بالصور .. تعرف على مدي تفاعل السعوديين مع برامج وفعاليات هيئة الترفيه
سفاري نت – متابعات
اعدت هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية مؤخرا العديد من البرامج والفعاليات الترفيهية المميزه والممتعة للجمهور ، وقد اعد موقع العربية نت تقريرا عن مدى تفاعل السعوديين مع هذه الفعاليات المميزة
هذه الخطى المتسارعة للفعاليات والعروض التي تقدمها الهيئة أو تقع تحت مظلتها كجهة مسؤولة عن قطاع الترفيه في المملكة وإخراجه من أقبيته العتيقة، وكسر الجمود والرتابة التي كانت تعيشها المهرجانات المحلية ومواكبة العالم الذي يتعامل مع الترفيه على أنه صناعة وأسلوب حياة.
ورغم أن المحاولات لإضفاء أجواء البهجة محلياً سبقت الهيئة بأعوام، إلا أن غياب التخصص والاستراتيجية طويلة المدى جعل محاولات الترفيه في السابق بسيطة، فقبل أكثر من عقدين من الزمن بدأت في عدد من مناطق المملكة المهرجانات الصيفية وبلغت ذروتها في أواخر التسعينات حين أصبحت إمارات المناطق والأمانات تولي التنظيم والإشراف على المهرجانات السياحية أو ما يسمى بمهرجانات التسوق أهمية كبيرة فبرز على سبيل المثال لا للحصر #مهرجانات_جدة و #الباحة و #أبها.
الترفيه كان بالأغاني
استمدت هذه المهرجانات شهرتها وقوتها آنذاك من وجود المسرح الغنائي الذي كان يستقطب النجوم، فنجد على سبيل المثال #مسرح_رغدان في الباحة الذي سبق وغنى عليه علي عبدالكريم ومحمد عمر وعبادي الجوهر وخالد عبدالرحمن ونبيل شعيل وفرقة ميامي، ومسرح المفتاحة الأكثر تجهيزاً واحترافية ذاع صيته في أبها، وكان بطاقة تعريف لمهرجانها السياحي الصيفي، ووقف عليه أشهر نجوم الأغنية الخليجية والعربية، وكذلك الحال في جدة بينما كانت المناطق التي تقيم مهرجانات ولا توفر مسرحاً غنائياً، تستعيض عن ذلك بإقامة أوبريت للافتتاح ويكون عبارة عن لوحات غنائية مسرحية، حيث جرت العادة في المملكة ألا يقام مهرجان إلا وتسبقه أوبريت.
ولربما استمد السعوديون ثقافة الأوبريتات من مهرجان الجنادرية الذي يفتتح سنوياً بأوبريت غنائي كبير يرشح لكتابته شاعر فذ وصاحب تجربة، ويغني فيه كبار النجوم، حتى علق في الذهنية المحلية أن لا مهرجان بلا أوبريت، وهذا يفسر كثرة هذا اللون المسرحي الغنائي في مناطق المملكة، والأغنية بلا شك أنها كانت تعطي تلك المهرجانات وهجاً ملفتاً يغطي أوجه القصور في الجوانب الأخرى، وهي الحدث الأهم في صناعة الترفيه آنذاك.
تراجع.. ملل.. سفر
وبعد ذروة المهرجانات التي امتدت إلى 2005، بدأ يتقلص حضور الأغنية في الفعاليات المحلية حتى غابت رسمياً عن مهرجان أبها في 2009. وبقيت الأنشطة التراثية والاجتماعية والترفيهية الموسمية، وبدأ المنشدون يأخذون المساحة التي كانت مخصصة للفنانين، إلا أن هذه الفعاليات كان يعاب عليها النمطية والتكرار، وعدم المواكبة في أساليب الترفيه واللهو البريء، في مقابل هذه الرتابة التي طغت على الترفيه والسياحة المحلية كانت الأرقام تشير سنوياً إلى زيادة مضطردة في أعداد السعوديين المتجهين إلى الخارج فبحسب إحصائية صادرة عن “ماس” المركز التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن أن حجم إنفاق السعوديين في الرحلات السياحية الخارجية يقدر بـ(96.2) مليار ريال في العام 2015 (الدولار يعادل 3.75 ريال).
وحاولت هيئة السياحة جاهدة العمل وفق إمكانياتها في إعادة توطين هذه الأموال المهاجرة وتوفير مناخ ملائم للترفيه والسياحة المحلية إلا أن تلك المحاولات كان ينقصها العمل التخصصي في هذا الجانب المفقود على الصعيد المحلي وهو الترفيه.
