سفاري نت – متابعات
تُقدِّم الجزر المالطية الثلاث: غوزو وكاليبسو وكومينو، موقعًا مُميِّزًا للغوص في قلب البحر الأبيض المتوسَّط، مع الإشارة إلى أنَّ مياه بحر مالطا تعدُّ من الأكثر نقيًّا وصفاءً في العالم، والرؤية واضحة تحت الماء حتَّى عمق ثلاثين مترًا. وتمتلك الجزر المذكورة عددًا من الشعب المرجانية والكهوف المائيَّة وبقايا السفن. إلى الغوص، تُعرف مالطا بمواقعها السياحيَّة الآتية وفقا لموقع سيدتي نت.
فاليتا عاصمة مالطا الأنيقة
فاليتا، ميناء بحري هامّ من الناحية الاستراتيجيَّة، وعاصمة جمهورية مالطا الأنيقة، التي تشهد على عظمة فرسان مالطا، النبلاء الأوروبيين الذين منحهم ملك إسبانيا الجزر المالطية في سنة 1530. أنشأ الفرسان عاصمة تليق بمكانتهم الأرستقراطيَّة، إذ تكشف خطَّة شبكة فاليتا والساحات العامَّة المنظمة عن التخطيط الحضري المنطقي للقرن السادس عشر. هناك، يمكن للسائحين التنقل بسهولة في هذه المدينة الصغيرة التي يحدها مرفأان: “الميناء الكبير” و”ميناء مارسامكسيت”. وفي قلب المدينة، هناك صرح القديس يوحنا المشترك الديني من القرن السادس عشر، وفي الجوار يقع “قصر غراند ماستر”، الذي كان في السابق مقرّ إقامة فرسان مالطا. يضمُّ هذا القصر لوحات لافتة، فضلًا عن مخزن أسلحة يروي قصة الانتصارات العسكرية للفرسان.
جزيرة غوزو
جزيرة غوزو، هي الوجهة الأولى لهواة الجزر، وتجذب بمدنها الهادئة، وشواطئها البكر، وتسمح بالمتعة بعطلة مريحة لأيَّام أو حتّى أسبوع. وعلى الرغم من أن غوزو أقلّ تطوّرًا مقارنة بمطارح أخرى في مالطا، إلَّا أنَّها تحتوي على مناطق الجذب الثقافيَّة: مدينة من العصور الوسطى، محصَّنة، ومنتجع ساحلي صاخب، ومعابد “غانتيجا” التي يرجع تاريخها إلى حوالي 3500 قبل الميلاد. هناك، يستمتع الزائرون بالمناظر الطبيعيَّة، التي تبدو كأنَّها ملاذ من العالم الحديث، إذ تكثر المزارع الصغيرة والتلال والوديان. التلال تؤدي إلى الشواطئ المحمية وموانئ الصيد القديمة.
“مدينا”
أُدرجت المدينة (مدينا) الواقعة على قمّة التلال، في العصور الوسطى، على لائحة اليونسكو للتراث العالمي. هناك، يمرُّ السائحون عبر بوَّابة لدخول المدينة، وداخل الأسوار الضخمة عالم مبهج عبارة عن شوارع خالية من السيارات ومبان القديمة من الحجر الرملي.
من المعالم الأثريَّة في “مدينا”: صرح القديس بولس الديني، وهو مبنى من طراز الـ”باروك”، صمَّمه المهندس المعماري المالطي لورنزو غافا. يمتاز الحرم المزخرف ببذخ بقبة وأعمدة رخام وتفاصيل مذهَّبة ولوحات سقفيَّة جذَّابة. في المكان، أيقونة ثمينة تعود للقرن الثاني عشر، والأعمال الفنيّة الشهيرة للرسام المالطي الشهير ماتيا بريتي.
يوفّر “متحف بالازو فالسون” بدوره، فرصة رؤية قصر أصلي من العصور الوسطى يعرض مجموعةً واسعةً من الأعمال الفنيَّة والتحف والسجَّاد الشرقي، بالإضافة إلى العملات القديمة.
