سفاري نت – متابعات
بدأ فيروس كورونا الجديد يتحول إلى وباء عالمي، بعد أن خرج من الصين ووصل إلى ما يقرب من 15 دولة أخرى. وعلى الرغم من أن المطارات الرئيسية في أنحاء العالم بدأت بفحص المسافرين بحثاً عن فيروس كورونا، إلا أنها قد لا توفر الكثير من الشعور بالأمان لأي شخص يضطر لركوب الطائرة وفقا لموقع دليل المسافر العربي.
وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب معرفته عن هذا الوباء، إلا أن العلماء يعرفون بعض الشيء عن فيروسات كورونا وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي مثل الأنفلونزا.
فكيف تنتشر تلك الفيروسات وخاصة على الطائرات؟ وما مدى خطورة تهديد فيروس كورونا مقارنة بفيروسات الأنفلونزا؟
كيف تنتشر أمراض الجهاز التنفسي بشكل عام؟
عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس، تسقط قطرات من اللعاب أو المخاط أو سوائل جسدية أخرى، وإذا وصل رذاذها إليك أو إذا لامستها، ثم لمست وجهك، فيمكنك أن تصاب بالعدوى.
ولا تتأثر هذه القطرات بتدفق الهواء عبر محيطها، ولكن بدلاً من ذلك تبقى بالقرب من مكان نشأتها. ووفقاً لإميلي لاندون، المديرة الطبي للإشراف على مضادات الميكروبات والسيطرة على العدوى في جامعة شيكاغو للطب، فإن إرشادات المستشفى الخاصة بالأنفلونزا توصي بالبقاء على بعد ستة أقدام من الشخص المصاب.
ويمكن أيضاً انتشار الفيروسات المسببة لأمراض الجهاز التنفسي من خلال الأسطح التي يهبط عليها رذاذ السعال أو العطاس، مثل مقاعد الطائرة وطاولات الطعام.
وهناك أيضاً دليل على أن فيروسات الجهاز التنفسي، يمكن أن تنتقل عن طريق الهواء في جزيئات صغيرة وجافة تعرف باسم الهباء الجوي. ولكن، وفقاً لأرنولد مونتو، أستاذ علم الأوبئة والصحة العامة بجامعة ميشيغان، فهي ليست الآلية الرئيسية لانتقال العدوى.
ماذا يعني ذلك بالنسبة للطائرات؟
تعرف منظمة الصحة العالمية ملامسة الشخص المصاب في الطائرة، بأنه ذلك الشخص الجالس على بعد صفين.
لكن الناس لا يجلسون فقط أثناء الرحلات الجوية، خاصة تلك التي تدوم لعدة ساعات، حيث يزورون الحمام بشكل متكرر، ويمددون أرجلهم، ويلمسون الحقائب في الصناديق العلوية.
وفي الواقع، خلال انتشار فيروس السارس في عام 2003، أصيب أحد الركاب على متن رحلة من هونج كونج إلى بكين بالعدوى من شخص خارج نطاق الصفين الذي حددته منظمة الصحة العالمية. ولاحظت مجلة نيوإنجلند الطبية أن معايير منظمة الصحة العالمية لا تنطبق على 45 بالمائة من مرضى السارس.
واستلهاماً من هذه الحالة، شرع فريق من الباحثين في مجال الصحة العامة في دراسة كيف يمكن أن تغير الحركات العشوائية حول مقصورة الطائرة من احتمال إصابة الركاب بالعدوى.
ولاحظ فريق أبحاث شركة فلاي هيلثي سلوكيات الركاب وأفراد الطاقم على متن 10 رحلات جوية أمريكية عابرة للقارات. ولم ينظروا فقط في كيفية تحرك الناس حول المقصورة، ولكن أيضاً في كيفية تأثير ذلك على عدد ومدة اتصالهم مع الآخرين.
ووفقاً لذلك، كان للمسافرين الذين يجلسون قرب النافذة مواجهات وثيقة أقل بكثير من الأشخاص في المقاعد الأخرى، بمتوسط 12 جهة اتصال مقارنة ب 58 و 64 جهة اتصال للمسافرين في المقاعد المتوسطة والقريبة من الممر.
إن اختيار مقعد النافذة والبقاء في وضعية الجلوس لأطول فترة ممكنة، يقلل بشكل واضح من احتمالية أن تتلامس مع شخص مصاب. ويُظهر نموذج الدراسة أن الركاب في المقاعد المتوسطة والقريبة من الممر لديهم احتمال ضعيف نسبياً للإصابة.
وتتغير القصة إذا كان الشخص المريض أحد أفراد الطاقم، نظراً لأن مضيفات الطيران يقضين وقتاً أطول بكثير في التجول عبر الممر والتفاعل مع المسافرين، وكما ذكرت الدراسة، فإن أحد أفراد الطاقم المصاب لديه احتمال نقل العدوي إلى 4.6 مسافر، بحسب موقع ناشيونال جيوغرافيك.