1804.
دلتا ميكونغ
يعد نهر ميكونغ واحد من أكبر الأنهر في العالم، فالأذرع المتعددة التي تؤلفه جعلت الفيتناميين يسمونه Song Cuu Long النهر ذا تسعة تنينات، وتعتبر دلتاه واحدة من الأكبر في العالم