بالصور .. استمتع بتجربة السفر إلى صحراء الأردن
سفاري نت – متابعات
لم يكن الفضاء يوما أقرب، فكل ما تحتاج إليه لاختبار تجربة السفر عبر الفضاء هو قطع تذكرة طيران إلى الأردن، هكذا استهل موقع “بيزنيس إنسايدر” مقالا للكاتب “هاريسون جاكوبس” يحكي فيه عن تجربته في زيارة صحراء الأردن ، التي تم تصوير أفلام أجنبية كثيرة بها، كلها تحكي عن الفضاء والحياوات الأخرى مثل سلسلة أفلام “ستار وورز” star wars ، وفيلم “بروميثيوس”، و”المريخي”، وعلى مدار يومين سجل الكاتب انبهاره بما رآه في مدينة بترا الأثرية ووادي رم وفقا لموقع دليل المسافر العربي.
ورغم أن الأردن دولة صغيرة جافة غير ساحلية، إلا أنها تمتلك وادي صحراوي يطلق عليه وادي رم، يحتوي على صخور جرانيت ورمال صحراوية تميل للون الأحمر، في منظر ساحر يبدو أشبه بالفضاء منه إلى عالمنا هذا، وهو ما جعل الوادي مطمعا لكثير من صناع السينما في العالم لاستخدامه كموقع تصوير لأحداث تدور في الفضاء، ومؤخرًا تم استخدام الصحراء في فيلم “The Martian” أو “المريخي” للممثل الفائز بالأوسكار “مات ديمون”.
ولم يكن فيلم “The Martian” هو الفيلم الوحيد الذي اتخذ من صحراء الأردن مقرا لتصويره، حيث سبقه “Red Planet” عام 2000، ثم فيلم “The Last Days on Mars” عام 2013، جميعهم استغلوا شاعرية المكان التي تشبه العوالم الأخرى ثم أدخلوا على تفاصيل الفيلم بعض المؤثرات الخاصة كي يبدو أكثر شبهًا بالفضاء كما فعل فيلم “The Martian”.
خلال زيارة الكاتب لصحراء الأردن، لاحظ أن معظم وادي رم غير مأهول بالسكان، إلا أن البدو عمروا كثيرا من الأماكن في صحراء الأردن وجعلوها مخيمات فاخرة للسياح والأردنيين، تصلح للتنزه ومشاهدة المناظر الطبيعية، ومن فوق جرف يستغرق الصعود إليه 10 دقائق فقط، يصبح بإمكانك إلقاء نظرة واضحة على وادي رم، أو “وادي القمر” كما يطلق عليه الأردنيون، والتمتع بمنظر مبهر للوادي عند غروب الشمس، أشبه باللوحات المائية، حيث تصطبغ الصحراء بحمرة بنفسجية تشبه الإضاءة التي اعتمد عليها فيلم “مات ديمون” الفضائي.
ورغم أن وادي رم اعتاد أن يكون موقعا لتصوير أفلام الخيال العلمي، إلا أن أول فيلم تم تصويره به كأن أبعد ما يكون عن الخيال العلمي، وإنما كان فيلم “Lawrence of Arabia” أو “لورانس العرب” الذي قام ببطولته الممثل المصري عمر الشريف وأخرجه “ديفيد لين” وفاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج.
وقت الشروق في وادي رم هو وقت مميز أيضا، حيث تصطبغ المساء بلون قرمزي هادئ بعد ساعة من الشروق تنسيك أنك على كوكب الأرض، بعدها بإمكانك أن تأخذ جولة في الصحراء على متن سيارة جيب مغطاة، والتمتع بنسمة هواء محببة تخترق قيظ الشمس، والمفاجأة أن درجة حرارة رمال الوادي شديدة الحمرة معتدلة ومحتملة في المناطق التي لا يوجد بها شمس.
أما عن الأنشطة التي يمكنك ممارستها في وادي رم فهي لا تحصى، منها ركوب الجمال، وتسلق الصخور، والتخييم في الصحراء، والتمتع بمناظر الهضاب الطبيعية في الصحراء، فبعضها أقدم من البحر الميت الذي يفصل بين إسرائيل والأردن، وبالإضافة لكل ذلك بعض الخيام تمتلك سقفا زجاجيا شفافا كي يتسنى لك مراقبة النجوم طوال الليل.
خلال وجود في الصحراء ستلاحظ وجود التكوينات الصخرية، والمعروف أنها نشأت من الحركة التكتونية البدائية قبل أن ترتفع فوق سطح الصحراء، كما ستلاحظ وجود جمال حرة طليقة لكن لا تظن لوهلة أنها برية أو شرسة، فالحيوانات البرية الوحيدة الموجودة في الأردن هي الثعالب والضباع والذئاب.
ومن المثير للدهشة، أن وادي رم لم يكن دوما جافا هكذا، فكلِ من اليونان والرومان أشارا إلى الصحراء بصفتها كانت معروفة بكروم أشجار الزيتون والصنوبر، أما عن تواجد السكان في الوادي، فيعود إلى 1200 عام مضت، ومن المعروف أن هناك حوالي 20 ألف نقش ورسم على التكوينات الصخرية في وادي رم، إلا أن الوقت لا يتسع لاستكشافها.
وبإمكانك أيضا تجربة العدو عبر الكثبان الرملية، لكن كن حذرا من ارتفاع درجة حرارة الرمال، أم لو كنت معتادا على الحرارة فبكل تأكيد ستحظى بتجربة ممتعة تعيد لك أحاسيس طفولية مسلية، أضف لذلك متعة تجربة “بيتش باجي” وقيادته في الصحراء، ومشاهدة تكوينات صخرية نادرة وغريبة، تم تشكيلها من خلال فيضانات الشتاء ورمال الصحراء.
التعليقات مغلقة.