سفاري نت – متابعات
ترتبط اليونان غالباً بالجزر الساحرة في البحر الأزرق المتلألئ أو الأثار الرومانية القديمة في أثينا، ولكن هذا ليس كل شيء في اليونان. يكمن الجزء الأكثر روعة في هذه البلاد الجميلة على البر الرئيسي في منطقة تدعى ميتيورا “المعلقة في السماء” حيث تعلو أبراج الصخور الشاهقة وأديرتها فوق الغيوم وتصل عنان السماء وفقا لموقع دليل المسافر العربي.
تقف ميتيورا على حافة جرف صخري على بعد ألف قدم من غابة مذهلة تمتد على المنحدرات لترسم منحوتة ذات مشهد ملحمي رائع، تقع في قمم المنحدرات الشاهقة أديرة تعانق السماء كانت موطناً للرهبان اليونانيين خلال الفترة التي كانت فيها اليونان تحت سيطرة الأتراك العثمانيين الذين قمعوا الثقافة والدين، وحافظوا على اللغة والتاريخ الأغريقيين في الأديرة البعيدة.
تتربع الأديرة الأرثوذكسية الستة على ستة أبراج شاهقة، ويحتوي أجملها “Grand Meteoron” على مصور ولوحة جدارية تصور الفلاسفة اليونانين وأفكارهم قبل عدة قرون، كما يعود تاريخ بعض الأديرة إلى القرن الرابع عشر، ولاتزال تضم بعض الرهبان والراهبات حتى يومنا.
تم إدارج ميتيورا على مواقع اليونسكو للتراث العالمي وترحب بآلاف السياح كل عام، تشرق الشمس الساطعة من دير الثالوث المقدس وأجزاء من قرية كالاباكا القريبة عند تكوين صخيرة ميتيورا في وسط اليونان، تم بناء الدير بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر وهو أقدم الأديرة الستة المنتشرة مع الكهوف المقدسة والأضرحة على طول الجرف الصخري.
ويعتبر دير فار لام المقدس ثاني أكبر دير وفيه كنيسة الأساقفة الثلاثة، وهي من النوع الأثوني وتم بناؤها في عام 1541، وتم تحويل قاعة الطعام فيها إلى متحف يضم الكثير من مقتنيات الرهبان الذين عاشوا فيها.
تعود التكوينات الجغرافية للمنطقة إلى حوالي 60 مليون سنة، عندما تم تشكيل خليط من الحجر الرملي والتكتل الصخري، وأدت سلسلة من حركات الصفائح إلى رفع قاع البحر فيما كان في السابق سطحاً للبحر مما أدى إلى تشكل هضبة عالية فيها العديد من التصدعات، وأعطت قوى الماء والرياح الصخور شكلها الحالي.
يفضل اكتشاف جمال وروعة المنطقة وطبيعتها مشياً على الأقدام لترسم أشعة الشمس الساطعة ببطء الوهج الذهبي عبر الوادي على الأحجار والتكوينات التي تضم قرون من التفاني في العمل إلى أن تغرق الشمس خلف القمم البعيدة.