الرياض – متابعات
مؤكد أنك تلقيت تعليمات خلال سفرك الجوي إلى جانب ركاب الطائرة الآخرين بضرورة ضبط المقاعد بالوضع العمودي أثناء الإقلاع أو الهبوط.
هذه التعليمات التي يُجبَر ركاب الطائرة على تنفيذها قد تحدث خلال الرحلة أيضًا في بعض الظروف. فهل تساءلت يومًا عن السبب وراء هذا الأمر ؟ وماذا يحدث لو بقيت المقاعد منحنية بزاوية ما عن وضعها العمودي أثناء إقلاع الطائرة أو هبوطها ؟
خلال مراحل تصنيع أي طائرة ركاب، يتم إخضاع المقاعد إلى العديد من اختبارات السلامة الصعبة لمعرفة الوضع الأمثل لضبطها خلال الحوادث أو حالات الطوارئ والتي يُمكن عبرها تفادي التعرض لأذى.
من خلال هذه المراحل، تم التوصل إلى أن الوضع العمودي للمقاعد هو الأمثل والأكثر أمانًا، لهذه الأسباب:
زيادة الأمان
أحد الأسباب التي تجعل مضيفات الطيران يحرصن على التأكد من ضبط المقاعد بوضعية عمودية هو أن هذه الوضعية تُفعِّل من آلية التثبيت.
إذ يتم تفعيل خاصية التثبيت الآلي للمقعد عندما يُضبط عموديًا ولا يُمكن أن يتغيَّر الوضع إلا بتثبيط الآلية.
وبالتالي، يحتفظ المقعد بوضعه ويبقى ثابتًا وهو الأكثر أمانًا في حالات الإقلاع أو الهبوط التي تزيد خلالها نسبة حصول حادث أو مكروه.
تسهيل الإخلاء في حالات الطوارئ
كما أن هذه الوضعية تزيد من المساحة الفارغة أمام كل مقعد ما يُسهِّل من خروج الركاب من مقاعدهم بسرعة في حالات الطوارئ.
فتصميم مقاعد الطائرة بهذه الطريقة ليس فقط من أجل الراحة، إنما أيضًا لسهولة الإخلاء عند الحاجة.
وهو الوضع الأفضل للاحتماء إن تعرضت الطائرة لطارئ في الجو. إذ يسهل على الركاب إخفاض رؤوسهم للأسفل بسبب المساحة الإضافية المتاحة.
توازن الطائرة
سبب آخر ويُعتبر الأهم لإجبار الركاب على الحفاظ على مقاعدهم بوضع عمودي أثناء الإقلاع أو الهبوط يعود لقانون فيزيائي، إذ يهدف هذا الوضع إلى توفير أي مجهود إضافي على الطائرة خلال محاولتها الاتزان.
إذ يساعد وضع المقاعد في الوضع العمودي وتثبيتها وشكل الطائرة الدائري على توحيد مركز الثقل في الطائرة؛ لينتقل بدون أي مجهود يذكر إلى منتصف الطائرة، وبالتالي عدم الحاجة إلى استنفاذ أي طاقة إضافية لمعاودة وزنها.