سفاري نت – متابعات
بورصة، قد يكون الأمر مفاجئًا للبعض، ولكن تركيا تملك عجائب الشتاء الخاصة بها. فعلى بعد 36 كيلومترًا من مركز مدينة بورصة، يقع جبل أولوداغ –وهي كلمة تركية تعني “الجبل العظيم”– الذي يوفر للناظرين إطلالات على مناظر طبيعية أخّاذة، واحتمالية لتساقط الثلوج، ومنحدرات التزلج المبهجة، ومناظر غروب الشمس الرائعة التي يمكن للسواح الاستمتاع بها من أي من المقاهي والمطاعم المتناثرة في أنحاء الجبل نقلا عن موقع الرجل .
وبشكل أساسي، فإن احتضان مثل هذه السياحة الشتوية في تركيا يعود إلى توافر العناصر الأساسية مثل الشاليهات الراقية والمواقد، بالإضافة إلى المطاعم الفاخرة، والضيافة بمستوى خمس نجوم، ومرافق المنتجعات الصحية للاسترخاء.
إن الذهاب في جولة من بورصة إلى قمم جبل أولوداغ الشاهقة عبارة عن ركوب الحافلة في منطقة ذات مناظر خلابة، مع وجود حمامات حرارية على الطريق، أو بالأحرى جولة ذات مناظر رائعة باستخدام التلفريك.
وبالمناسبة، فإن جبل أولوداغ يضم أيضًا عدد من المتنزهات الوطنية التي تضم مجموعة من النباتات والحيوانات المحلية – لنأخذ على سبيل المثال: “Tarihi Ulu Çınar” وهي شجرة استثنائية معمرة، ويعود تاريخها إلى أكثر من ستمائة عام، ويبلغ طولها حتى أربعين مترًا، ويبلغ محيط ساقها عشرة أمتار.
ولكن إن كنت من محبي الخضرة، فعلى الأرجح أن مدينة بورصة بحد ذاتها ستنال إعجابك: حيث يطلق على هذه المدينة لقب “بوصة الخضراء”، إشارة إلى المنتزهات والحدائق المنتشرة على طول النسيج الحضري.
جولة عبر التاريخ
تم تصنيف بورصة ضمن مواقع التراث العالمية لليونسكو في عام 2014 لكونها مكان نشأة الإمبراطورية العثمانية. ولذلك تم بناء بورصة المعاصرة حول المساجد والأضرحة وغيرها من المواقع التي تجسد العاصمة الأولى للعثمانيين.
بالإضافة إلى ذلك، ومع إرثها ووقوعها على أطراف الإمبراطورية البيزنطية، فقد شهدت المدينة قيام وسقوط دول ذات أهمية عبر التاريخ. وبسبب موقعها على طريق الحرير، والذي كان المسار التجاري الرئيس الذي ربط بين الشرق والغرب، فقد كانت المدينة في صميم صناعة الحرير.
وتضم المعالم السياحية الأخرى في بورصة أماكن مثل الجامع الكبير، والكلية، ومسجد يشه، ومسجد الأمير سلطان، ويلدريم بازار، وقلعة بورصة، وأسوار المدينة، ومتحف الآثار، ومتحف الأعمال الإسلامية.
نكهة تركيا
تُعرف بورصة بين أفراد الشعب التركي بأطباقها المميزة، وخاصة بورصة إسكندر: وهو طبق مكون من قطع الخبز البلدي التركي يعلوه الكباب المقطع إلى شرائح والمحضر من لحم الضأن. ثم يضاف القليل من صلصة الطماطم الحارة، ويُزيّن بالزبدة المذوبة الساخنة.
ومن المثير للاهتمام أن أحفاد إسكندر أفندي، مخترع هذا الطبق، لا زالوا يديرون مطعمًا قرب المدينة لضمان عدم حرمان الزوّار من تجربة طبق إسكندر الأصلي.
أماكن يجب زيارتها
بلدة مادونيا الساحلية والتي تبعد نصف ساعة بالسيارة عن مركز مدينة بورصة وتزيّنها المنازل التاريخية المتناثرة هنا وهناك، والتي تمت المحافظة عليها جيدًا، كما تضم البلدة دير ميديكيون وكنيسة كيميرلي، التي تحمل لقب أول كنيسة في التاريخ تم الرسم على جدرانها. أما محطة القطار القديمة والعبارة فهما عبارة عن فنادق فخمة وساحرة.
أما منطقة انيغول فيعود تاريخها إلى خمسة آلاف عام، حيث شهدت حضارات الحثيين، ويديانس والفرس والمقدونيين، كما تظل انيغول في الصدارة بسبب طبيعتها الفاتنة وينابيعها الحرارية مثل ينابيع أويلات الحرارية.
ومن الأماكن التي تستحق الزيارة قرية جومالي كيزيك – هذه القرية العثمانية الأولى التي تم تأسيسها منذ 700 عام وتم قبولها على أنها واحدة من أفضل الأمثلة على العمارة العثمانية. وتعتبر أهم معالم الجذب السياحية هي البيوت المبنية من الطوب، والحجارة، والخشب البالغ عددها 270 بيتًا. بالإضافة إلى آثار الكنيسة البيزنطية التي تم اكتشافها في عام 1969.
كما يجب على محبي الرياضة أيضًا ألا يفوّتوا زيارة سايتابايت، وهو شلال طوله ثلاثة أقدام ويضم رياضات مائية; ولكن ما يجذب الناس للذهاب إلى هذا الشلال هو فرصة تناول أسماك السلمون المرقط الطازجة، والتي يتم شواؤها في نفس المكان. لذا يستحسن أن تجعل زيارتك في وقت ما عند الغداء أو في وقت متأخر بعد الظهر.