سفاري نت – متابعات
حال دخول المساحة المنزليّة، فإن الألون فيها هي أول ما تقع العيون عليه؛ في هذا الإطار تتحدّث مهندسة التصميم الداخلي رولا الشامي عن أهمّية الألوان، والمشاعر التي تشيعها في المنزل، والطرق المتبعة في دمج الألوان بالفراغ المعماري نقلا عن موقع سيدتي نت.
ديكور وألوان
اختيار الألوان يرجع إلى الحالة المزاجيّة المرغوبة في المساحة، والوقت الذي يقضيه أفراد المنزل فيها
تقول المهندسة رولا لـ”سيدتي. نت” إن “أهمّية الألوان في التصميم الداخلي تنبع من التأثير في العقل البشري، فالألوان تخلق الأفكار، كما تولّد المشاعر في نفس الإنسان”. وتضيف أن
“ثمّة مساحات تتطلّب توظيف تدرّجات عدة من اللون عينه، وذلك لخلق جوّ من الانسجام والهدوء، أمّا في مساحات أخرى، فإن الألوان الجريئة، والمتناقضة، تخلق الإثارة والإبداع، وتضيف عامل المفاجأة”.
وتشرح أن “اختيار الألوان يرجع إلى الحالة المزاجيّة المرغوبة في المساحة، والوقت الذي يقضيه أفراد المنزل في الغرفة، مع الأخذ في الاعتبار كمّ الإضاءة الطبيعيّة التي تدخل المكان، فنور الشمس يزيد اللون قوّة، ويشيع شعوراً بأن المكان مرتفع أكثر ممّا هو عليه في الواقع”.
لا لدمج الألوان الآتية بالتصميم الداخلي
ينبغي اتباع قواعد معيّنة في استخدام الألوان عند تصميم أي مساحة؛ بعض الألوان (والتدرّجات) غير قابل للدمج مع ألوان بعينها، بخاصّة في التصميم الداخلي العصري. عمومًا، لا يحبّذ دمج الألوان الآتية معًا بالديكور، حسب المهندسة رولا:
- الألوان الداكنة معًا، إذ يصعب الأمر ملاحظة أي تفصيل في الغرفة ذات الألوان الغامقة، والتي لا تحمل أي طابع خاصّ بها. كما تولّد الغرفة المذكورة مجموعة من الأحاسيس السلبيّة. بالمقابل، يصحّ استخدام لون واحد داكن بنسبة كبيرة (أي 70%) في الغرفة، صحبة الألوان الفاتحة التي تحلّ بنسبة 30% في الفراغ المعماري. في مثال عن هذه اللعبة اللونيّة، يصحّ اختيار الأحمر القاني، مع البيج الفاتح.
- الألوان الدافئة مع الألوان الباردة، التي تخلق عند حلولها معاً انطباعات متناقضة، ليشعر الفرد بعدم الراحة والانتماء حال دخول الغرفة. بالمقابل، يصحّ أن تتغلب الألوان الدافئة في المكان على الباردة منها أو العكس، أو ينصح بالتخفيف من الألوان الباردة أو الدافئة عن طريق استخدام التدرّجات الخفيفة من كل فئة، مع أهمّية إضافة الأبيض إلى الألوان الباردة والدافئة، وتوظيف الإضاءة الطبيعيّة في المكان، وجعل الخلفيّات محايدة.
- الألوان القوية ذات التشبّع العالي معًا، كألوان النيون صحبة بعضها البعض، أو الأحمر والأسود؛ عندما تحلّ هذه الألوان معًا في المساحة، تزعج الحاضرين من الناحية البصريّة، لأن كلًّا منهما يلفت الانتباه إليه. بالمقابل، تحتاج المساحة إلى أن تكون الألوان فيها متوازنة معًا، مع أهمّية دور المصمّم في مدّ جسر بين لونين طاغيين. في هذا الإطار، تصحّ إضافة اللون الأبيض لكسر التناقض اللوني، أو إضافة النقوش ذات الأحجام المختلفة، حتّى يصبح المكان متنوعًا.
- التركواز مع البنّي؛ فهذا المزيج اللوني يشي بالقدم، لذا عند استخدام التركواز يجب الانتباه إلى درجة اللون الرائجة حديثًا، مع إضافة إكسسوارات بيض، وتوظيف الخشب المحمر، كما أنسجة ذات نقوش وطبعات مختلفة، لتحقيق التوازن في المكان.
- البيج والبنّي؛ في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، راج استخدام اللونين المذكورين معًا، لكن تبدو الغرفة العصريّة المحمّلة بالبيج والبنّي كئيبة، وقديمة. بالمقابل، يصح استخدام تدرّجات عدة من البيج، في الغرفة العصرية أحادية اللون، وتوظيف عناصر متعدّدة الملمس، كصوفا مكسوّة بالكتّان، وسجّادة وأرائك من الجلد، ومدفأة من الحجر، وطاولة من النحاس والرخام. يغني المزيج المذكور المساحة، ويبعد الكآبة عنها.
في الخلاصة، تنصح المهندسة رولا بالاستعانة بدائرة الألوان لاختيار هذه الأخيرة منسجمة، كما عند انتقاء تدرّجات عدة من اللون الواحد، أو تدرّجات الألوان المتماثلة، أي تدخّل لونين أو ثلاثة منها، تقع بالقرب من بعضها البعض على دائرة الألوان، في المساحة أو اختيار لونين مكمّلين أي يقعان في مقابل بعضهما البعض على دائرة الألوان.