سفاري نت – متابعات
وضعت المملكة العربية السعودية تحقيق الاستدامة أولوية في المشاريع التي تعمل عليها في جميع المجالات؛ بهدف حماية البيئة الطبيعية وتعزيزها، وتشجيع الممارسات المستدامة في المشاريع في جميع أنحاء البلاد، حيث تعد القيادة السعودية الرشيدة الاستدامة خيارًا ضروريًّا وليس تكلفة إضافية؛ مما يجعلها قائدة للتنمية المستدامة، ومصدر إلهام للدول الأخرى.
وتمتلك المملكة إمكانيات فريدة في تطبيقات الاستدامة، كما أطلقت مبادرة السعودية الخضراء؛ لزيادة اعتمادها على الطاقة النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية؛ لتحقيق الحياد الصفري للانبعاثات الكربونية بحلول عام 2060، وفق خطط، ومبادرات، وحلول مدروسة لحماية البيئة، تماشيًا مع رؤية 2030 التي من أهدافها تحسين جودة الحياة، وحماية الأجيال المقبلة.
ومع خطط الحكومة ومبادراتها، من الضروري أن تعمل الشركات والمؤسسات على دمج معايير الاستدامة وتطبيقاتها في تصميم عمليات مشاريعها؛ لضمان الحفاظ على الموارد الطبيعية للبلاد، وخلق مستقبل صحي ومزدهر للمواطنين، وأن تصبح المملكة من الدول الرائدة في التنمية المستدامة، وتقود مستقبلاً أكثر أمانًا للبشرية.
الاستدامة في الترفيه
تسعى المملكة إلى بلوغ هدف الاستدامة في كل مشاريع الترفيه؛ لحماية البيئة، وتحقيق متعة متجددة لا تؤثر سلبًا على البيئة مستقبلًا.
وأوضح جيريمي جراي -نائب رئيس تطوير الأعمال في شركة “وايت ووتر” العالمية الرائدة في تصميم وتصنيع المعدات اللازمة لبناء المنتزهات المائية- “أن شركة وايت ووتر تهدف إلى المساعدة في تحقيق أحد أهداف رؤية 2030 المتمثل في إنشاء أكثر من 600 معلم ترفيهي في المملكة بحلول عام 2030، بالتعاون مع أفضل العلامات التجارية الترفيهية في المنطقة والعالم، وتعمل على تطبيق الاستدامة في كافة المشاريع الترفيهية؛ للحفاظ على موارد الدولة، وخلق صناعة ترفيه مستدامة في المملكة، وأن تكون المشاريع صديقة للبيئة، وستساعدنا خبرتنا الممتدة على مدى أكثر من 40 عامًا في تطوير الحدائق في تحقيق ذلك”.
حدائق مائية مستدامة
وأكد جراي أن “وايت ووتر” تعطي الأولوية للاستدامة في كل خطوات مشاريع الترفيه، مشيرًا إلى أنه عندما يتعلق الأمر بمشروع حديقة ترفيهية مستدامة، فإنها تستعين بأفضل المصممين العالميين في إنشاء الحدائق المائية؛ لتحديد كيفية العمل بفعالية مع الموارد الطبيعية، وتوصي المصممين بالاطلاع على معلومات الموقع الجغرافي للمشروع، وتحديد كيفية الاستفادة من الموارد الطبيعية المحيطة بأقل تأثير بيئي ممكن، وبطريقة آمنة لإنشاء حدائق مائية مستدامة.
وقال: “في مشاريع الحدائق المائية يمكن للمنزلقات المائية المصممة جيدًا أن تساعد في التخفيف من هدر المياه، واستهلاك الطاقة، حيث إن معظم المياه المستخدمة في الحدائق المائية يمكن استعادتها، وإعادة تدويرها”.
