سفاري نت – متابعات
هل نظرت من قبل إلى السماء ورأيت الملايين من النجوم؟ هل شاهدت المجرات والشهب بالعين المجردة، في مصر نقول: “السما حلوة و اللي يعرفها يسعد”، في المدن الكبيرة لا نستطيع رؤية أي شيء في السماء، لذلك كان قرارنا بامصر إلى الصحراء لرؤية النجوم برعاية الجمعية المصرية لعلوم الفلك وفقا لموقع الرحالة.
على بعد 170 كيلومترا من محافظة القاهرة، وداخل صحراء الفيوم برمالها الصفراء، تُخبئ الطبيعة كنوزها، حيث ترى بقايا كائنات بحرية وهياكل حيتان متحجرة منذ 40 مليون سنة قبل أن تتحول أعماق البحر إلى صحراء، لوحة فنية تنقلك من رتابة الحياة التقليدية، وتأخذك إلى زمن بعيد منذ ملايين السنوات، لم تتحكم فيها أعراض الشيخوخة بل أضافت لها مزيدا من الجمال، لتقف هناك الطبيعة راسخة تحارب عبث الإنسان.. هنا محمية وادى الحيتان.
فى عام 2005 سجلت منظمة «اليونسكو» فى اجتماع لجنة التراث العالمى الذى استضافته مدينة «دربن» بجنوب أفريقيا، منطقة وادى الحيتان فى قائمة المحميات الطبيعية كأول موقع طبيعى مصرى كأول وسادس موقع عربى يتم تسجيله فى قائمة اليونسكو كتراث طبيعى عالمى، باعتبارها تضم حفريات لنوع منقرض من الحيتان فى الصحراء الغربية بمصر، الأمر الذى ساعد العلماء على معرفة مراحل تطور حياة هذا الكائن الذى تحول على مر السنين من كائن برى إلى كائن بحرى.
ترجع نشأة وادي الحيتان إلى ما يقرب من أربعين مليون عام، حيث كان وادي الريان تحت محيط ضخم للغاية (بحر تيسى) ونتيجة للتغيرات الجيولوجية انحسر المحيط تاركاً خلفه بقايا بعض الحيوانات البحرية مدفونة في الطبقات الرسوبية، لذا يمكن أن نجد هياكل متحجرة للحيتان البدائية وأسنان سمك القرش والأصداف وغيرها من الحيوانات البحرية، كما نجد البقايا المتحفرة لنبات المانجروف البحري.
محمية وادي الحيتان
تحركنا من القاهرة وقمنا في الطريق باستراحة وزيارة لجبل المدوّرة وبعدها تابعنا طريقنا، حتى وصلنا محمية وادي الحيتان بالفيوم الموجودة داخل محمية وادي الريان، التي تغطي مساحة 1759 كيلومتر بمحافظة الفيوم، على بعد 150 كيلومتر من القاهرة.
محمية وادي الحيتان
وترجع تسمية محمية وادي الحيتان بهذا الاسم إلى العثور فيه على 13 هيكل عظمي كامل لحيتان كانت تعيش في تلك المنطقة قبل نحو 40 مليون سنة، حيث كانت جزءاً من محيط كبير يشمل شمال إفريقيا، وفي عام 2005 تم تصنيف منطقة وادي الحيتان كمنطقة تراث عالمي، واختارتها اليونسكو كأفضل مناطق التراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان.
أخذنا استراحة قصيرة ثم جولة لزيارة معالم محمية وادي الحيتان بالفيوم ، وفي الساعة 7 مساءاً كان العشاء وفي الـ9 مساءاً بدأ برنامجنا الفلكي المتميز بعيداً عن أضواء المدينة، وهو رصد نجوم الشتاء وكل واحد كان معه كشاف يدوي.
من هناك استطعنا رؤية ملايين النجوم والمجرات والشهب في السماء بالعين المجردة، ورصدنا حركة نجوم الشتاء وأهم المجموعات النجمية الموجودة: كاسيوبيا ـ البيجاسوس ـ المرأة المسلسلة ـ الدلو ـ الحوت ـ الحمل ـ الثور ـ الجوزاء ـ الجبار ـ الثريا ـ السرطان ـ الأسد ـ العذراء ـ الدب الأكبر والأصغر ـ درب التبانة Milky Way حركة سماء الليل.
متابعة النجوم في وادي الحيتان
تعلمنا كيفية تحديد الاتجاهات ومعرفة القبلة بالنجوم، واستخدام خرائط السماء وتطبيقات الهواتف الذكية، وكيف نفرق بين النجوم والكواكب، ورصدنا بالتليسكوبات الأجرام التالية: مجرة اندروميدا، سديم الجبار، كوكب المشترى واقماره الجاليلية، كوكب الزهرة.
وعلمنا أن هناك كوكبة كبيرة وحديثة يتم تمثيلها على شكل رجل يمسك بثعبان، ويعتبر الكوكبة الثالثة عشر هو “الحِواء” أو الأفعى، وفقاً لاتحاد الفلك الدولي الذي حدد أن هذه الكوكبة تقع وراء الشمس بين 1 ديسمبر إلى 18 ديسمبر.. قضينا ليلة فلكية لا تنسى وفي الـ 7 صباحاً تحركنا للعودة إلى القاهرة.
متحف محمية وادي الحيتان
وافتتح متحف الحفريات بالمحمية في يناير 2016، كأول متحف من نوعه في الشرق الأوسط، والذي تعد محتوياته نتاج عمل فريق وطني من العلماء والخبراء الشباب، من قطاع حماية الطبيعة بجهاز شئون البيئة، والذين اكتشفوا الحفريات.
ويضم المتحف مقتنيات نادرة، فهو يحتوي على حفريات يرجع عمرها لملايين السنين، كما يمتاز بتصميمه المعماري المتماشي مع طبيعة وادي الحيتان، ويعرض حوت “الباسيلوسورس إيزيس”، وهو أضخم حوت متحجر بالإضافة إلى مجموعة فريدة من الحفريات الفقريات ذات قيمة علمية بتلك المنطقة.