الرياض – سفاري نت
تستمر المملكة العربية السعودية في تقديم جرعة استثنائية من الإثارة والحماس لمحبي رياضة المحركات عندما تستضيف النسخة الثانية من رالي داكار السعودية والتي ستشهد مساراً جديداً كلياً وكذلك إدخال فئة جديدة على السباق بالإضافة إلى مجموعة من القواعد والتعديلات التي تضمن منافسةً أقوى وتحدٍ أكبر وأكثر متعة.
من ناحية مسار الرالي، فبينما قدمت المملكة سباقاً مميزاً في داكار 2020 تركت من خلاله انطباعاً رائعاً لدى المشاركين والمنظمين والجمهور، إلا أنها لم تقدم إلا لمحةً بسيطة من طبيعتها الخلابة وتنوعها الجغرافي المذهل، وستكون نسخة 2021 استمراراً لهذه الرحلة من الإبداع والإمتاع، حيث تشهد مساراً مختلفاً تماماً عن سابقه يبلغ طوله 7646 كيلومتر ويبدأ من جدة في 3 يناير، ثم يمر على بيشة ووادي الدواسر جنوباً قبل التحرك شمالاً نحو الرياض التي استضافت يوم الراحة في النسخة الافتتاحية من داكار السعودية، ويتواصل بالانطلاق نحو بريدة وسط صحراء المملكة الشاسعة، ثم شمالاً صوب حائل التي يحصل فيها المتسابقون والفرق على يومٍ من الراحة يستجمعون خلاله قواهم ويقررون استراتيجيتهم خلال النصف الثاني والحاسم من الرالي. يستأنف السباق أحداثه بالوصول إلى أقصى شمال المملكة في سكاكا قبل التحرك غرباً نحو مدينة نيوم المستقبلية، وجنوباً إلى العلا بمعالمها التاريخية العريقة، ثم ينبع بمحاذاة ساحل البحر الأحمر، قبل الوصول إلى خط النهاية في جدة يوم 15 يناير.
وسيضم السباق عند انطلاقه من جدة فئةً جديدة تشارك لأول مرة في الرالي العريق، حيث تدخل فئة داكار كلاسيك حلبة السباق لتمنح فرصةً فريدة للسيارات والشاحنات التي شاركت في رالي داكار أو أي سباقٍ عالمي قبل عام 2000 ولا تزال في حالة جيدة لأن تعود إلى المنافسة من جديد في تحدٍ للقدرة والتنافس فيما بينها على نفس مسار داكار للفئات الأخرى.
كما سيشمل داكار السعودية 2021 مجموعةً من اللوائح الجديدة للسباق منها توزيع كتيب المسار قبل 10 دقائق فقط من بدء كل مرحلة، وهو ما يعد اختباراً لمهارات الملاحة لدى المتسابقين، فبينما يُمكن للمتنافسين العاديين حفظ كتيّب الطريق من الألف إلى الياء، إلا أن الملّاحين الحقيقيين يعلمون كيفية قراءته وتفسيره بسرعة البرق. برزت نخبة المتسابقين في مراحل نسخة 2020 التي شهدت توزيع كتيّب الطريق قبل بداية المرحلة مباشرةً، وستصبح هذه القاعدة العامة للمنافسة في نسخة 2021.
من ناحيةٍ أخرى، سيشهد كتيّب الطريق قفزةً نوعية حيث سيتم تقديم نسخةٍ رقمية يمكن الاعتماد عليها أكثر من تلك الورقية في بعض فئات السباق.
وبينما يبرز كتيّب الطريق بالفعل مناطق الخطر، سيتلقى المتسابقون الآن أيضاً تحذيراتٍ صوتية أثناء اقترابهم من هذه المناطق لإبقائهم في حالة تأهب، كما سيتم تصنيف أجزاء الطريق الخطيرة على أنها “مناطق إبطاء” تُحدّد فيها السرعة القصوى بـ 90 كم/س.
ولتعزيز تدابير السلامة للمتنافسين، أصبح ارتداء سترات الوسائد الهوائية إلزامياً، لكي تقلل من شدة الإصابة في حالة حدوث تصادمٍ خطير، وسيتم التأكد والتدقيق على وجودها من قبل المسؤولين خلال مرحلة الفحص الفني.
وبينما عادةً ما تلعب كيفية إدارة الإطارات دوراً حاسماً في منافسات الرالي وتحدد مدى قدرة المتنافسين على الضغط على مركباتهم، إلا أنه من أجل زيادة المنافسة والتحدي فلن يُسمح بتغيير الإطارات في فئة السيارات خلال المرحلة الماراثونية – حتى بين المتنافسين، كما ستحصل كل دراجة على ما مجموعه ست إطاراتٍ خلفية لإتمام الرالي بأكمله.
وبعد فرض عقوبات على تغييرات المحرك قبل بضعة أعوام من أجل حث الدراجين على القيادة بحذر، ستُفرض عقوباتٌ زمنية ابتداءً من داكار 2021 على التغيير الثاني للمكبس حتى لو بقيت جميع الأجزاء الأخرى من المحرك على حالها، كما لن يُسمح للدراجين العمل على دراجاتهم في محطات التزود بالوقود بعد الآن.
وكانت 679 مركبة مختلفة من المشاركين في داكار السعودية 2021 قد تحركت الأسبوع الماضي من ميناء مرسيليا متوجهة إلى جدة على متن حاملة المركبات غارنيت ليدر البالغ طولها 200 متر، حيث تشمل الحمولة 75 سيارة و42 شاحنة و110 دراجة نارية ورباعية، وصلت جميعها من 19 دولة مختلفة، بالإضافة إلى ثمان طائرات هليكوبتر و15 شاحنة محملة بالمعدات، وتستغرق الرحلة من مرسيليا إلى جدة ثلاثة أسابيع.
وتشهد النسخة الـ 43 من رالي داكار مشاركة 559 متسابق من 49 جنسية، منهم 50 متسابقاً في فئة داكار كلاسيك التي تنضم لأول مرة إلى فئات السباق، كما يضم السباق 328 مركبة في الفئات الستة للرالي.