سفاري نت – متابعات
تمتلك الإمارات وجهات سياحية عديدة تمنح الزوار فرصة استكشاف عالم البحار والمحيطات عبر الغوص لأعماق تصل حتى 60 متراً، سواء للاستمتاع برؤية الشعاب المرجانية الطبيعية أو لمشاهدة مختلف أنواع الأحياء المائية نقلا عن موقع الرؤية.
وتتيح بعض الوجهات في الإمارات لعشاق المغامرة أيضاً، فرصة الغوص مع أسماك القرش والراي وغيرها من الكائنات البحرية النادرة بالعالم مثل قرش المطرقة
ويرتبط الغوص بعادات وتقاليد الآباء في الماضي، إذ كان يشكل مصدراً رئيسياً للدخل للأسر الإماراتية منذ أواخر القرن التاسع عشر وطوال العقد الثاني من القرن العشرين، وذلك عبر صيد الأسماك أو بحثاً عن اللؤلؤ وخاصة في موسم الغوص الكبير.
وكانت مهمة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ في السابق تنجز دون استخدام معدات الغوص الحديثة، وكانت تعتمد على «الديين» وهو إناء مصنوع من خيوط متشابكة يعلقه الغواص حول رقبته أثناء جمع المحار ليضعه فيه، و«الزبيل» الحبل المتصل بالحجر الذي يربطه الغواص بساقه بما يسمح له بالغوص سريعاً إلى قاع البحر لجمع المحار والأصداف، و«اليدا» وهو الحبل المستخدم لسحب الغواص إلى السفينة، و«الفطام» وهو عبارة عن مشبك مصنوع من صدفة سلحفاة أو من عظمة خروف يضعه الغواص على أنفه ليمنع دخول الماء إلى أنفه.
معدات الغوص
أما أدوات الغوص المتاحة حالياً فتشمل كلاً من أقنعة الوجه التي تمنع وصول الماء إلى الأنف أو العينين وتساعد على تكبير المشهد حتى 3 مرات، أسطوانة هواء تتكون من الأكسجين والنيتروجين، بالإضافة إلى حزام الأثقال ومنظم الهواء ومؤشر قياس العمق والهواء.
ومن معدات الغوص الأساسية، ارتداء بدلة مرنة مخصصة للغوص ومصممة بشكل رئيسي من مادة «النيوبرين» المستخدمة عادة عندما تكون درجة حرارة الماء بين 10 و25 درجة مئوية، من أجل الحفاظ على حرارة الجسم عند الغوص لعشرات الأمتار تحت الماء، ويتوافر مع بدل الغوص غطاء للرأس وقفازات لحماية اليدين وحذاء وزعانف للقدمين.
ورصدت «الرؤية» أبرز أماكن ومواقع الغوص في مختلف أنحاء الإمارات، إذ يمكن لعشّاق الغوص التواصل مع أي من الشركات المحلية في أبوظبي، والتي تتيح لهم فرصة الغوص في المناطق البحرية الخارجية وبالقرب من مئات الجزر التابعة إلى العاصمة.
وتعد الجزر بمثابة الوجهة المثلى للغوص بين الشعاب المرجانية أو بين حطام السفن أو في المياه العميقة للاستمتاع بمشاهدة الحياة البحرية المُذهلة، وأثناء الغوص يمكن لعشاق تلك المغامرة مشاهدة سمكة الباراكودا والشفانين العقابية وسمك الرقيطة وغيرها الكثير.
ومن بين الوجهات الداخلية الفريدة من نوعها بأبوظبي والتي تتيح تجربة الغوص في بيئة بحرية مكونة من أكثر من 22 ألف كائن بحري والكثير من الشعاب المرجانية، «ناشونال أكواريوم» أبوظبي الذي يعرف بـ«حوض الأحياء المائية الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط».
وتتوافر تجربة الغوص لمختلف الفئات العمرية بدءاً من 10 أعوام مع مدربين محترفين في «ناشونال أكواريوم» من الأحد إلى الأربعاء إما في الساعة الواحدة ظهراً أو الثالثة عصراً، أو الخامسة أو السابعة مساء، وتتاح تلك التجربة للمبتدئين مقابل 790 درهماً، بينما يمكن للحاصلين على ترخيص مسبق بالغوص بخوض تلك التجربة مقابل 1210 دراهم.
ويبلغ عمق الحوض 5 أمتار ويتوافر للزوار كافة معدات الغوص للاستمتاع بالتجربة بأكملها، كما يتاح للزوار فرصة التقاط مقاطع فيديو وصور للاحتفاظ بها للمستقبل، علماً بأن مدة التجربة تمتد إلى 3 ساعات وتشتمل على التدريب النظري والعملي ما قبل الغوص وأخيراً الغوص للاستمتاع وإطعام الأحياء المائية لمدة تصل إلى 30 دقيقة.
ويتاح أيضاً دورة تدريبية عملية مكثفة مدتها 4 أيام للحصول على شهادة للغوص، وتتميز تلك التجربة بإمكانية الغوص مع أسماء القرش بمختلف أنواعها المنتشرة أو النادرة.
