نالت الحديقة الاندونيسية العامة ببوغور شهرة عالمية واسعة، نظرا لأنها من أقدم الحدائق العامة في أندونيسيا، وبالتالي فهي من أشهر المرافق السياحية التي تنتشر في أنحاء البلاد.
أنشأها المحافظ الهولندي الجنرال أوليفيار افليسOlivia Rapries على مساحة أكثر من 87 هيكتارا لتكون مختبرا زراعيا لعمل البحوث الزراعية بجانب كونها مكانا سياحيا، لما يتوفر بها من مناظر جميلة من أشجار ونباتات متنوعة ومجاري مياه والبحيرة التي تفصلها عن القصر الرئاسي ببوغور.
وقد تم افتتاح الحديقة عام 1817 من قبل الحاكم الهولندي والذي بدأ ـ كما أسلفنا ـ لأجل اجراء التجارب والبحوث الزراعية والحيوانية وخاصة البحوث التي تجري على أشجار الشاي والبن.
تقع الحديقة بقلب مدينة بوغور على بعد 55 كلم من عاصمة جاكرتا ( وعادة ما تكون بوغور المكان المفضل لسكان العاصمة لقضاء العطلة)، ويزور الحديقة والمتحف الزراعي عدد كبير من الزوار في أيام العطل والمواسم، خاصة طلبة المدارس.ويبلغ عدد الزائرين خلال الأيام العادية ما بين ألف وألفي زائر، ويسمح لهم استخدام سياراتهم لدخول الحديقة، أما في الأعياد الرسمية فيبلغ عددهم أكثر من عشرين ألف زائر.
وزوار الحديقة ليسوا فقط من سكان بوغور أو جاكرتا، وانما يأتي لزيارتها الكثير من المحافظات والمدن الاندونيسية الأخرى، ويأتي لزيارة الحديقة الكثير من السياح الأجانب الذين يريدون التمتع بالمناظر الجميلة والجذابة بالحديقة، وينعمون بهواء بوغور العليل لذلك تسمى بوغور مدينة الأمطار.
النباتات النادرة:
يتوفر بالحديقة أكثر من 400 نوع من النباتات ومن الأشجار والنخيل، ويوجد بالحديقة أيضا العديد من أنواع النباتات النادرة، يتعدى عمرها أكثر من 182 عاما، وهناك أيضا زهور الأوركيد بأنواعها المختلفة والتي تصل لأكثر من 300 نوع، ولكن للأسف فان بيت الأوركيد لا يفتح للعامة، برغم جمال وروعة الزهور التي تبهر الألباب،
كما توجد أيضا الزهرة المشهورة باسم (الزهرة الجثة) bunga bangkai وهي تزهر مرة كل ثلاثسنوات، وسميت بذلك لرائحتها التي تشبه رائحة الجثة، كما تجد زهرة (رافليسا) وهي نادرة الوجود، ومند خمس سنوات لم تكن تزرع بالحديقة وذلك بسبب سوء الطقس آنذاك، لأن هذه الزهرة تحتاج لطقس وجو معينين لزراعتها.
متحف الحيوانات المحنطة:
الى جانب النباتات والأشجار المتنوعة فان الزائر يتمتع بزيارة ومشاهدة متحف خاص بالحيوانات المحنطة، في هذا القسم من المتحف يستطيع الزائر أن يشاهد العديد من الحيوانات الميتة، ولكن جلودها وعظامها ما زالت كما هي لم تتغير (رغم موتها منذ سنوات طويلة)، مثل الحوت الأزرق الذي يبلغ طوله 27 مترا، وقد عثر على هذا الحوت في شاطئ Pariang وذلك في ديسمبر(كانون الاول) عام 1916م، وهناك أيضا حيوانات أخرى مثل الطيور والأرانب البرية والقطط والأسود والثعابين التي تم تجفيفها وحفظها بطريقة معينة منذ سنوات عديدة.
ومن خلال التجول في الأماكن المختلفة لهذه الحديقة تشعر وكأنك تسير في مكان متناسق ومتكامل في تصميمه ( بالرغم من كونه لم يصمم في الأصل ليكون حديقة عامة )، والجمالية التي تبهر الزائر هي مدى التناسق الرائع بين كونها حديقة عامة وكونها تحتوي على زهور ونباتات نادرة الوجود.
الهدايا التذكارية:
كباقي الأماكن السياحية والترفيهية، توجد في حديقة بوغور محلات تجارية لبيع الهدايا التذكارية، مثل الملابس والميداليات والحقائب الصغيرة والقبعات وغير ذلك ، وقد أولت الدولة اهتماما كبيرا ورعاية مستمرة لهذه الحديقة لأنها تعتبر من الأماكن التي يفخر بها المواطن الاندونيسي، وأيضا لأنها من الأماكن المفضلة لكبار رجال الدولة وضيوف الحكومة خلال زيارتهم الرسمية لأندونيسيا.