ما إن يحضر إلى الأذهان اسم فيتنام، حتى تحضر معه ذكريات الحرب الأميركية، وما رافقها من دمار ومآسٍ ومعاناة، وتستفيق معه الأفكار النمطية بأن هذا البلد ما زال يتجرع مرارة تلك الحرب، ولن يتغلب على جراحه وأوجاعه، ليلحق بركب الدول الجاذبة للسياحة والصناعة والاستثمار.
إلا أن زيارة واحدة لهذه الوجهة التي تمزج بين الحداثة والتاريخ، وبين كل المتناقضات والمثيرات، كفيلة بقلب كل هذه الأفكار وتبديلها بأخرى أكثر إيجابية وموضوعية، نظير ما تتمتع به من مقومات طبيعية وسياحية وثقافية واقتصادية.
عندما حزمت حقيبتي للسفر إلى فيتنام مع طيران الإمارات، التي افتتحت مؤخراً خطاً بين دبي والعاصمة هانوي، مروراً بمدينة يانغون في ميانمار، كنت أجهل قليلاً معالم ومقومات هذا البلد، وما يتمتع به من مفردات السياحة والاستجمام والإثارة، ولكن ما إن حطت طائرتنا على أرض المطار هناك.
وانطلقنا نحو قلب هذه العاصمة، حتى وجدت نفسي في بلد مصغر لقارة آسيا، يزخر بكل عناصر السحر والجمال الطبيعي، والإرث التاريخي الناتج عن اختلاط الثقافات المختلفة، مثلما وجدت أن هذه البلد مسالم وحالم، وليس معادياً، كما رسخته الأفلام الأميركية في الأذهان.
مركز ثقافي
تعد مدينة هانوي، الواقعة على ضفة النهر الأحمر في شمالي البلاد، ثاني أكبر مدن فيتنام، وواحدةً من أهم المدن السياحية التي تتمتع بجمال بكر يأسر القلوب، إضافة إلى كونها مركزاً ثقافياً وصناعياً، إذ تضم العديد من بقايا المدينة القديمة التي تمتزج بناطحات السحاب الحديثة.
إلى جانب البحيرات والمعالم الأثرية والتاريخية والدينية والطبيعية الجاذبة للسياحة، التي بدأت تشق طريقها نحو العالمية، بفعل انفتاحها على الثقافات الأخرى، مستثمرة انضمامها إلى شبكة خطوط طيران الإمارات، التي سبق أن افتتحت خطاً يومياً مباشراً بين دبي ومدينة هوشي منه عام 2012، قبل توفير خدمة الربط بين الإمارة والعاصمة هانوي قبل نحو أسبوعين.
كما توفر الموارد الطبيعية هناك، مناظر لم تعبث بها اليد البشرية لتفسدها، وشواطئ عذراء، وتلالاً وجبالاً مرتفعة، وأنهاراً وبحيرات وينابيع وسهولاً تمنح السكان والزوار الراحة والاطمئنان، ضامة إليها أريجاً من الثقافات التقليدية والفرنسية، سواء في الهندسة المعمارية للمباني أو في المأكولات.
وهو ما يوفر للزائر تجربة فريدة في استكشاف ثقافات الشعوب وأنماط حياتهم وعاداتهم ومعتقداتهم، وأطباقهم التي قد لا يستسيغها الجميع، بحكم أنها تخالف الفطرة البشرية في بعض جوانبها، باستثناء القهوة والشاي والفواكه الطازجة التي تميز البلدان الآسيوية.
مدينة لا تنام
تكمن المتعة الحقيقية في زيارة هانوي، في التجول في شوارعها التي تضج بالناس، حيث يعيش فيها نحو 7 ملايين نسمة، غالبيتهم يتنقلون على الدراجات النارية التي تلفت انتباه الزائر إليها، نتيجة كثرتها، إذ يفوق عددها نحو 3.5 ملايين دراجة.
وإذا ما أراد أي شخص عبور الشارع من أمام هذه الدراجات، فإن عليه القيام بذلك بهدوء وحذر، ورفع اليد حتى يسمح له باجتياز الطريق والوصول سالماً إلى الضفة الأخرى، نظراً لأن هذه العملية ليست بالأمر السهل هناك، من كثرة الدراجات التي تسبح في الشوارع على مدار الساعة.
