سفاري نت – متابعات
أطلقت دار النشر الفاخرة “أسولاين” أحدث إصداراتها من الكتب تحت عنوان “العلا إيفر”، ليعكس تاريخ وواقع الوجهة التاريخية لمدينة العلا في شمال غرب المملكة العربية السعودية. ويأتي الكتاب بتصميم غنيّ شكلاً ومضموناً بما يحمله من قصص وصور جذّابة تستلهم التاريخ النابض للمدينة بأسلوب يحمل بصمة “أسولاين” الفريدة.
وقد تمّ إطلاق الإصدار الجديد، الذي يُعدّ جزءاً من سلسلة السفر الشهيرة، اليوم الخميس 3 أغسطس 2023 في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، ليأخذ القرّاء في رحلة مصمّمة ببراعة من خلال 288 صفحة، تسلّط الضوء على الطبيعة الخلابة للمدينة الغنيّة بالمواقع الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة، مع التركيز على تراثها العريق وفنونها النابضة بالحياة في مشهد ثقافي أثير.
ويضمّ “العلا إيفر” مجموعة واسعة من الصور والرسوم التوضيحية الأصلية مصحوبة بنصوص نابضة بالذكريات، بقلم الصحافي الفرنسي جيروم جارسين، الذي يعكس جاذبية هذه الوجهة التراثية الفريدة من نوعها.
ويوضّح كتاب السفر، الذي يركّز على ثقافة المنطقة، التوجه المبتكر والمتقدّم في الوجهة مع الحفاظ على أصالتها وتراثها الثقافي والتاريخي، من خلال تقديم رؤى ملفتة حول الاندماج بين القديم والحديث في العلا.
ويتميّز الكتاب بمجموعة منتقاة من الصور التي تعكس عادات وتقاليد العلا، وكرم الضيافة الذي يميّز أهلها، إلى جانب تسليط الضوء على النسيج الثقافي الغني الذي يجعل تجربة العلا تجربةً استثنائية.
وتتميز العلا بتاريخٍ يعود إلى أكثر من 200 ألف عام من التاريخ البشري، وأصبحت وجهةً تستقطب الزوّار الدوليين في السنوات القليلة الماضية. وهي تعدّ موطناً لجزء فريد من التراث البشري والطبيعي، حيث كانت عاصمةً جنوبية للحضارة النبطية القديمة، لتأتي في المرتبة الثانية بالأهمية للتاريخ النبطي بعد مدينة البتراء في الأردن حالياً، كما كانت عاصمةً لمملكة دادان ولحيان التي حكمت مناطق شاسعة عبر شبه الجزيرة العربية.
وقد تركت كل حضارة على العلا بصمة لا تمحى، تظهر في المعالم الأثرية المحفوظة جيداً في الحِجر، أول موقع يُسَجَل في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في المملكة العربية السعودية، وفي جبل عكمة، أكبر مكتبة مفتوحة في العالم والتي تمّ إدراجها مؤخراً في سجلّ ذاكرة العالم لليونسكو.
كما تمثّل بلدة العلا القديمة، التي حازت على جائزة إحدى أفضل القرى السياحية في العالم من منظمة السياحة العالمية (UNTWO) في عام 2022، متاهة من الشوارع الضيقة تضم أكثر من 900 مبنى تقليدي من الطوب الطيني، مازالت حتّى اليوم تردّد صدى الأجيال التي سكنت المنطقة بشكل متواصل منذ حوالي القرن الثاني عشر حتى ثمانينيات القرن الماضي.
وتتركّز التنمية المستقبلية للعلا حول النمو المسؤول الذي يعود بالنفع على السكان المحليين والأجيال القادمة، مع التركيز على السياحة المستدامة.
ويأتي إطلاق “العلا إيفر” متزامناً مع احتضان الوجهة الكامل لفنونها التقليدية وثقافتها التي تشاركها مع العالم، وفي الوقت ذاته دعوتها للفنانين المحليين والدوليين ليكونوا جزءاً من مستقبل الفنّ الحديث داخل المدينة. كما تأتي برامج مدرسة الديرة للفنون التقليدية بالعلا لتتيح الفرصة لصقل المهارات في الحرف اليدوية القديمة وصناعة المجوهرات والمنسوجات والمنتجات الجلدية.
وتمتاز العلا بقدرتها على نقل الزوار في رحلة تحويلية، حيث يتشابك القديم والمعاصر بسلاسة. ومن خلال الانغماس في التراث الثقافي والجمال الطبيعي والروح الأصيلة التي تجسدّها العلا، تتاح الفرصة للمسافرين لخلق ذكريات راسخة وبناء صلة عميقة مع هذه الوجهة الاستثنائية، التي تصون جذورها الضاربة في عمق التاريخ وتراثها الثقافي الأصيل، وفي الوقت ذاته تفتح ذراعيها لكلّ ما هو حديث ومتطوّر، وتتطلّع بعيون يملؤها الأمل نحو المستقبل.