تختلف السياحة في الريف الفرنسي عن غيرها من الأماكن الريفية الأخرى حول العالم في أن المناطق الفرنسية تمتد عوامل الجذب السياحي فيها وراء المشاهد الطبيعية و المظاهر النباتية و الحيوانية إلى وجود الكثير من المعالم السياحية الثقافية و الأثرية بوفرة.
فهناك في منطقة “أوفرن” الفرنسية الريفية عدة مزارات تاريخية بل مدناً بأكمها يمكن أن يقضي فيها السائح أياماً متجولاً بين المباني و المتاحف التاريخية بالإضافة إلى قضاء الوقت في زيارة المناطق الزراعية و الحدائق وسفوح الجبال الخضراء مثل مدينة كليرمونت فيراند التي تقع فوق تل جبلي مرتفع تحوطها الأسوار القديمة من كل جوانبها ومن خلفها مجموعة من الضواحي الخضراء القديمة.
تحتل مدينة كليرمونت فيراند مكانة خاصة في التاريخ الأوربي حيث يعتقد أنها موطن ظهور فكرة “الحروب الصليبية” وأن التخطيط لهذه الحملات العسكرية ضد دول العالم الإسلامي وحشد الشعوب الأوربية بدأ من الخطب و الشعارات التي أطلق من المدينة.
أما مدينة لو بوي أون فيلاي السياحية فهي تشتهر بتكويناتها البركانية بديعة المنظر والتي تمثل أبرز المعالم الطبيعية بالإضافة إلى كونها مدينة هامة على مستوى السياحة الدينية المسيحية حيث تشتهر بالعديد من الكنائس التي اعتبرت محطات هامة طوال العصور الوسطى أثناء رحلات الحجاج إلى إسبانيا.
ومن المدن التاريخية في الريف الفرنسي مدينة “ريوم” التي تقع على حافة بحيرة (Limagne) بين الحديقة النباتية وبراكين أوفرن وتحيط بها المناطق الخضراء من كل ناحية كما اعتبرت المدينة عاصمة لإقليم “اوفرن” على مدى فترات تاريخية طويلة ولا تزال تعتبر واحدة من أهم المدن في المنطقة خاصة وسط المدينة الذي تزينه القصور و المنازل الزرقاء الفخمة.
و للراغبين في الحصول على برنامج سياحي يشمل أنشطة الاستجمام و الاسترخاء جنباً إلى جنب مع التمتع بالمناظر الطبيعية وزيارة الأماكن الأثرية و التاريخية فليس هناك أفضل من قضاء بعض الأيام في مدينة “فيشي” التي تقدم خدمة النوادي الصحية و (SPA) منذ القرن التاسع عشر الميلادي!!
وقد اكتسبت المدينة شهرتها من عيون الماء الحار الطبيعية التي تنتشر بالمدينة و التي كان التردد عليها من سمات الطبقات العليا بل إنها كانت تمثل أنشطة الترفيه مثل لعب التنس و الجولف هذه الأيام.