وأضاف: “تعطي الشركة الأولوية للاستدامة في كل مراحل إنشاء الحدائق المائية، بداية من اليوم الأول من التخطيط والتصميم، مع مراعاة المواد المستخدمة في التصميم، وحتى مرحلة البناء؛ لضمان تلبية منتجاتنا لمعايير الاستدامة في صناعتنا؛ مما يمكننا من حماية كوكب الأرض بشكل أفضل، وإنشاء حدائق مائية مستدامة وأكثر مسؤولية تجاه البيئة في العالم”.
حلول ذكية لترشيد الاستهلاك
وتحقق الحلول الذكية لوايت ووتر، والتصميم الجيد للألعاب استهلاكًا أقل للمياه في الحدائق المائية التي يعتقد بعض الناس خطأ أنها تستهلك كثيرًا من المياه خلافًا للصناعات الترفيهية الأخرى، فملاعب الغولف يمكن أن تستهلك ضعف كمية المياه التي تستخدمها الحدائق المائية، وقد ساعدت حلول ووتر وايت عند تصميم ألعاب المتنزهات المائية في استهلاك كمية مياه تتراوح ما بين 2% إلى 3% فقط من حجم استهلاك المياه اليومي الحالي في الحدائق.
وفي هذا الصدد، أشار جيريمي جراي إلى أن “وايت ووتر” تستخدم برنامجًا خاصًا لتصميم نماذج ثلاثية الأبعاد، ومحاكاة لألعاب حدائقها المائية؛ وذلك بحساب كمية المياه التي ستستخدم؛ حتى لا يكون هناك تشغيل زائد للمضخات، ويقلّ فقدان الماء وكميته في اللعبة، حيث إن تحديد حجم المضخة في الحدائق المائية بالشكل الصحيح يؤدي إلى استخدام كمية المياه اللازمة دون الإفراط في استهلاك المياه، والمواد الكيميائية، والخرسانة.
وبيّن أن محاكاة الألعاب المائية تمكّن فريق العمل من التنبؤ بمكان تناثر المياه، بحيث يمكن للجدران المحيطة بالمنزلق المائي والتي صُنعت بطريقة مثالية أن تستعيد المياه مرة أخرى إلى مجرى المنزلق؛ ليتمكن الضيوف من التحليق أعلى على جدران المنزلق؛ مما يحقق تجربة أكثر إمتاعًا.
وأظهرت دراسة أن المنزلقات المائية في الحدائق التي تطبق معايير الاستدامة توفّر طاقة بنسبة 55٪ مقارنة بالنظام السابق المستخدم في تلك الحدائق.
تقليل الآثار البيئية
وقد دعت أونا ديبور -رئيسة التسويق والاستراتيجية في شركة “وايت ووتر”- الشركات والمؤسسات إلى أن تعمل على تخصيص الوقت والجهد لتبني برامج وطرق جديدة؛ لتحسين عملياتها، وتقليل الآثار البيئية للحفاظ على موارد الدولة، مشيرةً إلى زيادة أعداد الشركات والمؤسسات التي تؤكّد التزامها بمعايير الاستدامة، وحماية البيئة، ومكافحة تغير المناخ عبر استثماراتها، ومنتجاتها الصديقة للبيئة.
وقالت أونا: “من خلال تطبيق معايير الاستدامة في المشاريع الترفيهية، يمكن لقطاع الترفيه في المملكة أن يثبت للمستهلكين أننا نشاركهم اهتماماتهم في الحفاظ على البيئة، وأنّ تقديم المتعة والترفيه لهم لا يزيد التكاليف على كوكب الأرض”.
وأعربت عن ثقتها في قطاع الترفيه بالمملكة لتحقيق الاستدامة، وقالت: “نعمل في وايت ووتر على إنشاء الحدائق المائية الصديقة للبيئة التي تدفع صناعة الترفيه في المملكة إلى الأمام، وتقدّم للضيوف أفضل تجربة ترفيهية ممكنة، مع مراعاة تقليل التأثير البيئي بدءًا من التصميم، إلى البناء والتركيب، لإنشاء مدن وحدائق مائية تستخدم كميات أقل من المياه، والحد من هدر المياه، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة”.