سفاري نت – متابعات
تُسمّى العاصمة البرتغاليّة لشبونة، بـ”مدينة التلال السبع”، إذ تتضمّن سبع تلال، وهي تمتدّ على ضفّة نهر “تاجة” أو “تاجوس”، وتعدّ واحدة من أكثر المدن المشمسة في أوروبا. مهما كان الفصل، لا تبخل الشمس بمدّ خيوطها، ولفح المكان الذي انطلق منه رحّالة جريئون، ومنهم فاسكو دا غاما، في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، للإبحار واستكشاف مياه غير معروفة. في لشبونة النابضة بالحياة، معالم سياحية كثيرة من إرث هذين القرنين، اللذين يرمز إليهما بـ”عصر الاكتشاف” نقلا عن موقع سيدتي نت.
أماكن سياحية في لشبونة
تقع مدينة لشبونة في محافظة لشبونة في وسط البرتغال، وتحديداً في شبه الجزيرة الأيبيرية الغربية على المحيط الأطلسي ونهر تاجة، وهي مدينة عالميّة لدورها الاقتصادي الرئيس في القارّة الأوروبيّة. في الجولة في لشبونة، تبرز المحطّات السياحيّة الأساسيّة الآتية.
- قلعة “ساينت جورج”: تعدّ قلعة “ساينت جورج” أكثر مناطق الجذب الرئيسة شهرةً في لشبونة، وتحتلّ موقعاً هامّاً، بالقرب من “ألفاما”، على قمّة تلّ يطل على العاصمة البرتغاليّة، بما في ذلك نهر “تاجة” والمحيط الأطلسي البعيد. تاريخ الموقع يرجع إلى العصر الحديدي، لكن القلعة التي يقصدها السائحون راهناً، كان دافع عنها الموريون (السكّان المسلمون لشبه الجزيرة الإيبيريّة أي الأندلس أو ما بات يعرف اليوم بإسبانيا والبرتغال) ضد القوات المسيحية الغازية قبل أن يجتاحها في عام 1147، أفونسو هنريك. جعل الملك المنتصر القلعة قصره، كما فعل الملوك اللاحقون قبل أن يرتفع مقرّ ملكي جديد بالقرب من النهر. في أحد أبراج القلعة، يتوافر منظار، ويسمح بإطلالات أخّاذة، بزاوية 360 درجة على المدينة أدناه.
- دير “جيرونيموس”: يرجع تاريخ الدير إلى القرن السادس عشر، ويقع في حيّ “بيليم” الجذّاب في لشبونة، بالقرب من النهر، ويمتلك أهمّيةً تاريخيّةً وثقافيّةً، ويمثّل تحفة معماريّة، بخاصّة البوابات الحجرية منحوتة والأسقف والنوافذ ذات الزخارف…. كان أُدرج البناء على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي منذ عام 1983، علماً أن المهندس المعماري البرتغالي ديوغو دي بويتاكا رفع البناء في عام 1501، بأمر من الملك مانويل الأوّل، وذلك لإحياء ذكرى عودة الرحّالة فاسكو دا جاما من الهند في عام 1498.
- أضف إلى ذلك، يرمز المكان إلى الثروة في عصر الاكتشاف (بدأ عصر الاستكشاف في القرن الخامس عشر الميلادي واستمرّ خلال القرن السابع عشر، وهو يشير إلى الفترة التي بدأت الدول الأوروبيّة خلالها في استكشاف العالم؛ أي الطرق الجديدة إلى الهند والشرق الأقصى والأميركيتين)، إذا كان موّل على الغالب عن طريق تجارة التوابل. في المكان رائع المعمار، ضريح الرحّالة.
برج “بيليم”: يُعرف برج “بيليم” أيضاً باسم “ساينت فنسنت”، وهو كان يوماً جزيرة في نهر “تاجة”. يرجع تاريخ البرج الضخم إلى عام 1515، وغرضه كان الدفاع عن ميناء لشبونة من الغزاة قبل أن يستقبل السائحين لتأمل طبقاته الأربع المصنوعة من الحجر الجيري. العنوان المذكور هو رمز آخر لعصر الاستكشاف، وشيّد بناءً على أوامر من الملك مانويل، الذي وسعت البرتغال خلال فترة حكمه إمبراطوريتها.
المصعد: لطالما شكّلت تلال لشبونة مشقّة للناس في التنقّل بين الشوارع السفلية، وتلك العلويّة، في “بايكسا” بوسط المدينة. من أجل تسهيل التنقل والربط بين “بايكسا” و”لارغو دو كارمو”، اقترح المهندس راؤول مينيير فرنسيّ الأصل إعلاء “مصعد سانتا جوستا”، وذلك في وسط لشبونة. كان افتُتح “المصعد” عام 1902.
راهناً، هو يوفّر للزائرين رحلةً قصيرةً، بطول 32 متراً إلى الأعلى، وذلك للإطلالة على المدينة، حيث يصل الزائرون إلى منصّة تقع أسفل الشرفة العلوية مباشرةً. من هناك، يمكن الخروج والمشي عبر جسر إلى “بايرو ألتو” أو اختيار صعود الدرج الحلزوني المؤدي إلى الشرفة العلويّة حيث الإطلالات رائعة!
حوض الأسماك: يُصنّف حوض الأسماك في لشبونة على أنّه الأفضل على صعيد أوروبا، ومن بين الأكبر في العالم. ويمثّل نقطة جذب سياحيّة عائليّة. كان صمّمه بيتر شرمايف بريطانيّ المولد، من أجل “إكسبو 1998” أو “معرض لشبونة العالمي”، احتفاءً بالذكرى الخمسمئة على وصول فاسكو دا غاما الهند. ييسمح التصميم للزائر بمعاينة أربع مناطق بريّة ومائيّة، منفصلة، في محاكاة لموائل المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والهندي والقطب الجنوبي. تحيط المناطق المذكورة بخزّان مركزي هائل يعج بالأسماك متعدّدة الأشكال.
تجربة سائحة في لشبونة
كانت السائحة السعوديّة فاطمة اليوسف لا تزال في مطار لشبونة، في انتظار طائرة الرجوع، بعد أن قضت إجازة في العاصمة البرتغاليّة. عن أبرز محطّات الرحلة، تتحدّث السائحة عن “بيليم”، فتقول إنّها “عبارة عن كورنيش طويل يضمّ القلعة التاريخيّة والعديد من المطاعم والمقاهي المطلّة على النهر”، وتضيف أنّه “تتاح في المكان فرصة القيام ببعض النشاطات المائيّة”. وتلفت إلى منطقة “أورينت”، التي ترمز إلى لشبونة الحديثة؛ كان ولد هذا الحيّ الأحدث في لشبونة على ضفة “تاجة” الشمالية لمناسبة “إكسبو 98”. يوفّر المكان مناطق ثقافية وترفيهية وبعض مناطق الجذب الأكثر شهرةً، كحوض الأسماك و”التلفريك…
من جهة ثانية، تقول السائحة إن “لشبونة مناسبة للسياحة العائليّة”، حيث لاحظت وجود عائلات كثيرة بصحبة أطفال لا تتجاوز أعمارهم السنتين او الثلاث سنوات.