الرياض – سفاري نت
سلَّطت شركة “آرثر دي ليتل” – شركة الاستشارات الاستراتيجية الرائدة عالميّاً – الضوء على أبرز عوامل النجاح في قطاع الضيافة الفاخرة في ظل تزايد عدد الأثرياء وتغيُّر تفضيلات المستهلكين على الصعيد العالمي. أشار التقرير إلى أن قطاع الضيافة الفاخرة يشهد ازدهاراً ملحوظاً وطفرة غير مسبوقة في أعقاب زيادة عدد المسافرين الأثرياء الذين يبحثون عن خوض تجارب شخصية فريدة ومتميزة.
وتُعَد منطقة الشرق الأوسط خير مثال على ذلك، فقد اتجه العديد من دول المنطقة إلى تنفيذ مشاريع ضخمة استهدفت من خلالها جذب السياحة في هذا القطاع على وجه الخصوص. وقد أكَّد التقرير أن هذا الاتجاه سيُحدِث تحولاً جذريًّا في سوق الفنادق الفاخرة في الشرق الأوسط ويفتح آفاقًا جديدة للمستثمرين والمشغلين للاستفادة من الفرص الكامنة فيه.
اتجاهات مبتكرة ترسم معالم مستقبل قطاع الضيافة الفاخرة في الشرق الأوسط
في الوقت الراهن، يتجاوز حجم الطلب على غرف الفنادق الفاخرة حجم العرض المتاح من تلك الغرف، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع متوسط السعر اليومي لحجز الغرف إلى مستويات استثنائية تجاوزت 3,000 دولار أمريكي في الفنادق التي يمكن إدراجها ضمن فئة الفنادق “الفاخرة جدًّا”. وقد تأثر هذا الاتجاه بمجموعة من العوامل التي تضمنت تجارب الضيافة الفاخرة المخصصة، وعروض الرفاهية المبتكرة، والممارسات المستدامة المتميزة، وتجارب الطعام الفريدة، وثقافة التميز، والتي يعد جميعها من العناصر الحيوية المؤثرة في جذب المسافرين الأثرياء الذين يبحثون عن تجربة إقامة استثنائية تتجاوز توقعاتهم.
وقد ذكر السيد/ نقولاس نحاس، شريك ممارسة النقل والسياحة في آرثر دي ليتل والمؤلف الرئيسي للتقرير أن “قطاع الضيافة الفاخرة في الشرق الأوسط يشهد نموًّا متسارعًا وملحوظًا، وأن الممارسات المستدامة والمبتكرة وعروض الرفاهية المتميزة التي تضفي تجارب شخصية استثنائية للزوار تضع معيارًا جديدًا من شأنه أن يجعل المسافرين الأثرياء أكثر استعدادًا لإنفاق المزيد من الأموال مقابل الحصول على تلك الخدمات، وهو ما يخلق فرصًا استثمارية غير مسبوقة للمستثمرين والمُشغِّلين في المنطقة بأسرها”.
أبرز العوامل وراء الطفرة الاستثنائية في استثمارات الفنادق الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن، أصبحت منطقة الشرق الأوسط مركزًا من أهم مراكز جذب استثمارات الفنادق الفاخرة.
وفي الوقت الذي شهد فيه قطاع الأفراد ذوي الثروات الضخمة الذين تزيد ثرواتهم على 30 مليون دولار أمريكي ارتفاعًا عالميًّا بنسبة 4.2% ليصل عددهم إلى حوالي 627 ألفً شخصاً، فقد شهدت منطقة الشرق الأوسط زيادة كبيرة أيضًا بنسبة 6.2%. ومن المُتوقَّع أن يرتفع عدد الأفراد ذوي الثروات الضخمة بنسبة 28% بحلول عام 2028، وهو ما يدفع عجلة نمو قطاع الفنادق الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا.
وتأكيدًا لما ذكره التقرير من الطفرة الاستثنائية والنمو الهائل الذي يشهده قطاع الفنادق الفاخرة، ذكرت شركة “كوستار” أن عدد الغرف الفاخرة المعروضة على الصعيد العالمي قد يصل إلى 1.9 مليون بحلول عام 2030، مقارنةً بعدد 1.6 مليون في عام 2023. كما تُعزِّز رحلات الأعمال زيادة الطلب على الغرف الفاخرة؛ حيث يبحث المديرون من المستوى المتوسط والعالي عن مساكن فاخرة لتعزيز ثقافة شركاتهم ومكافأة موظفيهم.
شهد قطاع الفنادق الفاخرة توسعًا ضخمًا على مستوى العالم؛ إذ ضاعف مشغلو الفنادق الفاخرة عدد الغرف المعروضة على مدار العقد الماضي، وحققت علامات تجارية، مثل: Six Senses وAman Hotels وOne&Only نموًّا كبيرًا، وهو ما يعكس التوسع الهائل في هذا القطاع.
مجالات التركيز للفنادق الفاخرة
تسلط تحليلات شركة آرثر دي ليتل لبيانات إنفاق المستهلكين الضوء على الاهتمام المتزايد بالتجارب الترفيهية والتعليمية والغامرة بلحظات الإثارة بدلاً من الإنفاق على السلع غير الضرورية، وهو ما يؤكِّد أهمية تقديم الخدمات الشخصية وعروض الرفاهية والاستدامة وتجارب الطعام وإرساء ثقافة التميز في قطاع الفنادق الفاخرة.
وقد حدد التقرير أربع ركائز رئيسية يجب على المشغلين الاستفادة منها لدفع عجلة النمو في قطاع الفنادق الفاخرة هي: استراتيجيات التسويق والتواصل الفعَّالة، والقوى العاملة المُدرَّبة والمحفزة، والإدارة المالية المرنة، والاستفادة من البيانات والتقنيات.