سفاري نت – متابعات
قد يلفت انتباهكم سحر شوارع الهند واختلافها بحسب اختلاف المدن، ورغم أن مدينة جايبور لا تبعد عن جنوب شرق مدينة دلهي أكثر من ساعة تقريباً إلا أن أسلوبها المعماري يختلف عنها كثيراً وفقا لموقع دليل المسافر العربي.
وتتميز المدينة التي تأسست في العام 1721 بتفاصيلها الدقيقة، التي وضعت قبل أن تبدأ عملية البناء، إذ كان الأمير ماهراجا ساوايجيا سينج الثاني، مؤسس جايبور الذي كان شغوفاً بعلم الفلك، والحسابات، والعلوم، ويريد للمدينة أن تكون “آمنة ومزدهرة” بحسب ما قال الأمين السابق لمتحف سيتي بالاس في جايبور، بانكاج شارما.
وأشار شارما إلى أن المدن الأخرى في ذلك العصر كانت في حالة “توسع مستمر من جميع الجهات دون أي خطط” إلا أن الجبال المحيطة بجيبور لم تسمح للمدينة باتباع الأسلوب ذاته، مما “استدعى من ساوايجا أن يفكر بطريقة ذكية لهندسة مدينته”.
وكانت مدينة أمبر الواقعة بالقرب من جيبور آنذاك تمثل عاصمة العائلة الحاكمة على زمن الإمبراطورية المغولية، إلا أن موجات الجفاف المستمرة في المدينة دفعت الحكام إلى استكشاف مساحة أرض جديدة لنقل عاصمتهم.
ورغم أنه من غير التقليدي بناء مدينة على أرض مستوية، إلا أن موقع جايبور الاستراتيجي لعب دوراً اساسياً في كسر تلك القاعدة، إذ كان موقعها بين الجبال سيوفر المياه والحماية للحكام وسيكون أيضاً من السهل الوصول إلى التجارة المربحة.
ولتطوير فكرة البناء، قرر سينج دراسة مخطوطات المدن الأوروبية، كما استدعى المهندس المعماري الشهير آنذاك، فيديادار بهاتشاريا، لتطوير مخطط لجيبور والاستناد على تصميم شبكي اتباعاً لقاعدة “فاستو شاسترا” الهندوسية القديمة للهندسة.
وتعتمد نظم “فاستو شاسترا” على علم الهندسة المعمارية التي تهدف إلى جمع الهندسة مع الطبيعة بالإضافة إلى دمج الأنماط القديمة وأشعة الشمس والتناسب.
وقد يحس رواد تلك المدينة بهدوئها بالرغم من كثرة المتواجدين فيها، ولكن ذلك يعود إلى أحد الحيل المعمارية التي تم توظيفها، إذ قسم سينج المدينة إلى 9 مربعات نسبة إلى 9 كواكب.
ويمكن للمسافرين والسياح أيضاً رؤية اهتمام جاي سينج بالتفاصيل وشغفه بالعلوم في أحد أشهر معالم المدينة، “جانتار منطار”، الذي أُسس في أوائل القرن 18، ليعتبر واحداً من أصل 5 مراصد في أنحاء الهند.
ويبقى المرصد القديم من أكثر المراصد التي تم الحفاظ عليها في الهند، إذ يعتبر أيضاً مقراً لأكثر من 12 أداة فلكية مصنوعة من الرخام المحلي الجميل ومصممة لتتبع الأبراج والوقت، إذ قال شارما إنه “من الممكن ايجاد العديد من الحسابات الدقيقة التي تعمل بعد مئات السنين”.