سفاري نت – متابعات
الشارقة شمس تشرق في سماء دولة الإمارات العربية فتزيدينها تلألؤًا وضياءً؛ كيف لا وأنت المثيرة بطبيعتك الخلابة، والآسرة بما تزدانين به من بحيرات منهمرة بألوان الطيف، وأسواق مطرزة بروح الأصالة العبقة، ومتاحف أخاذة تهمس لضيوفها: «ها أنا هنا، شامخة بعراقتي، عظيمة بتراثي، معتزة بثقافتي الإسلامية السمحة». ولأنك استثناء، فقد نجحت أيضا، أيتها الحسناء، في ضرب موعد مع الحداثة، وذلك من خلال احتضان باقة من المعالم الترفيهية العصرية، التي تجذب الزائر إليها وتعمق ارتباطه بك أكثر فأكثر. أما عن الشواهد عن ذلك فهي عديدة، وأما عما انتقيته بينها لمقال هذا اليوم، فهو منتزها الصحراوي . فبما يتميز هذا الأخير؟ وماهي مقومات الجذب فيه؟ تابع التفاصيل معنا في المقال التالي:
منتزه صحراء الشارقة: مجمع علمي وثقافيا وترفيهي
على بعد 26 كيلومترا من وسط المدينة، عند يسار التقاطع التاسع على طريق الشارقة – الذيد تحديدا، يطل عليك هذا المنتجع الرائع، كأيقونة تتلألأ من قلب الصحراء بفضل ما يزخر به من مقومات جذب، جعلت منه مقصدا للآلاف من الزوار الإماراتيين والأجانب على حد السواء.
ويزخر منتزه صحراء الشارقة بمجموعات واسعة من أصناف الطيور المختلفة والحيوانات المتنوعة والنباتات المتعددة، تخبرك الكثير عن أسرار الطبيعة وكنوزها الثرية، بالإضافة إلى مطعم ومقهى وباقة من أماكن التنزه تجعل من تجربتك أكثر إمتاعا؛ ليكون المكان بذلك مجمعا علميا وثقافيا وترفيهيا في آن!
أما إذا ما فكرت يوما في زيارة هذا المنتزه، فننصحك عزيزي القارئ بأن تخلي نفسك من أي ارتباط يومها، لأنك حقا لن تجد الوقت الكافي لذلك؛ فالمكان يسافر بك إلى عوالم مختلفة مليئة بالخبايا والمكنونات، عبر مجموعة من المرافق المتنوعة؛ ابدأ جولتك الساحرة مثلاً من “مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية”، حيث تأخذك الحديقة ومركز تربية الحيوانات الموجودين هناك إلى دنيا الحيوان، بفضل ما يضمانه من أصناف مختلفة من ألوان الحيوانات والطيور والزواحف وحتى الحشرات، المنتشرة جميعها في كل مكان.
وحتى يقترب طفلك أكثر من هذا العالم المليء بالأسرار، بإمكانك اصطحابه إلى مزرعة الأطفال؛ حيث تقدم هذه الأخيرة للصغار صورةً متكاملةً عن الحيوانات المستأنسة وعن دورها البارز في حياة الإنسان. كما توفر هذه الأخيرة العديد من البرامج والأنشطة عن العناية بالحيوانات المحلية وكيفية الاهتمام بها، في تجربة يأنس بها الجميع.
والمتعة في “منتزه صحراء الشارقة” لا تقف حدودها عند ذلك فحسب، إذ يضم هذا الأخير أيضا “متحف الشارقة للتاريخ الطبيعي والنباتي”، الذي يأخذك في جولة شاملة حول الإمارة من خلال نموذج مصغر لتضاريسها من البحار والسهول والوديان والجبال وغيرها؛ وذلك عبر 5 قاعات مختلفة، تقدم لزوارها صورةً عن الحياة في الإمارة ونمط العيش فيها والتأقلم مع بيئتها الصحراوية ودرجات حرارتها المرتفعة. وليس هذا كل شيء، فالضيوف هناك يمكنهم أيضا الاستمتاع بمتابعة فيلم وثائقي يمتد لساعتين ونصف الساعة، يروي لك قصة الأرض منذ نشأتها، ويكشف عن مواطن الجمال فيها، مثيرا فيك بذلك روح الفضول لمزيد التعمق في تفاصيلها. وتتواصل رحلتك التثقيفية في المتحف من خلال الغوص في عالم البحار وما تكتنزه من خبايا، إلى جانب التعرف عن أسباب التلوث البيئي لهذه الأخيرة، وتعلم كيفية المحافظة عليها.
هي باختصار تجربة لا تنسى؛ إذ يحصل فيها الزائر على قدر كبير من البهجة والاستمتاع، ويحظى من خلالها بفرصة ذهبية للاقتراب من الطبيعة، والكشف عن جزء مهم من مخزونها الوفير بالأسرار؛ فما تراه هناك أشبه بتلك المشاهد التي تصورها الأفلام الوثائقية المقدمة على شاشات التلفزيون، والتي من الأكيد أنك قد حلمت كثيرا بخوض غمار تفاصيلها على أرض الواقع!
*نقلا عن زوم الامارات