سفاري نت – متابعات
تدعم «دبي للثقافة» مركز «إنفينيتي دي لوميير» الذي يقام في «دبي مول»، ويدشّن حقبة جديدة من الفنون الرقمية بمشاركة نخبة من المبدعين والموهوبين. يأتي ذلك انطلاقاً من استراتيجية الهيئة 2020-2025 الرامية إلى تعزيز مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع وملتقى للمواهب والتزامها بتحفيز الصناعات الإبداعية.
تأسس «إنفينيتي دي لوميير» لإتاحة الفن أمام الجميع وتشجيعهم على التعرف إلى الفنون وفهمها بطريقة جديدة ومختلفة كلياً. وتشتمل تجربة المركز على ثلاثة معارض فريدة تعمل بالتزامن عبر عوالم خيالية متنوعة تجسد الصور من خلال الرسوم المتحركة المذهلة ونماذج حركية وصوتية وإيقاعية مذهلة.
ويعكس «إنفينيتي دي لوميير» الطاقة الحيوية والتدفق الإبداعي، الذي تحتضنه دبي، ويسهم في تحقيق الرؤية التي تتطلع الإمارة لتحقيقها على المدى البعيد والتي تهدف إلى إرساء مكانة دبي كمدينة عالمية تنبض بالحياة وتعيد رسم ملامح مشهد الفنون والثقافة في المنطقة والعالم. ويقدم تجربة سمعية وبصرية ملهمة من إنتاج «كولتور إسباس»، وإخراج جيانفرانكو إيانوزي، وريناتو جاتو، وماسيميليانو سيكاردي.
أماكن ثقافية
يقول برونو مونييه، رئيس ومؤسس «كولتور إسباس» المتخصصة بإدارة الآثار والمتاحف التاريخية وإنشاء المراكز الفنية: «تم إنشاء «كولتور إسباس» في قلب فرنسا في عام 1990 للتطابق مع الطموح إلى افتتاح المعالم والمتاحف والأماكن الثقافية أمام الجميع. ونحن نعيش اليوم في عالم تجاوزت فيه التكنولوجيا الطريقة التي نتفاعل بها مع الأشياء من حولنا في حياتنا اليومية. وسوف يكون للمتاحف التقليدية تأثيرها دائماً، لكننا أردنا أن نتجاوز ذلك. ولهذا السبب دفعنا ذلك إلى تطوير مؤسساتنا وتوجيه رسالة تهدف إلى التركيز على تلك الثقافة التي يجب مشاركتها مع كل الأشخاص الذين يستخدمون التكنولوجيا الرقمية».وأضاف: «اختارت كولتور إسباس القدوم إلى دبي، لأنها تشكل ملتقى طرق حيوياً وفاعلاً لمجموعة متنوعة بشكل مذهل من المجالات والثقافات والفنون والإعلام، وباعتبار دبي مدينة المستقبل، فإن «إنفينيتي دي لوميير» تمكن من تزويد الجميع بتجربة غير عادية وغير متوقعة يمكن مشاركتها مع الأصدقاء والعائلة وبث مشاعر الاعتزاز لما تقدمه لهم هذه المدينة وتوحيدهم ثقافياً».
وأشار مونييه إلى أن عملية التطور التي تدور حول الفن تغيرت، فمع توفر التكنولوجيا الحديثة، بدأنا نتعرف إلى أحدث الأدوات والبرامج والرسوم المتحركة، وإضافة إلى ذلك، بدأنا نلاحظ كيف أصبح الفن الرقمي متاحاً للجميع، ما يسمح للناس بالتعرف إلى الفن من جميع الأعمار والفئات الاجتماعية. وبشكل عام، تهدف مؤسسة كولتور إسباس، إلى إتاحة الوصول إلى الفن والتراث لإيقاظ إبداع الطلاب وتنميته وكشفه، ومن أجل مكافحة عدم المساواة في الوصول إلى الثقافة، تقوم المؤسسة بتصميم وتنفيذ برامج تعليمية منذ عام 2009 للأطفال الذين أصبحوا ضعفاء بسبب المرض أو الإعاقة أو انعدام الأمن الاجتماعي، ما يمكنهم من الاستمتاع بتجارب فنية وثقافية فريدة من نوعها. في كل عام في فرنسا، يشارك ما يقرب من 10 آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و 12 عاماً في برامجنا التفاعلية والتعليمية، المنتشرة بالشراكة مع مراكز الفنون الرقمية الخاصة بنا على وجه الخصوص.
وسائط اتصال
يبرع الفنان جيانفرانكو إيانوزي في ابتكار مساحات ومعارض رقمية غامرة ومميزة، إضافة إلى خدمة الترميم الثقافي والفني لمواقع داخلية وخارجية متنوعة. وترتكز أعمال إيانوزي على تأثيرات الصور والصوت والإضاءة التي تستخدم كوسائط اتصال مفعمة بالحس والحياة.
ويقول إيانوزي: أسعى إلى إبعاد الجمهور عن حالة التلقي الكلاسيكية، عبر تعزيز تفاعله وحضوره في صميم الأعمال الفنية، كما هو الحال عندما يشارك الجمهور كجزء من عرض مسرحي.وبالنسبة لاختياره أعمالاً تعود للفان جوخ لعرضها في «إنفينيتي دي لوميير» في دبي، يشير إيانوزي إلى أن لوحات هذا الفنان تتميز بنبض الحياة والتجربة الفريدة التي تمنحها للمشاهد، فمن المؤكد أن فان جوخ، من خلال حياته وعمله، صُنف كأحد الفنانين الرئيسيين في تاريخ الرسم. إن تقديم معرضه في «إنفينيتي دي لوميير» يسلط الضوء على نهج الفنان الخاص في الرسم. وأردنا إظهار كثافة المادة، وقوة اللون، من أجل جعل قوة الإيماءة محسوسة والتي هي عناصر محددة لفان جوخ. ومن خلال هذا، تعمدت كسر التسلسل الزمني؛ حيث لم يكن طموحي تصميم معرض تعليمي عن فان جوخ، لكن بدلاً من ذلك للتعبير عن روح الرسام، وإظهار طاقته الإبداعية وتقديم أكثر تجربة حسية شديدة ممكنة للجمهور.
وأضاف: «مارست التصوير الفوتوغرافي التقليدي لسنوات عدة، لكن في بداية الألفية الجديدة اكتشفت أنه يمكنني المضي قدماً في التعبير عن إبداعي باستخدام التقنيات الرقمية الجديدة».
ويقول إيانوزي: «هناك طلب متزايد على الثقافة والجذب الفني الجديد، لاسيما بين المقيمين والسياح في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي؛ إذ يحب الناس رؤية تجارب جديدة وغامرة وتفاعلية بالتأكيد، لذا، فإن إمكانية الوصول إلى المحتوى الفني من خلال الانغماس الحسي الذي توفره إبداعاتي سوف تلبي هذا الطلب بشكل متزايد وإثراء تجربة المقيمين والسائحين بغض النظر عن الوضع أو الجنس أو العمر».
وأضاف: «رأيت أن هناك اهتماماً كبيراً من الشباب بهذه الأشكال الجديدة من التعبير الفني، ويسعدني الرد كل أسبوع على الطلاب الشباب من جميع أنحاء العالم لمساعدتهم على مشاريعهم البحثية وأطروحاتهم حول الفن الرقمي».