معابد “تاركسين”
تعدُّ معابد “تاركسين” المدرجة في قائمة اليونسكو، أكبر مركز للعبادة خلال ما قبل التاريخ في مالطا، وتتألَّف من أربعة هياكل من العصر الحجري الكبير. تمَّ التنقيب عنها في سنة 1914، مع الإشارة إلى أنَّ الموقع يمتدّ على 5400 متر مربَّع، وهو يعرض الإنجازات الفنيَّة ما قبل التاريخ في أواخر العصر الحجري الحديث، أي ما بين 3600 قبل الميلاد و2500 قبل الميلاد. وثمَّة نسخ ممتازة عن النقوش الحجريَّة والتماثيل التي عُثر عليها في الموقع، فيما تلك الأصليَّة معروضة في “المتحف الوطني للآثار” بالعاصمة فاليتا.
تزدان الجدران الحجريَّة للمعابد الأربعة المجاورة بنماذج لولبيَّة معقدة بشكل مدهش وحيوانات. يحتوي المعبد الجنوبي المزخرف على أكبر مجموعة من الأعمال الفنيَّة، بما في ذلك النقوش التي تصوِّر الماعز والخنازير والثيران والكبش.
الكهف الأزرق
بعد المرور بطريق مُتعرِّج، يصل السائح إلى الكهف الأزرق الواقع على جرف فوق البحر المتوسّط، ما يسمح بالإطلالة على مواقع طبيعيَّة، والحظي بالصفاء، بخاصَّة أنَّ الماء يُضاء باللون الأزرق اللمَّاع في الشمس. ووفق الأساطير، كان الكهف الأزرق موطنًا لحورية البحر، التي أسرت البحَّارة بسحرها!
هناك، تحلو الجولة على متن قارب، بصحبة مرشدين، في أحد قوارب الصيد المطلية بألوان زاهية، علمًا أنَّ هذه القوارب تُسمَّى luzzu. ومن النشاطات التسلَّق حتَّى الوصول إلى الكهوف الستَّة، بما في ذلك الكهف الأزرق، الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترًا.
شاطئ الخليج الذهبي
يعدُّ شاطئ الخليج الذهبي الواقع في شمال غرب مالطا أحد أجمل شواطئ الجزيرة، بخاصَّة أنَّه يبعد عن حركة المرور في الشوارع، ممَّا يجعله ملاذًا مثاليًّا للهروب. رماله ذهبيَّة ناعمة، ومياهه نظيفة وآمنة للسباحة. هناك، تتوافر الكراسي ومظلَّات الشاطئ للإيجار، مع وجود المراحيض العامة وغرف تغيير الملابس، بالإضافة إلى مجموعة من المقاهي والمطاعم ذات الشرفات المطلة على الشاطئ,
البحيرة الزرقاء في جزيرة كومينو
تُقدِّم البحيرة الزرقاء مشهدًا لافتًا، قوامه المياه الفيروزيَّة الصافية التي تكشف قاع البحر ذي الرمال البيض، وهي تشبه بركة سباحة عملاقة، وتجذب للعوم أثناء الاستلقاء على الفرش القابلة للنفخ من قبل الفئات العمريَّة كافَّة، والصغيرة منها، بخاصَّة أنَّ درجة الماء معتدلة، مع غياب للأمواج.
يُعادل طول البحيرة الزرقاء مجموعة من برك السباحة الأولمبيَّة. وهي تضمّ شاطئًا صغيرًا يحتوي على مظلَّات وكراس للإيجار، مع ملاحظة أن مرتادين كثيرين يتشمَّسون على التلال الصخرية الساخنة.
من مايو (أيَّار) إلى أكتوبر (تشرين الأوّل)، يُمكن للمسافرين الإقامة في الفندق الوحيد في الجزيرة، بغية الاستمتاع بعطلة هادئة. وتشمل الأنشطة التي يمكن ممارستها في جزيرة “كومينو”، حيث الفندق والبحيرة الزرقاء: المشي لمسافات طويلة، والرياضات المائيَّة، مثل: الغوص.
خلال موسم الذروة، غالبًا ما يكون هذا الشاطئ مزدحمًا في العاشرة والنصف صباحًا، لذا من الأفضل الوصول باكرًا، لكنَّ البحيرة تصبح أقلّ ازدحامًا بعد الرابعة بعد الظهر، والعبَّارات العائدة تتوقف عن السير في حوالي السادسة مساءً. تستغرق الرحلة بالعبارة من “مغار” Mgarr في جزيرة “غوزو” حوالي 15 دقيقة للوصول إلى البحيرة الزرقاء في جزيرة “كومينو”.