تعد تركيا من الدول العالمية التراثية حيث أنها كانت منشأ لعدد كبير من حضارات العالم القديم كل ذلك تجسد في صورة أثار تاريخية واطلاع لتلك الحضارات تشكل جميعها خارطة تركيا التاريخية والسياحية تعد مدينة أورفا من مدن العصور الكلاسيكية من محافظات الجنوب التركي تقع مع الأقاليم السورية من المدن السريانية القديمة كان اسمها في العصور الإغريقية اديسا واليوم تسمى اورفا كانت مركزًا هامًا من مراكز المسيحية تعاقب عليه البيزنطيون والفرس والساسانيون كان أهلها يتحدثون السريانية تم ضمها بعد ذلك للإمبراطورية الرومانية عام 212 ميلادية هي من أجمل مدن الجنوب التركي السياحية تتميز بأماكن متنوعة وفريدة للزيارة بجانب عبور نهر الفرات .
في عام 2000 تم افتتاح سد البيرة ففاض نهر الفرات و أغلق عدد من المدن التي تحيط بيه من بينها مغارات أوبروك (OBRUK) و عدد من المستوطنات الصخرية التي غرقت تحت البحر في قرية كوموش قايا التابعة لمدينة أديامان وهالفتي في مدينة أورفا ضمت عشرات الآلاف من المجمعات التي أغرقتها المياة بسبب سد البيرة حي جاكام الذي يتبع المدينة العريقة حيث ان القبور والمساكن دليل على وجود سكان كانوا يسكنون تلك المنطقة .
بجانب ذلك تحتوي المغارات على عدد من المستوطنات التي تجري تحت المياه، يقوم اليوم عدد كبير من الزائرين بزيارة تلك المغارات و التعرف على المدن المدثرة تحت المياه من أهمها مقابر حي تشاكام التاريخي الذي غمرته المياه بشكل كامل و تحول إلى قطعة صامته تحت البحر مع انها في السابق كانت مزار سياحي كبير يضم البساتين و الأشجار المبدعة ، ايضا قلعة الروم التاريخية التي تحولت إلى صخرة كبيرة فوق الفرات و جامع صاواشان ومنازلة المنعزلة تحت المياه .
ايضا من المعالم الهامة في قرية صاواشان مغارة قديمة كانت تستخدم كمطحنة تنخفض منسوب المياه للمغارة في القسم الأعلى في فصل الصيف مما يسمح بالذهاب إليها ايضا من المعالم الموجودة تحت المياه ايضا الطريق الأثري بين المنازل للخروج على نهر الفرات كل تلك المعالم والمدن التاريخية شجعت وزارة السياحية التركية لإحيائها عن طريق تشجيع السياحية المائية إليها بفصل الصيف ، يتوافد أعداد قليلة من السياح من المهتمين بالآثار القديمة بجانب رياضة الغوص وحب مشاهدة الآثار تحت المياه ، تأخذك المدن التاريخية المدثرة تحت مياه الفرات غلى زيارة معالم مدينة أورفا وأسواقها و مطاعمها
تعد مدينة أورفا من المدن المقدسة لأنها بلدة سيدنا إبراهيم علية السلام فيها تحولت النار إلى ماء ومازال موجود في بحيرة كبيرة تسمى بحيرة الأسماك معالمها بسيطة ولكنها مميزة يوجد بها مسجد خليل الرحمن من المساجد التراثية على الطراز العثماني ومتحف أورفا الذي يضم عدد من الآثار التي تحتوي عليها المدينة بجانب قلعة أورفا الشهيرة و مراكز التسوق التي تحظى بصناعات يدوية بسيطة أما المطاعم فهي خليط من الطعام الشامي والتركي تمتاز بوجود الأسماك الشهية بجانب لحم الضأن المشوي ويطلق عليها مدينة الأنبياء والأديان بها وجد سيدنا إبراهيم و سيدنا أيوب عليهما السلام وعاش فيها نبي الله يعقوب ويعتقد أنها عاش فيها سيدنا شعيب في بعض الأقوال يقال أن سيدنا عيسى ذهب لتلك المدينة على أي حال هي مدينة هادئة جدًا تتميز بالهدوء والسحر التاريخي العريق ..
لو كنت من محبي التاريخ الحضاري ومشاهدة المدن الحضارية خاصة المدثرة تحت مياه البحر لا تتردد في الذهاب لتلك المدينة والاستمتاع بتلك المغامرة الممتعة حقا لا تنسى تناول الأطعمة الشهية في مطاعم تلك المدينة ..
*نقلا عن المرسال