سفاري نت

تجربة تمنحك العافية مع الفخامة “منتجع نجومة محمية ريتز – كارلتون” في البحر الأحمر

سفاري نت – متابعات

الحياةُ تجاربُ، ولعلّ أروعها، يكونُ خلال رحلاتنا، ففيها نتعرَّفُ على ثقافاتٍ مختلفةٍ، ونحصلُ على معرفةٍ مصحوبةٍ بشغفِ الاستكشافِ، ما يدفعنا إلى خوضِ أخرى، تبهجُ قلوبنا، وتزيدنا سعادةً، وتُفرحنا عندما تعودُ بنا الذاكرةُ إليها.

يمكنني القولُ: إن آخرَ رحلةٍ لي، كانت من أجملِ التجاربِ التي خضتها، إذ عشتُ تجربةً فريدةً من نوعها في منتجعٍ استثنائي، لا يشبه أي منتجعٍ آخرَ في المنطقة. إنه منتجعُ نجومة، محميَّة الريتز كارلتون، الذي فتحَ أبوابه أخيراً في جزيرةِ أمَّهات في البحرِ الأحمر.

بدأت رحلتنا من مطارِ دبي الدولي على متنِ طيرانِ فلاي دبي، واستغرقت نحو ساعتَين و45 دقيقةً حتى وصلنا إلى مطارِ البحرِ الأحمر الدولي. وبعد إجراءاتٍ سريعةٍ، غادرنا المطارَ، وتحرَّكنا بواسطةِ سيارةٍ قاصدين المرفأ، من ثم انطلقنا إلى الجزيرةِ، التي تحتضنُ المنتجعَ بيختٍ فاخرٍ في رحلةٍ جميلةٍ، استمرَّت 40 دقيقةً، لم نشعر خلالها بالمسافةِ، إذ استمتعنا بإطلالاتٍ مائيَّةٍ آسرةٍ. عند وصولنا إلى منصَّةِ استقبالِ ضيوفِ المنتجع، رحَّب بنا فريقٌ لطيفٌ بطريقةٍ مميَّزةٍ بإلقاءِ بيتٍ شعري من قصيدةٍ سعوديَّةٍ شهيرةٍ حيث نشدَ لنا قولَ الشاعر:

يا مرحبا ترحيبة البدو لسهيل
وعداد ما هلت سحايب مطرها


أبعدتنا أجواءُ المنتجعِ، الذي يعدُّ الأوَّلَ تحت راية محميَّة الريتز كارلتون في الشرقِ الأوسط، عن ضجيجِ المدينةِ في جزيرةٍ هادئةٍ، تنعمُ بالخصوصيَّة التامَّة، بدءاً من إجراءاتِ تسجيلِ الدخولِ في الجناحِ الخاصِّ بواسطةِ المساعدِ الشخصي، الذي يراعي كلَّ متطلَّباتِ الضيف خلال مدةِ الإقامةِ في المنتجع.

يضمُّ المنتجعُ الفاخرُ ثلاثةَ مطاعمَ لمطابخَ عالميَّةٍ متنوِّعةٍ، وذات ديكوراتٍ مختلفةٍ، ففي مطعمِ «جمعه» بطابعه الشاطئي في الهواءِ الطلق، ستستمتعُ بقائمةِ طعامٍ إيطاليَّةٍ، إلى جانبِ المشاوي، في حين ستتناول مأكولاتٍ بحريَّةً لذيذةً بنكهاتٍ عدة في مطعم «طبره» وسطَ أجواءِ منزلِ صيَّادِ السمك، وضمن ديكوراتٍ، تمَّ إعادةُ إحيائها بحلَّةٍ عصريَّةٍ. أمَّا مطعم “سته”، فيجمعُ بين باتيسيري فرنسي الطابع، والمطعم المشرقي تحت ثلاثةِ أجنحةٍ منسوجةٍ بالخشب، ويتوسَّط المنتجعَ بين الجزيرتَين. ويقدِّمُ المطعمُ وجبةَ فطورِ الصباح، ويمكن توفيرها في الجناحِ الخاصِّ بالضيف.

