سفاري نت – متابعات
متحف تم تصميمه ليحتضن مختلف التعبيرات الفنية من كافة الحضارات والثقافات التي نشأت منذ فجر التاريخ وحتى وقتنا الحاضر.
يعد المتحف وليد اتفاقية تعاون بين حكومتي دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، هذا المتحف يعرض أعمالاً فنية، ومخطوطات، وموضوعات تتميز بأهميتها التاريخية والثقافية والاجتماعية. وتأتي الأعمال المعروضة في المتحف من مجتمعات وثقافات متنوعة من جميع أنحاء العالم، ويتم تسليط الضوء بشكل خاص على الموضوعات العالمية والمشتركة بهدف إبراز الأوجه التي تتلاقى فيها التجارب الإنسانية التي تتجاوز حدود الجغرافيا والأعراق والتاريخ.
تستند قيم وهوية متحف اللوفر أبوظبي إلى الاكتشاف والتلاقي والتعليم. والهدف الرئيسي للمتحف هو إتاحة الفرصة أمام الزوار ليكتشفوا بأنفسهم مسيرة تطور الفن في مختلف الثقافات والحضارات حول العالم.
يرتكز عمل المتاحف على عرض أعمال فنية تعود إلى حضارة فنية معينة، أو فترة تاريخية، أو حركة فنية محددة في قاعة واحدة. وبالرغم من أن هذا النهج يعطي فكرة عن طبيعة حضارة ما، إلاّ أنه يعطي أيضاً انطباعاً حول تطور الثقافات ضمن بيئة مغلقة بعيدة عن التأثيرات الخارجية، أو أي تأثير لتبادل للأفكار والاتجاهات والمعارف والروايات.
ومن جانبه، يتيح متحف اللوفر أبوظبي نهجه المتفرد البعيد عن التقسيم الجغرافي، والذي يقدم الأعمال الفنية بحسب تسلسلها الزمني، في فرصة لاستكشاف العلاقات التي تربط بين حضارات وثقافات عالمية تبدو وكأنها غير مترابطة للوهلة الأولى. الأمر الذي يمنح المتحف طابعه العالمي، متجاوزاً حدود الجغرافيا والانتماءات.
يتناسب هذا النهج العالمي مع توجهات أبوظبي، ويعكس في الوقت ذاته أهمية موقعها الجغرافي كملتقى بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، ودورها الحيوي على طريق الحرير، عندما كانت المنطقة همزة وصل تربط بين أوروبا والمحيط الهندي، وتفتح آفاقاً واسعة للتبادل بين آسيا وأفريقيا. و يمثل اللوفر أبوظبي – والمنطقة الثقافية في السعديات – وجهة يجتمع فيها العالم لتبادل الأفكار والثقافات.
يبني متحف اللوفر أبوظبي مجموعته الخاصة من الأعمال الفنية، ويتم إثراؤها باستعارة أعمال من المتاحف الفرنسية مثل متحف اللوفر، ومتحف أورسيه، ومركز بومبيدو. ويتمكن الزوار من خلال التحاور مع الأعمال الفنية، والمنحوتات، والتحف الأثرية، من استكشاف الروابط التي تجمع الثقافات المختلفة من جميع أنحاء العالم، مما يمنحهم فكرة عن تطور البشرية منذ فجر التاريخ. ويتم تطوير متحف اللوفر أبوظبي بخبرات من وكالة متاحف فرنسا، بالاشتراك مع متحف اللوفر، المعروف بتميز مقتنياته الفنية منذ تأسيسه في العام 1793.
محتوى المتحف
تتميز طريقة العرض داخل متحف اللوفر أبوظبي بأسلوب مركزي؛ بحيث تغطي الأعمال الفنية المترابطة مساراً واحداً فريداً من نوعه، وهو الطريق الرئيسي الذي يمر به الزوار خلال رحلتهم عبر المتحف.
وتتواصل الرحلة عبر مختلف الحضارات التي تتطور بالتوازي كلما تقدم الزائر في رحلة عبر الزمن. وتتناول المعروضات أربع فترات زمنية رئيسية تشمل الآثار وفجر الحضارة، والعصور الوسطى، وفجر الإسلام، والفترة الكلاسيكية من الإنسانية إلى عصر التنوير، والعصر الحديث بدءاً من نهاية القرن الثامن عشر.
يتمكن الزوار من تفحّص الأعمال المعروضة بأنفسهم، ومقارنتها، واستكشاف سماتها الفريدة ومعانيها بأسلوب تحليلي متميز. كما يتضمن المتحف مجموعة متنوعة من المخطوطات والوسائط المتعددة بعدة لغات، والتي تقوم بوضع الأعمال الفنية في سياقها الشامل، مع توفير شرح لمصدرها، والتاريخ الغني للتحف الأثرية والأعمال الفنية المعروضة.
ويقدم المتحف كذلك برنامج شامل من المعارض المؤقتة، التي تعزز من رسالة قاعات المتحف، مع الانفتاح على استعارة الأعمال الفنية من متاحف أخرى، والدعوة إلى التبادل الثقافي مع مؤسسات فنية من جميع أنحاء العالم. وبالإضافة إلى ذلك، يحرص “متحف اللوفر أبوظبي للأطفال” على توفير الفرصة لزواره الصغار لاستكشاف مجموعة اللوفر أبوظبي في بيئة تشاركية وتفاعلية مميزة.
التصميم المعماري
يقع مقر “مدينة المتحف” ضمن مبنى صممه المعماري جان نوفيل الحائز على جائزة “بريتزكر”.
استلهم المصمم المعماري جان نوفيل تصميم الجداول المائية التي تجري عبر المتحف من نظام الفلج التقليدي للري، كما صمم فكرة قبة متحف اللوفر أبوظبي المزينة بمُخرّمات هندسية استلهاماً من سعف النخيل المتداخلة، والتي كانت تستخدم في تغطية الأسقف للسماح للضوء بالمرور عبرها وتكوين أشكال وألوان آية في الجمال. ويأتي نمط السقف المعقد نتيجة للتصميم الهندسي نفسه والذي يتكرر بأحجام وزوايا مختلفة ضمن عشر طبقات، خمس منها خارجية وخمس داخلية، الأمر الذي يعطي القبة شكلاً دقيقاً وفنياً مبدعاً.