سفاري نت – متابعات
كانت مدينة باليرمو لآلاف السنين مفترق طرق في الحضارات القديمة، فهي عبارة عن مزيج فخم من الفسيفساء البيزنطية وقباب الأرابيسك من الحضارة العربية والأبنية الفرنسية بألوانها المنعشة، إنها مدينة تقع على حافة أوروبا وفي وسط العالم القديم. توسعت المدينة وأصبحت مرفأً رئيسًا عندما دخلها العرب في القرن التاسع إلى نهاية القرن الحادي عشر وفقا لموقع الرجل.
لقد كانت المدينة مقراً لإقامة الأمراء والتجار القادمين من صقلية، ومازالت أحيائها تتزين بلمسات الفرنسيين والأسبان الذين احتلوها حتى عام 1946، وتأخذ الأسواق في باليرمو شكل البوابات الضخمة التي تنتهي إلى الكنائس الباروكية القديمة؛ حيث تزين أشجار النخيل ساحات القصور القوطية.
لاتقل أهمية المدينة من ناحية العمارة والفن العربي عن بغداد وقرطبة فهي مدينة المساجد الجميلة والقصور الفخمة ومنها قصر نورمان الذي بقي كأحد شواهد التاريخ على الحضارة العربية التي وصلت إلى العالم، حيث بني هذا القصر لأحد الأمراء العرب في القرن التاسع الميلادي، ثم أصبح مقر الإقامة لفريدريك الثاني أحد حكام النورمانديين، وأخيراً أصبح مقراً للبرلمان الإقليمي في صقلية.
ويتكون القصر من أبنية حجرية مربعة الشكل وأروقة عميقة وطويلة تزينها الأقواس الأوغلسية، ويوجد في الداخل ساحة مربعة محاطة بثلاثة طوابق من الأروقة ذات الأقواس الدائرية الأنيقة تؤدي جميها إلى قلب القصر المزين بلوحات الفسيفساء الدقيقة المستوحاة من جمال الطبيعة في المنطقة.