الرياض – سفاري نت
أطلقت شركة “آرثر دي ليتل” اليوم دراستها الجديدة بعنوان “مرئيات الرؤساء التنفيذيين لعام 2023″، حيث سلطت الضوء على ثقة قادة أكبر الشركات العالمية على الرغم من الاضطرابات التي يشهدها العالم حالياً؛ إذ يتوقع أكثر من نصف (61٪) الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط مستقبلاً اقتصادياً إيجابياً أو مستقراً خلال الأعوام الثلاثة إلى الخمس المقبلة. كما استعرضت الدراسة مجموعة من النتائج الأخرى، والتي تضمنت رؤى متنوعة لحوالي 250 رئيس تنفيذي من شركات متعددة في جميع أنحاء العالم، والتي تزيد مبيعاتها عن 1 مليار دولار.
وقال توماس كوروفيلا، الشريك الإداري في “آرثر دي ليتل” الشرق الأوسط: “يوفر مشهد الأعمال في الشرق الأوسط مجموعة من الأمثلة المميزة عن الاتجاهات السائدة عبر القطاع لتحسين مستويات الكفاءة والابتكار في مجالات السفر والنقل. وقد أدى انتشار الجائحة إلى دفع شركات الطيران والمطارات لتبني مجموعة واسعة من برامج الكفاءة بهدف خفض النفقات، الأمر الذي أثر بأشكال مختلفة على الآلاف من الوظائف. وتزامناً مع هذا الواقع، تقوم هذه الشركات بتطوير منظومة من الشراكات الجديدة لتوفير خدمات مستحدثة للركاب، مثل نظام النقل الذكي المشترك متعدد الوسائط (على سبيل المثال، الجمع بين خدمات النقل بالطائرات والقطارات ونظام النقل عند الطلب). ومن المتوقع أن تشهد السنوات الثماني المقبلة تطورات هائلة على مستوى الشرائح الجديدة من العملاء في المنطقة، حيث يتم ضخ المزيد من الاستثمارات في المبادرات ذات الصلة بإعادة تشكيل مهارات الموظفين في قطاع التصنيع والطاقة والمرافق، وبالتالي تطوير مشاريع الاستدامة التنافسية في الفترة التي تسبق تنظيم فعاليات مؤتمر الأطراف”.
وعلى الرغم من الأزمة الحالية التي يشهدها العالم في مجال الطاقة، يركز جميع الرؤساء التنفيذيين على تعزيز الابتكار لتحقيق مستويات أعلى من النمو. وتزامناً مع التوجه العالمي للدخول إلى أسواق جغرافية جديدة، يتطلع المسؤولون التنفيذيون في دول مجلس التعاون الخليجي للتركيز بشكل أكبر على جذب شرائح جديدة من العملاء، عوضاً عن الاهتمام بتنويع المنتجات وتوفير مجموعات أكبر من العروض التخريبية . وعلى الصعيد العالمي، أكد أكثر من ربع المشاركين (26٪) أهمية الابتكار التكنولوجي، باعتباره العامل الأساسي للنمو، متقدماً على أسعار المواد الخام/الطاقة (11٪). كما تفوقت عوامل أخرى مثل سلاسل التوريد والتهديدات الإلكترونية على أسعار المواد الخام عالمياً.
إلا أن المشهد العالمي يظهر اختلافات واسعة النطاق عبر الأسواق الإقليمية في مجالات متعددة:
وتُعد قضايا البيئة والتغير المناخي من المجالات الرئيسية عبر أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، فيما تحظى باهتمام أقل في مناطق أخرى من العالم. وعلى الرغم من تزايد اهتمام الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط (7٪) بشؤون البيئة والتغير والمناخي باعتبارها أولويات أساسية لتحقيق النمو، إلا أنهم لا يزالون متقاربين جداً في النسب من نظرائهم العالميين (10٪).
وينظر 15٪ من الرؤساء التنفيذيين في أفريقيا، و 14٪ في آسيا، و 13٪ في الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، إلى التهديدات الإلكترونية او المخاطر السيبرانية باعتبارها من العوامل الرئيسية الأكثر أهمية، على نحو يفوق نظرائهم في أوروبا وأمريكا الشمالية. من ناحية أخرى، يعتقد الرؤساء التنفيذيون في الشرق الأوسط بأن الابتكار التكنولوجي يشكل العامل الأكثر أهمية لتحقيق النمو الاقتصادي بنسبة 29٪، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 26٪ فقط.
وبدوره قال فرانشيسكو مارسيلا، الشريك الإداري، والرئيس العالمي لقطاع الاستراتيجية والتنظيم في شركة آرثر دي ليتل: “في خضم الركود، تتمثل حكمة الأعمال التقليدية في خفض التكاليف والتركيز على تحقيق الاستمرارية. فعلى الرغم من التحديات الحالية والعديد من توقعات الاقتصاد الكلي المظلمة للعام 2023، أظهر معظم الرؤساء التنفيذيين الذي تحدثنا معهم تفاؤلهم بالمستقبل، وعملهم بكل حماس، وتحليهم بروح ريادة الأعمال، والإبداع ما يمكنهم من إدارة الأداء في الوقت الحالي إلى جانب البناء من أجل المستقبل. وانطلاقًا مما سبق، فهم يرون الفرص من خضم المحن والشدائد، وينظرون إلى ما هو أبعد من الأزمة الحالية، ما يمكنهم من تكوين مستقبل أكثر إيجابية للشركات والمجتمع الأوسع نطاقًا”
بشكل عام، ستحتاج الشركات العاملة في قطاعات الاتصالات والسفر والنقل والخدمات المالية بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي لإعادة تأهيل الموظفين على نحو معتدل. وتجدر الإشارة إلى أن قطاعات الرعاية الصحية (25٪) والتصنيع (33٪) والطاقة والمرافق (33٪) تشهد أعلى مستوى من الجهود الهادفة لإعادة تشكيل مهارات الموظفين في أماكن العمل.
ولإعداد دراسة مرئيات الرؤساء التنفيذيين، أجرت آرثر دي ليتل مقابلة مع ما يقرب من 250 رئيسًا تنفيذياً عالمياً من شركات رائدة يتجاوز حجم مبيعاتها أكثر من مليار دولار أمريكي. وينقسم المشاركون في الدراسة بين القطاعات الرئيسية والمناطق الجغرافية لغرس رؤى ثاقبة منقطعة النظير في أذهان أولئك الذين يديرون أكبر المؤسسات في العالم.