سفاري نت – متابعات
الشارقة! لا أدري من سماك هكذا، لكنك سيدتي اسم على مسمى حقا؛ شمس تشرق في سماء دولة الإمارات العربية فتزيدينها تلألؤًا وضياءً؛ كيف لا وأنت المثيرة بطبيعتك الخلابة، والآسرة بما تزدانين به من بحيرات منهمرة بألوان الطيف، وأسواق مطرزة بروح الأصالة العبقة، ومتاحف أخاذة تهمس لضيوفها: «ها أنا هنا، شامخة بعراقتي، عظيمة بتراثي، معتزة بثقافتي الإسلامية السمحة». ولأنك استثناء، فقد نجحت أيضا، أيتها الحسناء، في ضرب موعد مع الحداثة، وذلك من خلال احتضان باقة من المعالم الترفيهية العصرية، التي تجذب الزائر إليها وتعمق ارتباطه بك أكثر فأكثر. ولعل الشواهد على ذلك كثيرة، أما عن أهمها، فهي ومن دون شك مربى الشارقة للأحياء المائية. فبما يتميز هذا الأخير؟ وماهي مقومات الجذب فيه؟ تابع التفاصيل معنا في المقال التالي:
مربى الشارقة للأحياء المائية: نقطة جذب رائعة في الإمارة
على أحد أجمل شواطئ مدينة الشارقة، وبالقرب من ميناء خالد الشهير، يطل عليك مربى الشارقة للأحياء المائية كواحد من أهم أسرار الجمال فيها بفضل ما يكشفه من خبايا عن عالم أعماق البحار الآسر.
ويعتبر هذا المربى من المعالم السياحية الحديثة في الإمارة، حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى السادس عشر من يونيو لسنة 2008، أي قبل حوالي 8 سنوات من الآن. وقد قام بافتتاحه حينها صاحب السمو الشيخ الدكتور “سلطان بن محمد القاسمي”، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
ويعد مربى الشارقة للأحياء المائية موسوعةً علميةً واسعةً تشمل جميع المخلوقات البحرية التي تعيش في البيئة الإماراتية، وعالما متكاملاً تحت الماء غنيا بالألوان والتنوع ومفعما بالحياة، ينعم فيه الصغار والكبار على حد السواء بتجربة تثقيفية، مليئة بالمتعة والإثارة.
احجز لك موعدا في هذا المربى، واحصل بعدها على ساعتين من التسلية من خلال الغوص في مكنونات أكثر من 250 صنفا من المخلوقات البحرية؛ تعرف هناك على الثعابين المائية والمحارات والأصداف والأحياء ذات الطبيعة الخاصة مثل الأخطبوط، واكتشف أغلب أنواع الأسماك حتى الصغيرة منها، كالمهرج، وفرس البحر الرقيقة، والإنقليس، وسمك الشفنين البحري، وقرش الشعاب المرجانية. توغل بعد ذلك في أعماق البحر واجلي النقاب عن حياة الكائنات البحرية في البرك الصخرية، وبين الشعاب المرجانية وأشجار المنجروف.
وتجدر الإشارة إلى أن مربى الشارقة للأحياء المائية، يعتبر أول وأكبر مركز تعليمي حكومي في دولة الإمارات عن الكائنات البحرية، حيث يتكون هذا الأخير من خمسة طوابق مجهزة بباقة من الأحواض المائية، تم تصنيفها حسب تسلسل الحروف الهجائية الإنجليزية، فيما تشعر وأنت بينها كما لو كنت قد وقعت على كنز من كنوز البحر الدفينة.
يذكر أيضا أن المسؤولين على مربى الشارقة للأحياء المائية قد قاموا في سنة 2009 بإنشاء محمية طبيعية، يعمل اليوم طاقم من الأكفاء والمتطوعين على العناية بها وحمايتها حتى تظل على الدوام ملاذا رحبا للمخلوقات البحرية من أجل العيش والتكاثر، خاصةً بعد تفاقم ضاهرة التلوث في العالم، وانتشار الظواهر المضرة بمياه البحار، كطرق الصيد الجائرة، والبقع التي تخلفها ناقلات النفط، وردم البحار بشكل مبالغ فيه، إلى جانب تدمير مواطن حياة الأسماك الطبيعية.
*نقلا عن زوم الامارات