ها أنت قد وصلت أخيراً إلى سيدني، فاستكشفت روعة الميناء والمطاعم الكبيرة المنتشرة، وسلكت الجسر المقوّس الشهير (هاربر بريدج). ولديك نظارات شمسية وقبعة في متناول اليد، وأمامك جموع غفيرة من السباحين… فماذا بعد؟ طبعاً، فإنك تطمح إلى الوصول إلى الشواطئ الأسطورية في هذه المدينة الرائعة! حسناً، إليك الدليل الذي سيعرّفك على أفضل الشواطئ الرملية في سيدني، حيث ستغزر أصابع قدميك في دفئها وسحرها!
على الأرجح، فإن أفضل شواطئ سيدني، هو شاطئ بوندي. إنه من أكثر الوجهات الأسترالية شهرة حول العالم، حيث بإمكانك أن تلتقي بالمنقذين الوديّين من بوندي (ولديهم برنامج تلفزيوني خاص بهم)، والإستمتاع في الضاحية المجاورة للشاطئ التي تضمّ سلسلة من المقاهي غير التقليدية والمحلات التجارية والموسيقيين الذي يعزفون في الشارع.
ثمة ميزة ينفرد بها شاطئ بوندي، ألا وهي الشعبية التي يحظى بها لدى أشخاص من مختلف الجنسيات حول العالم، ما يجعله ملتقى لمسافرين من حول العالم، يجتمعون حول محبة ثقافة الشاطئ الأسترالية!
وهنا في بوندي لا داعي للقلق في حال كنت غير مستعد لمسابقة ركوب الأمواج في مستواها العالمي، ذلك أن واحدة من أفضل مدارس تعليم ركوب الأمواج متواجدة في المكان لمساعدتك. بإمكانك أيضاً الجلوس إلى جانب المسبح “الجليدي” ومشاهدة العالم يسير أمام ناظريك.
“المتفائل”، منحوتة للفنان ستيفن مار، هي إحدى المنحوتات التي يضمّها المعرض الخارجي الممتدّ على طول الممشى من بوندي إلى برونتي – الصورة لـ “ريان بيرسي”
من بروندي، أسلك طريقاً جميلة (ممشى برونتي) تحيطها المنحدرات الرملية كي تتمكن من الوصول إلى “تماراما”، ومن ثمّ إلى “برونتي”. في أواخر أوكتوبر من كل عام، تصبح هذه الطريق في الهواء الطلق، معرضاً فنيّاً رائعاً وموطناً لمنحوتات البحر.
عند شمال الميناء، إركب إحدى العبارات لتأخذك إلى شاطئ “مانلي”. إنه وجهة مفضلة للسكان المحليين بحيث يصبح مزدحماً في عطلة نهاية الأسبوع. هو أيضاً مكانٌ تحبه العائلات، لا سيّما وأن المطاعم والمتاجر منتشرة على طول الشاطئ الرمليّ هذا
قم بنزهة عبر المسار الذي تحيط به الأشجار من الجهتين كي تصل إلى الجسر (The Spit Bridge)، وانعم بسباحة هنئية في الميناء، فيما تستكشف الأحواض الصخرية.
هناك الكثير من الحافلات في مانلي التي يمكن أن تأخذك إلى الشواطئ الشمالية الأبعد ، والتي ينفرد كلّ منها بميزات تحثّ على الإسترخاء في حضرة الجمال الطبيعيّ
تفضّلوا باستكشاف ضواحي Curl Curl, Dee Why, Narabeen, Mona Vale, Newport وAvalon ، لتتعرّفوا عن كثب على نمط الحياة والثقافة على شواطئ سيدني. أبعد لجهة الشمال، يقع شاطئ Palm Beach الذي تحيطه الأدغال الطبيعية والكثبان الرملية، ويوجد فيه أيضاً ملعب مميّز للغولف.
إن الميناء والشاطئ مترابطان بضواحٍ خضراء. أجملها “بالمورال” حيث يعجّ مدخلها الرئيسي بالمطاعم العصرية والمتاجر، كما أن حديقتها مثالية لقضاء أمسية هادئة، حالها حال الشاطئ في “مورال”.
إن مدينة سيدني تحبّ ثقافة الشواطئ وتحتضنها فعلاً. فهنا، يتحسس الأطفال الرمال بين أصابع أقدامهم، والملح على أجسادهم، في سنّ مبكرة! وفي عطلة نهاية الأسبوع، تُخلع البزّات ويتهافت السباحون إلى البحر، فتبدو المدينة كلّها وكأنها في المياه. ببساطة…إنه أسلوب حياة!
صدقوا أن هذه الحياة معدية جداً ومغرية، إذ ستجدون صعوبة في مغادرة البلاد. توقعوا أيضاً أن تصلوا إلى منازلكم مع بعض الرمال في الأمتعة، ولكن الأمر يستحق ذلك حقاً!
نقلا عن دليل المسافر