سفاري نت – متابعات
تعدُّ محمية شرعان الطبيعية الخطوة الأولى لوضع المملكة العربية السعودية على الخارطة العالمية بوصفها مركزاً يربط بين ثلاث قارات، وقد تم تصميمها لإعادة التوازن بين النظم البيئية، ما يعكس التزام البلاد بحماية البيئة وأحد أهم المواطن الطبيعية، إلى جانب الحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة نقلا عن موقع سيدتي نت.
وتهدف المحمية إلى الحفاظ على التراث الطبيعي من خلال استعادة النظام البيئي للمنطقة، والحفاظ على الأنواع المهددة من الانقراض.
وتتميز بموقعها الاستراتيجي في الوادي الشرقي في محافظة العلا، وتضاريسها المذهلة ذات الأخاديد الخلابة من الصخور الحمراء، والوديان المنحدرة، والوديان الواسعة، والمناطق الصحراوية ذات الهضاب الصخرية المتناثرة، حيث يوفر هذا التنوع الفرصة لحياة مجموعة من الأنواع المحلية ضمن ظروف مواطنها الطبيعية.
وعلى الرغم من معاناة المنطقة في الوقت الجاري من الرعي الجائر من المواشي المحلية، إلا أنها تمتلك إمكانات بيئية هائلة، وفرصاً كبيرة للتعافي.
وتُمثِّل “شرعان” التزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بحماية البيئة في العلا، وإعادة توازن أنظمتها البيئية، وإدارة الحياة البرية.
وقد تم تدريب فريقٍ كاملٍ من الجوَّالة المحليين من قِبل خبراء دوليين معروفين في هذا المجال، حيث يقومون بدوريات في المحمية لمراقبة الأنواع الحية، وردع الصيادين والرعاة غير القانونيين، ما سيُفيد كامل الحياة البرية المستعادة، ويضمن إدارة المحمية وفق المعايير العالمية، كما أنهم النواة الأولى لفرص التوظيف المستقبلية والأكثر تنوعاً.
أيضاً توفر محمية شرعان الطبيعية ملاذاً لأنواعٍ حيوانية خاصة، مثل الأرنب ذو الأطراف النحيلة، والوبر الصخري الشبيه بالمرموط، ومجموعة متنوعة من الطيور، مثل آكل النحل الأخضر، والقبرة المرقطة، والنسور التي تجوب سماء العلا، وتتميز المحمية بوفرة الحياة البرية، بما في ذلك النعام ذو العنق الأحمر المزيَّن بالريش الغني، والوعل النوبي البهي، وغزال الآدمي الرشيق.
وعادت إليها كذلك الذئاب العربية المهددة بالانقراض، والنمور العربية، والغزلان، والثعالب الحمراء ذات الأذنين الكبيرتين لتجول هذه الأراضي الجميلة، ما يدل على نظامٍ بيئيٍ صحي.
أما بالنسبة إلى الغطاء النباتي، فتوفر أشجار الأكاسيا الأصيلة في هذه المناظر الطبيعية ظلاً للأعشاب المزهرة التي ترفرف في نسائم الصحراء.
وجرى في الآونة الأخيرة زراعة عددٍ من الأشجار لتشجيع نمو الحياة النباتية المحلية، مثل الأجمة التي لا أوراق لها، وعديد من الأنواع النادرة، بما في ذلك الرعراع، وهي عشبةٌ عطريةٌ.