نادراً ما تلتئم الطبيعة بكل سحرها وأسرارها في بقعة صغيرة مساحتها 13 كيلومتراً مربعاً، لكن من حسن حظ دولة صغيرة مثل مونتينيغرو أو المشهورة باسم الجبل الأسود أن تكون هي تلك البقعة الصغيرة التي حظيت بالجبال وبالوديان وبالبحار والأنهار والسواحل والشواطئ والغابات مرة واحدة في أحضانها.
لن يملك من يزورها إلا أن يستسلم للهدوء فيغمض عينيه ويفتحها على فردوس أرضي يمطر جمالاً وسحراً. ربما تكون هذه البقعة الصغيرة الفاتنة قادرة على قلب مفاهيم يتبناها الإنسان مثل أن الهواء والماء لا لون لهما ولا طعم ولا رائحة، ولترجمة ذلك سيتطلب الأمر أن تمر بسيارتك في طريق جبلي تغلفه الغيوم من كل جانب وتمطر عليه لتزيده خيراً وبهاءً.
تقع مونتينيغرو في جنوب شرق أوروبا. ولها ساحل على البحر الأدرياتيكي إلى الجنوب الغربي. وعاصمتها بودغوريتشا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، أما اللغة الرسمية في الجبل الأسود فهي المونتينيغرية بالإضافة إلى الصربية والبوسنية والألبانية والكرواتية.
المناخ
تتأثر منطقة الجبل الأسود بمناخ البحر الأبيض المتوسط. وأصبحت منطقة سياحية بسبب سواحلها وشواطئها الخلابة ومناطقها الجبلية، حيث إن ساحل الجبل الأسود الطويل على البحر الأدرياتيكي، جعل منها مكاناً جاذباً لسياحة الشواطئ، والمواقع التاريخية في العديد من المدن القديمة.
لدى هذا البلد الكثير ليقدمه للسياح مثل البحر والبحيرات والوديان والجبال التي تمكّن الجميع من الاستمتاع بعطلة رائعة. ففي يوم واحد، يمكن للسائح تناول القهوة على أحد الشواطئ في ريفيرا بودفا.
وتناول الغداء مع تغريد الطيور على بحيرة سكادار وتناول العشاء بجانب الموقد على سفوح جبل دورميتور. ترك التاريخ في هذا البلد الصغير كنزاً لا يقدر بثمن في العديد من المعالم التاريخية في جميع أنحائه.
وعلى الرغم من الجمال الطبيعي والأخاذ لهذه المنطقة، وموقعها المتمركز، شهدت دولة الجبل الأسود أخيراً فقط ارتفاعاً مفاجئاً في تعدادها السكاني، وتحديداً بعد حقبة الخمسينيات والستينيات. وآنذاك، كانت ملاذاً لنجوم الأفلام شأن صوفيا لورين، وإليزابيث تايلور، وكيرك دوغلاس. وحالياً، تعمل هذه المنطقة على إعادة إثبات نفسها كوجهة راقية.
أهم الفنادق
وبفضل الجهود الحثيثة للحكومة، والاستثمارات من مشغلي المنشآت الفندقية من فئة الخمس نجوم مثل منتجعات أمان، وون أند أونلي، وفور سيزونز، وأوراسكوم، تنمو صناعة السياحة في منطقة الجبل الأسود حالياً بأعلى المعدلات في العالم، (مع استثمارات تتجاوز قيمتها 2 مليار يورو من مستثمرين أجانب).
إن روعة ساحل الجبل الأسود المطل على البحر الأدرياتيكي ما هي إلا بداية لعجائب غنية ومتنوعة في منطقة الجبل الأسود التي تمتد على مساحة 14.000 كم مربع؛ من ركوب الطوافات المائية في نهر تارا إلى استكشاف الأراضي الجليدية والوديان العميقة لمتنزه دورميتور الوطني المُدرج ضمن قوائم اليونسكو، والذي يضم آخر غابة صنوبريات عذراء.
ويمكن الاختيار ما بين الاستمتاع بأيام الصيف الهادئة للغاية على الشواطئ الرملية لساحل أولسينيسكا ريفييرا أو الانخراط في رياضة التزلج الشتوية في بلدة كولاشين..
كما ويمكن الاستمتاع أيضاً برياضات أخرى من السباحة الهوائية في جبال بيالاشنيتا، إلى التزلج على الماء في بحيرة سكادار الواسعة، وهي أكبر بحيرة ذات مياه حلوة في جنوبي شرق أوروبا، كما تحوي أكبر محمية للطيور في أوروبا.
السفر
ويمكن السفر إلى بورتو مونتينيغرو بالطائرة من معظم العواصم الأوروبية الكبرى، وتستغرق الرحلة حوالي 3 ساعات فقط، وتخدمها ثلاثة مطارات دولية، أقربها مطار تيفات الذي يبعد 7 كم فقط. وبالإمكان أيضاً الوصول إلى بورتو مونتينيغرو بسهولة عن طريق البحر..
حيث يبعد حوض المارينا مسافة يوم واحد بالقارب الشراعي من بعض أفضل أماكن التجوال في منطقة البحر المتوسط، من بينها أكثر من 4.000 جزيرة مرصوفة على طول الساحل من كرواتيا نزولاً إلى اليونان، مما يجعل هذه المنطقة نقطة انطلاق مثالية لاستئجار اليخوت.
المرافق
مساكن رائعة مطلة على الواجهة المائية أو ممرات التنزّه للبيع وللإيجار وحانات ومطاعم، ومارينا وخدمات لليخوت، ووسطاء لبيع اليخوت واستئجارها وصيدلية وبنك، ومخبز وسوبر ماركت، ومنتجع صحي «سبا»، وصالون لتصفيف الشعر ومحلات للملابس والأزياء فضلاً عن مرافق للترفيه تتضمن نادياً رياضياً ونادياً لليخوت، ومتحفاً لمجموعة التراث البحري ومدرسة داخلية عالمية..
وملهى أنيقاً على الشاطئ الرملي – ومسبحاً بطول 64 متراً بتصميم إنفينيتي مترامي الأطراف، مع مطاعم وتوفر منشآت الترفية المجاورة مختلف أنواع الرياضات المائية القوية والأنشطة الجبلية والمغامرات فضلاً عن منتجع للتزلج، حيث يوفر مشروع بورتو مونتينيغرو لطاقم العمل هناك شاليهات مجانية للتزلج طوال الشتاء.
وتم افتتاح فندق ومساكن ريجنت بورتو مونتينيغرو أول أغسطس 2014 ويحتضن 58 غرفة فندقية ومساكن بما في ذلك جناحين بنتهاو. وتضم المرافق حوضي سباحة، ومقهى/ مكتبة ومخبزاً ومطعماً.
دبي تستحوذ على مرسى اليخوت في مونتينيغرو
استحوذت مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، الذراع الاستثمارية الرئيسية لحكومة دبي، العام الجاري على «بورتو مونتينيغرو – منتجع المارينا»، وهي مارينا لليخوت الفاخرة، وواجهة بحرية تشكل معلماً رئيسياً من معالم جمهورية مونتينيغرو، من شركة «مونبورت كابيتال». وبموقعها على خليج كوتور، أحد المواقع التراثية العالمية على البحر الأدرياتيكي، التي تظللها جبال مونتينيغرو الساحرة، تقدم الواجهة البحرية طريقة حياة جديدة لأصحاب اليخوت وللمقيمين والسياح.