من الهواية إلى الاحتراف
وجاء الأمر بإنشاء هيئة الترفيه في 7 مايو/2016 تماشياً مع رؤية (2030). تعنى الهيئة بتنظيـم قطاع الترفيه في المملكة وتطويره، والارتقاء بجميع عناصره ومقوماته وإمكاناته، وذلك من خلال وضع خطط ومعاييـر إقامة المرافق والمنشآت والفعاليات الترفيهية وإدارتها ودعمها”، وتم تعيين أحمد الخطيب رئيساً للهيئة.
وفي ديسمبر الماضي أقر مجلس الوزراء تعيين مجلس إدارة الهيئة ممن هم على كفاءة عالية من التأهيل والخبرات المستمدة من القطاعين الخاص والعام ممثلاً في الدكتور ماجد القصيبي وزير التجارة والاستثمار، والمهندس فهد الجبير أمين المنطقة الشرقية، المهندس محمد عبداللطيف جميل، والدكتورة لما السليمان، والمهندس موسى العمران، ورئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بندر بن محمد عسيري، والرئيس التنفيذي لشركة “ثينكويل” جو زيناس، ونائب الرئيس التنفيذي ومدير العمليات التشغيلية في شركة “سيرك دو سوليه” جوناثان تيترو.
وعين المهندس عمرو المدني رئيساً تنفيذياً للهيئة العامة للترفيه، على أن يتولى مسؤولية إدارة العمليات اليومية للهيئة وتعزيز دورها كجهة داعمة ومنظمة لقطاع الترفيه في المملكة، ومن خلال الأسماء تتضح بعض معالم استراتيجيات وسياسات الهيئة التي تجمع بين صناعة الترفيه والاستثمار واستقطاب الخبرات الأجنبية في هذا القطاع الناشئ محلياً، لينقله من عصر الهواية إلى عصر الاحتراف.
روزنامة وتحديات
يسير قطار الترفيه سريعاً لا يهدأ وأصبح الجمهور المحلي في حالة ترقب وتأهب يومي للمعارض وباقة الفعاليات المنوعة والخيارات التي تتواءم مع مختلف الأعمار والاهتمامات، ولقيت تفاعلاً طبيعياً من المجتمع المحب للفرح والبهجة.
ومن خلال الروزنامة التي استعرضنا فعالياتها منذ بداية العام الحالي 2017 نجد أن العروض تنوعت بين الفنون والثقافة والمعارض المنوعة والرياضة إضافة إلى عروض الرسم والألعاب، كما وجد عشاق التراث والشعر والشيلات والفروسية برامج مناسبة لهم، الأمر الذي يؤكد أن أجندة الهيئة الترفيهية تهدف لاستقطاب كل فئات المجتمع دون استثناء، وهناك أيضاً فعاليات تختص بالمسرح والكوميديا والإبداع الموسيقي والسيارات والفرق العالمية.
وبرزت في الروزنامة قائمة المهرجانات المحلية في عدد من المناطق والتي يتضح أنها ستخرج من نفق التقليد في العروض والمحتوى الذي عاشته لسنوات، ومن المقرر أن تقدم الهيئة في 2017 أكثر من 300 نشاط ترفيهي منوع هذا العام، ورغم عمرها القصير والأدوار الكبيرة التي تقوم بها الهيئة إلا أن هناك مجموعة من التحديات لتي بدأت تبرز على السطح أولها أسعار التذاكر التي ترى نسبة من الأفراد والعوائل بأنها غالية، ورغم ذلك إلا أن الإقبال المبدئي لدى المواطنين والمقيمين يتزايد على الفعاليات ونفاد التذاكر يعطي مؤشرات إيجابية في هذا السياق، والتحدي الآخر توسيع النطاق الجغرافي للفعاليات للوصول إلى الناس في جميع مدن المملكة دون اقتصار الترفيه على 3 مناطق فقط.
ومن البوادر الإيجابية في عمل هيئة الترفيه أنها تعمل وفق آلية واضحة وبصمت تجاه بعض الأصوات التي تحاول انتقاص ما تقدمه، ولأنها مسؤولة عن الترفيه فيبدو أن ابتسامة عريضة قد لاحت على وجوه مسؤوليها الذين لم يلتفتوا لبعض محاولات خلط الأوراق وواصلوا جهودهم في بناء استراتيجيات مستقبلية بعيداً عن الضوضاء ولعل تحديد الهيئة لبعض فعالياتها التي ستقدمها في ديسمبر القادم يدل على احترافية فريق العمل ودراسته واطلاعه وبناء تصوره القادم بناء على شغف الجمهور المحلي.