أما إذا اختار الزائر استكشاف معالم المدينة بواسطة سيارات الأجرة، فإن عليه أن يدخل في مساومة مع السائق، ويتفق معه على أجرة الرحلة، لكن في غالب الأحيان، لا يتعدى ثمن الرحلة دولارين أثناء التنقل بين معلم وآخر.
معالم سياحية
تستقبل هانوي زائريها بخيارات سياحية متعددة، مثل بحيرة هـوان كـيـم، والـحـي الـقـديـم، وضـريـح ومتحف هـو شـي مـنـه، والـسـوق الـلـيـلـي، ومسـرح الـدمـى الـمـائـيـة، ودار الأوبــرا، ومـعـبـد الآداب، ومـعـبـد الـعـمـود الـواحـد، ومـعـبـد الـعـطــور، والمطاعم الشعبية والمراكز التجارية التي تحتوي على ابرز الماركات العالمية من الألبسة والأحذية والعطور والمجوهرات والساعات والنظارات، زيادة على مصانع الحرير والملابس والقبعات التقليدية التي تشتهر في تلك البلاد.
العملة الفيتنامية
العملة الفيتنامية هي الدونغ الفيتنامى (VND)، ويعادل الدرهم الإماراتي 6073.11 دونغ، ويمكن صرف العملات الأجنبية في المصارف، أو مكتب الصرف أو مكاتب الاستقبال في الفنادق. يتم قبول الشيكات السياحية، ومعظم بطاقات الائتمان في معظم الفنادق وفي المدن الكبرى، لكننا ننصحك بجلب بعض النقود معك.
نصائح للرحلات الطويلة
يتم التركيز خلال السفر من قبل العديد من المسافرين على طبيعة الفندق ونوع البرنامج السياحي لكن قد يغفل البعض عن بعض التفاصيل التي تتعلق براحة المسافر خلال الرحلات الطويلة. لذلك نستعرض هنا بعض النصائح التي من شأنها أن تساعد على الراحة خلال السفر الطويل:
1اختيار المقعد المناسب: تعتبر عملية اختيار المقعد من أولى خطوات الراحة في الطائرة لذلك يفضل حجز المقعد المناسب عند شراء التذكرة وهناك من يفضل شراء المقاعد الأمامية لأنها تكون بعيدا نسبياً عن أصوات المحركات.
2وسائد خاصه للرأس و الظهر وغطاء للعينين: ينصح بشراء نوعية جيدة من وسائد الظهر والرأس حتى وإن كلفك ذلك بعض المال. و لا يجب إهمال غطاء العينين فهو مفيد جدا في الطائرة.
3المشي في الطائرة من وقت لآخر: تنشيط الدورة الدموية مهم جدا خلال الرحلات الطويلة حيث ينصح الأطباء بعدم الجلوس فترات طويلة حتى لا تتسبب لك في مضاعفات صحية لذلك يفضل المشي في الطائرة كل فترة لتجديد النشاط.
4اختر الملابس المناسبة: لا تفكر بتناسق الألوان عند اختيار الملابس بقدر تفكيرك بما تسببه من راحة وسهولة الحركة. وتعتبر الملابس القطنية الخفيفة والواسعة من اكثر أنواع الأقمشة راحة خلال السفر.
5شرب الكثير من الماء: تزداد حاجة الجسم للماء في الأماكن الجافة وتعتبر الطائرة من أكثر الأماكن جفافاً احرص على طلب الماء باستمرار.
6سماعة عازلة للصوت: منتشرة منذ زمن فكرة وضع سدادات اسفنجية في الأذن لتخفيف ضجيج المحرك ولكن مع تطور التقنيات أصبحت هناك سماعات للاذن مبطنة بشكل مريح جدا وتوفر ميزة عزل الإزعاج من حولك.
7إحضار بعض الحلويات الخفيفة: على الرغم من بساطة هذه التفاصيل إلا أن إحضار المأكولات الخفيفة يساعد على تهيئة الجو العام في الطائرة بما يناسب ما اعتدت عليه في المنزل الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على نفسية المسافر.
8كتاب للقراءة أو كتاب للسمع: يفضل أن تحمل معك دائما في الحقيبة كتاباً أو أكثر للقراءة وإن كانت القراءة تجلب لك النوم فقد تخسر هذه الميزة لخدمتك في الطائرة.
9مناديل معطرة و قطرات للعين: يسبب البقاء في الطائرة لفترات طويلة جفافاً في العين عند بعض المسافرين وهنا يأتي دور قطرات العين أما المناديل المعطرة فهي تساعد على الانتعاش.