سفاري نت – متابعات
تتنافس مدينة فاس مع مراكش على لقب أكثر مدن المغرب غرابة، وعلى الرغم من زحف الحداثة، فإن فاس، العاصمة الروحية للبلاد، قد حافظت على جاذبيتها الأصيلة عبر العصور متمسكة بلقبها الفخم: المدينة الإمبراطورية. إنها المدينة التي احتضنت العلماء والحرفيين والأئمة، ذات التاريخ العريق والتنوع الثقافي الجميل وفقا لموقع الرجل.
وقد تكون المدينة غريبة بعض الشيء، وخاصة إن حوالي 70 ألف شخص اختاروا العيش في المدينة القديمة؛ لتكون أكبر منطقة حضرية خالية من السيارات في العالم، وما زالت الحيوانات تستخدم في أزقتها لنقل البضائع منذ العصور الوسطى.
يقع الزوار في سحر المدينة النابضة بالحياة والثقافة؛ حيث تؤدي الأزقة الضيقة إلى ساحة مربعة الشكل تزينها النوافير الرائعة في حين تتعطر الشوارع بالروائح العطرية للتوابل، وتكشف أسطح المنازل عن بحر من المآذن تضيع بينها ورشات الحرفيين التقليديين.
تختفي مدرسة بو عنانية التاريخية في ثنايا المدينة المكتظة، ولقد بنيت المدرسة بين عامي 1350 و1357 على يد السلطان ميرنايد بو عنان، وهي واحدة من المباني الدينية القليلة التي يدخلها غير المسلمين، تعتبر المدرسة جوهرة معمارية فخمة وواحدة من أجمل القصور في المغرب؛ حيث أبدع الحرفيين المغاربة بالمنحوتات الخشبية والزخارف الجصية الرائعة.
ظهرت مدينة الحمامات في فاس بفضل المياه العلاجية الدافئة في المناطق الريفية المحيطة التي يعتقد أنها تخفف من معاناة الروماتيزم ومشاكل الجلد ومشاكل الأنف والحلق، كما توفر الحمامات التركية في وسط المدينة تجربة علاجية ممتعة. ويعبر فاس بالي هو مركز التسوق والمعرض التقليدي للحرف المغربية الرائعة مثل تلوين النعال والجلود والأعمال المعدنية ومصابيح الزجاج وأفضل أنواع البلاط.
وعلى مدى عشرة أيام من كل عام، تصبح المدينة مركزًا لمهرجان كبير يجمع الموسيقيين من جميع أنحاء البلاد والعالم، حيث تقام العديد من الحفلات المغلقة والمجانية التي تضم كل أنواع الغناء والرقص العالمية بدءًا من راقصي الصوفية من تركيا وصولاً إلى عازفي الجيتار من الهند.