أما شركة «سي هاوك» بأبوظبي فتقدم باقات يومية متنوعة للاستمتاع برياضة الغوص في 5 مواقع تقع قبالة الساحل الشاسع لأبوظبي، بما في ذلك اكتشاف حطام السفن الغامضة وغيرها من النشاطات التي يمكن خلالها سبر أغوار الحياة البحرية.
الغوص الحر
وتتيح شركة «فري دايفينج» خدماتها على مستوى الإمارات، إذ تعمل على تدريس مهارات الغوص الحر للمتدربين الجدد ممن تزيد أعمارهم على 18 عاماً، ولا تشترط أن يملك المشاركون مهارات في الغوص في المياه المفتوحة.
وتقدم الشركة 3 دورات أخرى معتمدة من قبل الاتحاد الدولي لتطوير الرياضات تحت المائية للمتدربين الأكثر خبرةً، علماً بأن كلفة الدورة لتعلّم الغوص الحر لمدة يوم واحد تبلغ 800 درهم، بينما تصل كلفة الدورة التمهيدية المعتمدة من الاتحاد الدولي لتطوير الغوص الحر على مدى يومين إلى 1850 درهماً، وكلفة الدورة للمستوى المتوسط لمدة 3 أيام إلى 2881 درهماً إماراتياً، أما كلفة الدورة للمستوى المتقدم لمدة أربعة أيام فتبلغ 3344 درهماً.
أعمق حوض للسباحة والغوص
وفي دبي، يمكن للزوار خوض مغامرة الغوص في مواقع فريدة من نوعها، أبرزها «ديب دايف» في منطقة ند الشبا في دبي، وتعد الوجهة المسجلة في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية والتي افتتحت أبوابها للزوار في النصف الأخير من العام الماضي، بمثابة أعمق حوض للسباحة والغوص بالعالم، إذ يبلغ عمقه 60 متراً، وتصل سعته إلى 14 مليون لتر، بما يعادل 6 مسابح أولمبية، وتستقبل المدينة قرابة 100 ضيف في وقت واحد.
واستوحي تصميمه المبتكر الذي يأتي على هيئة محارة من التراث الإماراتي ومن فكرة غوص الأجداد في مياه البحر لصيد الأسماء واللؤلؤ، وتضيف الوجهة لزوارها مزيداً من التشويق وتمنحهم فرصة استكشاف «المدينة الغارقة»، ضمن بيئة آمنة ومنظمة على أعلى المستويات.
وتعتبر وجهة «ديب دايف دبي» بمثابة أكبر استوديو للأفلام تحت الماء على مستوى المنطقة، إذ تحتضن غرفة تحرير وسائط، مع جدار فيديو متعدد الشاشات، إضافة إلى 56 كاميرا مثبّتة تحت الماء، ونظام إضاءة يضم 164 منفذاً للضوء ينتشر في جميع أنحاء حوض الغوص، فيما تتوافر 3 أنواع من تجارب الغوص والتي تتراوح قيمتها بين 400 و1800 درهم للفرد.
ومن المواقع المميزة الأخرى للغوص في الدولة، «دبي أكواريوم» المتواجدة في دبي مول وتوفر لزوارها أنشطة ممتعة للزوار، مثل نفق أكواريوم دبي الذي يصل طوله إلى 48 متراً، كما يمكن تجربة الغوص مع مدرب محترف وسط أكثر من 30 ألف كائن مائي مميز، بما فيها أكبر مجموعة من أسماك قرش النمر، فيما تتراوح أسعار التجربة بين 600 و1680 درهماً.
أما تجربة الغوص في «أتلانتس دبي» فتعد من التجارب الفريدة من نوعها، إذ يضم حوض الغوص نحو 65 ألف حيوان بحري، بما فيها أسماك القرش والراي وباقة من الأسماك الملوَّنة.
ومن جانب آخر، يمكن خوض رحلات الغوص التي تنطلق من شاطئ دبي مارينا مع مركز سكوبا شيد، ويتيح الفرصة للغواصين المحترفين لاستكشاف أعماق البحار على متن سفينة غارقة، علماً بأن الأسعار تبدأ من 450 درهماً.
الغوص مع الدلافين
وتعد جزيرة صير بونعير بالشارقة من الوجهات المثلى للغوص، إذ تعد الجزيرة من أكبر جزر الإمارات وتعشش فيها السلاحف الخضراء، وتحاط بالشعاب المرجانية الخلابة والأسماك البحرية الجذابة والدلافين المبهرة، ويمكن الغوص بالقرب منها حتى عمق 20 متراً.
ويتوجه الكثيرون إلى الفجيرة للغوص بالقرب من «صخرة مارتيني»، إذ تزخر المنطقة بالشعاب المرجانية والآلاف من الأسماك الملونة، كما يتاح أيضاً فرصة ممارسة الغوص في «إنشكيب الفجيرة»، فيما يضم الموقع حطام السفن القديمة على عمق يصل إلى 28 متراً تحت سطح الماء، وتعد موطناً لأسماك الإنقليس والسمك الأنبوبي والباراكودا.
وتعتبر جزيرة سنوبي من أفضل أماكن الغوص في الإمارات، إذ تمتلك الكثير من الشعاب المرجانية السوداء وأسماك القرش والسلاحف وسمك الإيجل.