سفاري نت – متابعات
وفقاً للإحصائيات الأخيرة التي أصدرتها هيئة السياحة في هامبورغ، فقد شهدت أعداد السياح من دول مجلس التعاون الخليجي وعدد ليالي مبيتهم في مدينة هامبورغ الألمانية ازدياداً لافتاً، الأمر الذي يؤكد من جديد شعبيتها لدى هؤلاء الزوّار. وفي المقابل، أظهرت أحدث التقارير المتعلقة بسوق السياحة أن هذه الدول هي أيضاً من أكثر الأسواق تصديراً للسياح إلى هذه المدينة.
ومن المتوقع أن يزداد تدفُّق الزوار الذين يقصدون مدينة هامبورغ من دول الخليج العربي بفضل روعة المعالم الجديدة التي تمت إضافتها إلى المدنية، ومنها دار الحفلات الموسيقية والأوبرا “فيلهارمونيكا إلبه هامبورغ” التي افتتحت مطلع العام 2017؛ وهي مجمع عصري للحفلات الموسيقية يقع في منطقة هافن سيتي من المدينة.
ويعتبر هذا المعلم المرموق الجديد تحفة معمارية فريدة تتألف من ثلاث قاعات للحفلات الموسيقية، وفندق، وشقق فندقية، وساحة البلازا المتاحة لعامة الناس، وهي عبارة عن منصة أو شرفة تنهض على ارتفاع يبلغ 37 متراً. وبوصفها معلماً من معالم الجذب السياحي يضفي على المعلم الأساسي بعداً جمالياً آخر؛ تتوضع البلازا في الفراغ الكائن ما بين كتلتيّ المستودعات القديمة في الأسفل والهيكل الزجاجي العصري في الأعلى. وخلال نصف عام من افتتاحها فقط، استقبلت ساحة البلازا أكثر من مليوني زائر للتمتع بمناظر بانورامية خلاّبة لا مثيل لها لمدينة هامبورغ.. مناظر 360 درجة تحيط بالمُشاهد من كل الجهات.
وتجتذب مدينة هامبورغ السياح من كل مكان، وخاصة العائلات الخليجية، بفضل مناظرها الطبيعية البكر الرائعة وبحيراتها وتاريخها الغني، علاوةً على المعالم السياحية البارزة التي يمكنهم زيارتها في المدينة؛ مثل بلاد العجائب المصغّرة أو (مينياتور فوندرلاند)، حيث يعتبر هذا المعلم السياحي أكبر نموذج مصغّر من القطارات والسكك الحديدية في العالم، ويكتسب شعبية كبيرة لدى العائلات نظراً لتصميمه الفريد الذي يحاكي الواقع، إضافةً إلى تجارب الترفيه والتعلم التي يتيحها. ويحتوي هذا العالم المصغّر على 930 قطاراً تضم نحو 14450 مقطورة، و228 ألف شجرة، و215 ألف مجسَّم، و8850 سيارة، فضلاً عن سكة حديدية بطول يناهز 13 كيلومتراً، و3660 مبنىً وجسراً. وتحتوي بلاد العجائب المصغّرة على نماذج للعديد من المناطق الألمانية وأخرى شهيرة في العالم يجب ألا تفوَّت فرصة زيارتها؛ مثل مدينة هامبورغ ومنطقة هارتز الجبلية الألمانية وجبال الألب النمساوية وفرنسا وإيطاليا وأمريكا الشمالية واسكندنافيا، علاوةً على أصغر مطار حيوي في العالم.
وفي جوار هذا العالم المصغّر تنتظر العائلات رحلة مثيرة أخرى خاصةً على السكك الحديدية في “هامبورغ دانجون”، وهي حجرة الرعب حيث يؤدي ممثلون محترفون عروضاً حيّةً مستمدة من تاريخ مدينة هامبورغ تدخل الهلع إلى قلوب الزوار، فتجعلهم يطلقون صرخاتهم عالياً من دون شك!
أما المتحف الذي يقع في منطقة المستودعات التاريخية في هامبورغ، فهو أيضاً من أماكن الجذب السياحي الأخرى في المدينة، وقد أدرجت هذه المنطقة في العام 2015 ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في ألمانيا.
ومن المعالم السياحية الأخرى “بحيرة ألستر” التي تقع في قلب مدينة هامبورغ، وتحظى بشعبية كبيرة لدى الزوار، وهي تمتد على مساحة 160 هكتاراً. تم إنشاؤها في القرن الثالث عشر عبر حصر مياه نهر الألستر. وفي هذه البحيرة، يمكن لزوار هامبورغ الذين يقصدونها من جميع أنحاء العالم الاستمتاع بجولات عائلية لطيفة في القوارب، فضلاً عن خوض تجارب ركوب زوارق التجذيف والقوارب الشراعية، مع توفر فرصة كبيرة لمشاهدة عدد لا يحصى من المنازل والفيلاّت المجاورة للبحيرة. أما من يبحث عن السكينة والصفاء، فإنه سيجد مبتغاه في العدد الكبير من المقاهي التي تنتشر على ضفافها؛ مؤمنةً لهم مناظر طبيعية أخاذة.
وعند قضاء عطلة عائلية في مدينة هامبورغ ينبغي ألا يفوّت الزوار فرصة زيارة حديقة حيوانات “هاغنبيك”. فرغم أن حدائق الحيوانات منتشرة في جميع أرجاء العالم، وتزخر بأنواع كثيرة من الحيوانات، إلا أن “هاغنبيك”، وهو الاسم الذي يطلقه السكان المحليون على حديقتهم، تنطوي على خصوصية كبيرة. ففي عام 1907 كانت أول حديقة حيوانات على مستوى العالم يمكن لزوارها الاستمتاع بمشاهدة أغرب الحيوانات خارج أقفاصها. ويمكن اعتبار حديقة حيوانات “هاغنبيك” الأم الأصلية لجميع حدائق الحيوانات العصرية؛ حيث صمّمت معالمها الطبيعية والحظائر الخارجية فيها بعناية فائقة.
ومنذ عام 2007، أصبحت هذه الحديقة تضم حوضاً للأسماك الاستوائية، إذ عبر ممر أدغال مثير يمكن للزوار الوصول إلى خزان سمك القرش وبركة التماسيح وجحور الأفاعي.
إضافةً إلى ذلك كله، فإن صيف هامبورغ اللطيف الذي يتميز بدرجات حرارة لطيفة يقدم ملاذاً لقاطني دول الخليج العربي من صيفهم الحار؛ ما يجعل هذه المدينة وجهةً عائلية مثالية للتمتع بمزيج من الحضارة، والطبيعة، والعمارة والفنون المتنوعة الأخرى، فضلاً عن إمكانية الاسترخاء في أجواء تتسم بالأمان والودّ.. إنها لعناصر فريدة تشكل أساسَ الشعبية المتزايدة لمدينة هامبورغ في قلوب العائلات التي تقصدها من دول مجلس التعاون الخليجي!