كذلك يحتضنُ الريتز كارلتون نادياً شاطئياً مع أحواضِ سباحةٍ، ونادياً خاصاً بالأطفال، وحمَّاماً تقليدياً، ومركزاً للياقةِ البدنيَّة، ومنتجعاً صحياً، يحملُ اسمَ عافية، ويقدِّمُ التدليك، وجلساتِ تقنياتِ التنفُّس، إلى جانبِ التأمُّل، وجلساتِ اليوغا والعلاجِ بالأصوات، وهي من التجاربِ الجميلةِ التي ننصحُ بها عند زيارةِ هذا المنتجعِ الفاخر.

ولا تقتصرُ أحواضُ السباحةِ على النادي، إذ تحتوي المساكنُ الـ 63 المقامةُ فوقَ المياه، والشاطئيَّة أيضاً على حوضِ سباحةٍ، يطلُّ على البحرِ من تصميمٍ، يحملُ توقيعَ شركةِ فوستر آند بارتنرز، واستلهمته من الأصدافِ البحريَّة. أما التصاميمُ الداخليَّة الأنيقةُ فمستوحاةٌ من عالمِ البحارِ والرمال، وتتكوَّن من غرفةٍ واحدةٍ إلى ثلاثِ غرفِ نومٍ، ومساحاتِ جلوسٍ أنيقةٍ.

رابع أكبر حيد مرجاني في العالم


ونستكملُ حديثنا عن التجاربِ مع رحلةِ الغطسِ في البحرِ الأحمر، وهو موطنٌ لرابعِ أكبر حيِّدٍ مرجاني في العالم مع مجموعةِ جزرٍ، تضمُّ أكثر من 90 جزيرةً، لم تمسَّها يدُ الإنسان. ومن هذا الموقعِ الساحر، خضنا مغامرةَ غوصِ السكوبا لاستكشافِ الحيِّد المرجاني الذي يضجُّ بشعابٍ مرجانيَّةٍ نابضةٍ بالحيويَّة، تكاثرت على مرِّ خمسةِ آلافِ عامٍ، وتأوي كائناتٍ بحريَّةً مبهرةً، بما فيها 165 صنفاً من الأسماكِ المرجانيَّة، والدلافين، والسلاحفِ البحريَّة، وأسماكِ الراي اللاسع، وأسماكِ نابليون.

وكانت لنا قبل هذه الرحلةِ جلسةٌ مع خبيرِ عالمِ الطبيعة حيث تعرَّفنا معه على أنواعِ السمكِ الموجودةِ في المنطقة التي زرناها في البيتِ التثقيفي، وهو مكانٌ، يحتفي بإرثِ الاستكشافِ والتعلُّم.

وفي آخرِ أمسيةٍ لنا في البحرِ الأحمر، عشنا واحدةً من التجاربِ التي لا تنسى، وهي جلسةُ المساءِ مع الراوي، إذ قصَّ علينا حكاياتِ نجومِ السماء، وأثرها في ثقافةِ أهلِ الجزيرةِ العربيَّة، لتبقى هذه الرحلةُ محفورةً في الذاكرة.

وفي رحلةِ العودة، استخدمنا مركباً سريعاً، اختصرَ الرحلة إلى 20 دقيقةً فقط للمرفأ، في حين أن المنتجعَ، يمكن الوصولُ إليه عبر الطائرةِ المائيَّة حيث تختصرُ المدَّةَ إلى 15 دقيقةً فقط، وإلى المطارِ مباشرةً دول الحاجةِ إلى سيارةٍ من المرفأ.

ومع كلِّ هذه التجاربِ الرائعة، يمكنني القولُ: إن الريتز كارلتون نجومة منتجعٌ لا تكفيه زيارةٌ واحدةٌ.

Exit mobile version