هذه الأسباب التي تدفع الخليجيين للسفر إلى مانشستر بدلاً من لندن
أصبحت مانشستر البريطانية وجهةً للسياح الأثرياء القادمين من الشرق الأوسط بعدما بدأوا بالتوافد بأعداد أكبر من السابق إلى تلك المدينة بالشمال الغربي لإنكلترا؛ بسبب كثرة المحال الخاصة بعدد من مصممي الأزياء المشهورين، وطقسها الأكثر برودة.
في العادة، كان السياح العرب القادمون إلى المملكة المتحدة في شهور الصيف الحارة يتجهون إلى لندن لقضاء العطلة، إلا أنه مؤخراً بدأ يزداد الاتجاه للسفر إلى مانشستر بدلاً منها.
الدليل على ذلك زيادة أعداد المسافرين الذين وصلوا إلى مطار مانشستر قادمين من السعودية والكويت، إلى الضعف منذ العام 2010، بحسب صحيفة The Telegraphالبريطانية.
وذلك بعدما كانت مانشستر ثالث أكثر المدن زيارة من قبل السياح الأجانب في العام 2015 داخل المملكة المتحدة، وذلك وفقاً للبحث الذي أجراه موقع العطلات Hotels.com هذا العام.
مانشستر أقل ازدحاماً
يرى كثيرون منهم أن اختيار لندن لتكون الوجهة السياحية خيار أكثر زحاماً وكلفةً من مانشستر، ويجدون أنه من الأيسر عليهم التسوق خارج العاصمة، إذ إن المحلات الكبرى في مانشستر تقع بالقرب من بعضها البعض ولا يتطلب التنقل بينها استخدام سيارة أجرة.
وفي مقابلة مع صحيفة Times، قال الشاب الكويتي جازي العزمي (18 عاماً)، “جئنا إلى هنا لأن حركة المرور ليست كبيرة، فمن الأسهل التسوق هنا، لندن أكثر ازدحاماً والأسعار باهظة، بينما هنا التسوق يسير جداً، ويمكنك السير كما تريد”.
من جانبه قال المدير العام لفندق King Street Townhouse ذي الأربعة نجوم ليندون باريت سكوت، إن مانشستر أقل “إزعاجاً” من لندن، “إذا أقاموا في فندق دورشستر فسيكون عليهم استقلال سيارة أجرة من هارفي نيكولاس إلى هارودز إلى سيلفريدج، وهو ما سيكلفهم ويرهقهم للغاية، لكن في مانشستر يمكنهم السير بين تلك المحلات في غضون دقائق”.
وأضاف، “الزوار من الإمارات يقيمون بمانشستر بدلاً من لندن، ويقومون بزيارة ادنبره ومانشستر ثم العودة إلى موطنهم دون المرور بلندن، ودائماً ما يخبرني الضيوف بأن لندن إما شديدة الازدحام أو باهظة الثمن بالنسبة لهم”.
وقالت شيونا ساوذرن، الرئيسة التنفيذية لوكالة “تسويق مانشستر” Marketing Manchester، “هذا التدفق الذي نشهده للزوار القادمين من الإمارات العربية المتحدة يثير حماسة قطاع السياحة في المدينة، كما يمثل نمواً للمدينة باعتبارها وجهة جذابة يمكن الوصول فيها إلى عديد من الثقافات والعلامات التجارية العالمية”.
وأوضحت ساوذرن، “عزمنا على العمل مع لندن وهيئة السياحة البريطانية في هذه السوق الرئيسية للترويج لسمات هذه المدن المتكاملة، إننا نشعر بأن لندن ومانشستر معاً بإمكانهما صنع عرض لا مثيل له، وتوفير التجربة الأمثل لتعليم الإنكليزية بشكل صحيح للزائر القادم من الإمارات”.
السياح العرب الأكثر إنفاقاً
فيما أشارت البيانات الصادرة مؤخراً إلى أن السياح القادمين من الإمارات والكويت وقطر هم من أكبر السياح إنفاقاً حين يزورون البلاد.
كما ان أعدادهم زادت أضعافاً في الأعوام القليلة الماضية، إذ إنه قبل 6 سنوات كان عدد القادمين من السعودية 16 ألف و348 سائحاً، في حين أن العدد زاد في العام 2015 ليصل إلى 40 ألف و151. بينما زاد عدد السياح القادمين من الكويت من حوالي 3 آلاف في العام 2010 إلى ما يزيد على 9 آلاف في العام الماضي.
كما زاد الإنفاق المَعفى من الضرائب لمتسوقي قطر بنسبة 35% من فبراير/شباط 2015 إلى فبراير/شباط 2015، وذلك رغم انخفاض إنفاق القادمين من السعودية، وفقاً لشركة استرداد ضريبة التسوق السياحية.
الأعين تتجه إلى الصين
ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار المدينة في إنشاء روابط مع الصين، ففي العام الماضي أعلنت مدينة مانشستر عن وجود زيارات لبكين مستقبلاً، بينما أصدرت وكالة تسويق مانشستر دليلاً للتسوق بلغة الماندرين الصينية، وُزع في الصين وفي مركز المدينة.
كما أعلن فريق مانشستر سيتي، الذي تملكيته إلى أبو ظبي، أنه في يناير/كانون الثاني سيصبح نادي الدوري الممتاز الأول الذي يستضيف جولات للملعب بلغة الماندرين الصينية.
*نقلا عن هافينغتون بوست عربي