الرياض – سفاري نت
أطلق طيران ناس، الناقل الجوي السعودي والطيران الاقتصادي الرائد في الشرق الأوسط، النسخة الثانية من ملتقى «جمعة طيران» (Let’s Talk Aviation)، تحت عنوان «المستقبل الوظيفي في قطاع الطيران»، والذي عقد أمس الأربعاء في جامعة اليمامة في الرياض. وشهد الملتقى مشاركة واسعة من صنّاع القرار في التوظيف والطيران، بحضور الرئيس التنفيذي لطيران ناس بندر المهنا
وسلّط الملتقى في نسخته الثانية على واقع التوظيف ومستقبله في قطاع الطيران في المملكة الذي يعد أبرز وأهم القطاعات التي يعوّل عليها لتوليد فرص العمل واستيعاب الخريجين من شباب وشابات الوطن، وبما يحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وشارك في الجلسة كل من وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية المهندس فهد البداح، ومدير عام التدريب في طيران ناس الكابتن عبد المحسن العريفي، وعميد شؤون الطلاب في جامعة اليمامة الدكتور سلطان العتيبي، ومدير الأكاديمية السعودية للطيران المدني الأستاذ فهد الحربي، ومستشار موارد بشرية في قطاع الطيران الأستاذ خالد الدوسري.
ولفت وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية فهد البداح إلى أن قطاع الطيران يشهد نمواً ملحوظاً في نسب التوطين، مثنياً على الدور المحوري الذي حققه طيران ناس في هذا المجال، لا سيما على مستوى الوظائف القيادية، والمهن الفنية والصيانة، والضيافة الجوية، ومساعدي الطيارين.
وتطرق إلى دور وزارة العمل من ناحية تقسيم حاجات سوق العمل، ومن ضمنها قطاع النقل الجوي بما يشمل الخدمات الجوية والمطارات والخدمات الأرضية. وأشار إلى التباحث مع الشركات المعنية والنقاش معها لتمكين قدراتها، معلناً أن التحدي الأساسي الذي تعمل الوزارة على معالجته، يتمثّل في استيعاب عدد الطيارين المتوفرين في المملكة حالياً.
وقال: من المعلوم أن تدريب الطيارين، بعد اجتيازهم المرحلة الأكاديمية، كلفته كبيرة، وهذا ما تعمل الوزارة على متابعته. وشدد على أهمية الشراكات التي نشهدها اليوم بين عدد من الجهات في المملكة والمؤسسات الأكاديمية والفنية العالمية العريقة، لتوفير خبرات وطنية مؤهلة ومتدربة أفضل تدريب.
بدوره، استعرض مدير الأكاديمية السعودية للطيران المدني الأستاذ فهد الحربي تاريخ الأكاديمية الحافل في مجال تدريب الكوادر الوطنية، والتي ناهز عدد خريجيها 25 ألفاً. ولفت إلى أن الهدف الرئيس للأكاديمية يتمثّل في توفير المراقبين الجويين، وهي مهنة تم استكمال توطينها بشكل كامل، مشيراً إلى أن مهمات الأكاديمية تتمثل في دعم خدمات النقل الجوي، وليس توفير الطيارين. وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد تطوير وزيادة عدد المطارات في المملكة، وهذا سيرفع من نسبة الحاجة إلى مهنة المراقبين الجويين، والتي أصبحت متاحة أيضاً للنساء، مشيراً إلى تخريج الأكاديمية 12 مراقبة جوية خلال العام الجاري، مثّلن الدفعة الأولى من المراقبات الجويات.
وأكد أن معايير الأكاديمية تتواءم مع المعايير العالمية، وأن خريجي الأكاديمية يتمتعون بنفس خبرات نظرائهم العالميين. كما شدد على أهمية متابعة الطلاب الجدد للتقنيات والتطور التكنولوجي في قطاع الطيران الذي سيقود قطاع التوظيف في مجال الطيران، مشيراً إلى أن ما تشهده المملكة من تطورات في قطاع السياحة والأعمال سيزيد الطلب على خدمات النقل الجوي التي تعتمد على التقنيات الحديثة.
وعن تجربة الجامعات السعودية في دعم المخرجات التي يحتاج إليها قطاع الطيران، تطرق عميد شؤون الطلاب في جامعة اليمامة د. سلطان العتيبي إلى تجربة جامعة اليمامة، مستعرضاً مساهمة الجامعة في دعم المخرجات التي يحتاج إليها قطاع النقل الجوي، لافتاً إلى أن الجامعة توفّر تخصصات الوظائف المساندة لقطاع الطيران، ومؤخراً أطلقت تخصص الهندسة الصناعية، كذلك أنشأت الجامعة مركزاً للتأهيل والتدريب، وأيضاً مركز التأهيل الوظيفي وهو الأول على مستوى الجامعات الخاصة، وقد حقق نجاحات كبيرة مع عدد من الجهات بينها طيران ناس وسابك وغيرهما. ولفت إلى أن دور الجامعات لا ينحصر في منح الشهادات فقط، إنما أيضاً في مدى قدرة الجامعة على تأهيل الطالب أو الطالبة على الانضمام إلى سوق العمل والانخراط فيه. واستعرض تجربة الجامعة مع طيران ناس، من حيث تأهيل الطلاب المناسبين لسوق العمل في قطاع النقل الجوي.
من جهته، اعتبر المستشار خالد الدوسري أن قطاع الطيران في المملكة من أكثر القطاعات المؤهلة للمساهمة في خفض نسب البطالة. ولفت إلى أن أكبر شركتين في صناعة الطيران في العالم هما “بوينغ” و”ايرباص”، لديهم عدد كبير في طلبيات شراء الطائرات في
منطقة الشرق الأوسط، والحصة الأكبر منها للمملكة، بنسبة تصل إلى 50% أو 60% وهذا يتطلب وضع خطة توظيف وتأهيل لتلبية هذا الطلب في المملكة. واعتبر أن وظائف الطيارين تمثل 10% من إجمالي حجم التوظيف في قطاع الطيران، في حين أن الوظائف المساندة هي التي تستحوذ على الحصة الأكبر. وعليه، على الطالب أن يركّز على أكثر من خيار عندما يقرر العمل في قطاع الطيران والنقل الجوي عموماً.
بدوره، تحدّث مدير عام التدريب في طيران ناس الكابتن عبدالمحسن العريفي، عن برنامج “طياري المستقبل”، أحد المبادرات الرائدة في توطين الوظائف التي أطلقها طيران ناس. وأكد أن البرنامج الذي أطلق عام 2010 مستهدفاً توظيف 200 طالب طيران بحلول 2020، تمكّن من تحقيق مستهدفاته بتخريج اكثر من 200 وسيكتمل مع نهاية العام الجاري. وقال: كان من بين الطيارين أصغر قائد طائرة ايرباص تجارية في العالم، بعمر 26 سنة.
وأوضح العريفي أنه لا بد من تعميم الأهمية في مختلف المجالات التي يوفرها قطاع الطيران للطلاب، من دون التركيز على المجالات القيادية، خصوصاً أننا نعاني من نقصٍ كبير في الوظائف المساندة. ولفت إلى أنه يفترض وضع الآلية اللازمة لتوفير التدريب الكافي والمناسب للطالب حتى يبدأ عمله وفق المركز المناسب له. وقال: نحن نأمل إنشاء أكاديمية متخصصة لتدريب الطيارين بعيداً من المعايير التجارية، وتطرق إلى خطة طيران ناس لسعودة عدد من الوظائف فيه، وذلك بفضل جهود وحرص إدارة الشركة.