سفاري نت – متابعات
بافتتاحه الرسمي في مارس 2025، ودخوله نطاق علامات حياة الديناميكية، يُعد أنداز الدوحة أحدث وجهة فاخرة في الخليج الغربي، حيث ينبض بتجربة فندقية فريدة تمزج بين الحداثة والهوية القطرية، حيث يتحوّل كل ركن فيه إلى قصيدة مرئية تروي تفاصيل من الثقافة، التصميم، والضيافة نقلا عن موقع سيدتي نت.
بوابة على عالم مختلف
منذ اللحظة الأولى لدخولك فندق “أنداز الدوحة”، ستدرك أنك أمام تجربة استثنائية لا تشبه سواها. مدخل الفندق، المصمم بأسلوب “صمام الهواء”، لا يكتفي بجذب الأنظار، بل يُهيئك نفسيًا لرحلة حسية تدمج بين عناصر الفن القطري التقليدي والتصميم العصري. الأضواء المتبدلة، الألوان المنسوجة من روح “السدو” وسجاد يعكس ألوان البحر والعنابي الوطنيين، وأصوات خافتة توحي بالماء والريح… كلها مقدمات لحكاية تبدأ في الردهة ولا تنتهي إلا في غرف النوم الهادئة.
تصميم يحمل توقيع الهوية
الديكور الداخلي في أنداز لا يتعامل مع التصميم كأمر جمالي فقط، بل كل زاوية فيه تُحاكي جزءًا من الذاكرة الثقافية القطرية. الأبواب الخشبية المزينة برسومات مستوحاة من “عصي المشي”، والزخارف المأخوذة من العمارة الإسلامية التقليدية، تشكّل نسيجًا بصريًا يجمع بين الأصالة والحداثة. لم تغب عن الواجهة عناصر رمزية مثل “برج الحمام” أو النوافذ المقوّسة، مما يعكس فكر المصممة البريطانية برايم روبينز Brime Robbins التي قادت مشروع تحويل الفندق إلى معرض حيّ للثقافة المحلية.
الغرف: بين الراحة والرمزية
يضم الفندق 312 وحدة إقامة، منها 256 غرفة، و32 جناحًا، و4 أجنحة ملكية، بالإضافة إلى 56 شقة فندقية من غرفة إلى ثلاث غرف. كل غرفة في الفندق ليست مجرد مساحة للنوم، بل مساحة للتأمل والتفاعل. الوسائد تحمل زخارف مستوحاة من السدو القطري، بينما تتدلّى من السقف كرات زجاجية قزحية تعكس أضواء خافتة تشبه حركة الرمال. التكنولوجيا موجودة ولكنها غير متطفلة، من الستائر الذكية إلى الإضاءة القابلة للتعديل حسب المزاج، والتفاصيل مثل الماء المتدفق على الجدران في الحمّامات تعطي إحساسًا بالاسترخاء الطبيعي.
طاقم عمل يخلق الفرق
أبرز ما يميز التجربة هو الطابع الإنساني في الخدمة. موظفو الفندق – وخاصة من فريق الاستقبال – يقدّمون تجربة تواصل حقيقي وليست بروتوكولية ، حتى في لحظات الازدحام. هذه التجارب – التي لاحظها أيضًا العديد من الزوار تمنح الفندق طابعًا شخصيًا يصعب نسيانه.
الإفطار… بداية يوم غير تقليدية
الإفطار في فندق أنداز ليس مجرد بوفيه صباحي، بل مشهد فني يجمع أطباقًا من مختلف الثقافات، وسط تصميم مدهش للمكان نفسه. الـ French toast على سبيل المثال، يُقدم بطريقة عصرية مع لمسة من الكراميل المملح، بينما تتنوع الخيارات بين السلطات الطازجة والمخبوزات التي تُقدَّم ساخنة مباشرة من الفرن. ومن الملفت أيضًا وجود خيارات نباتية ومكونات محلية، ما يعكس وعيًا عالياً باتجاهات الطعام المعاصر.
The Salt Road.. حين يصبح الطعام تجربة روحية
أحد أكثر المفاجآت سحرًا في الفندق هو مطعم The Salt Road، والذي يُعد أول فرع له خارج جنوب أفريقيا. فكرة المطعم تقوم على “الملح” كعنصر مركزي في كل طبق، في إشارة إلى طرق التجارة القديمة التي مرّت بقطر. القائمة تأخذك في رحلة تبدأ بسلطة البطيخ الأخضر، مرورًا بالخرشوف المقلي، ووصولًا إلى النيوكي باليقطين والشوكولاتة الداكنة ذات النكهة المدخّنة. التجربة ليست طهيًا فحسب، بل احتفاء بالفن والطبيعة معًا، خاصة عندما تُقدَّم الأطباق وسط إضاءة خافتة وموسيقى ناعمة، ويقدم المطعم بأجوائه النابضة بالحياة وقائمته المميزة التي تحتفي بالمكوّنات عالية الجودة، مجموعة من التجارب الذوقية الراقية على مدار الأسبوع، من بينها برانش نهاية الأسبوع، وغداء العمل، وأمسيات “براي” الجنوب أفريقية إلى جانب قائمة طعام مبتكرة يتم إعدادها حسب الطلب، تعكس روح الابتكار في كل طبق.
وفي باقة أنثوية متميزة يستقبل مطعم ذا سولت رود الدوحة السيدات في أمسية مخصصة لهن للهروب من روتين منتصف الأسبوع بأسلوب مختلف. تُقام هذه الفعالية من الاثنين إلى الأربعاء، حيث تجتمع السيدات لتناول ثلاثة مشروبات منعشة من اختيارهن، إلى جانب مجموعة من المقبلات المجانية. تبدأ الفعالية من الساعة 6:00 مساءً.
ختاماً إقامة تلامس الروح
أنداز الدوحة ليس مجرد فندق جديد يضاف إلى سلسلة الضيافة الفاخرة في العاصمة، بل تجربة كاملة تُصمَّم بمشاعر فنية وإنسانية. من تصميمه الغني بالرمزية، إلى خدماته عالية المستوى، ومطاعمه التي تقدم فلسفة في الطهو، يمنحك المكان شعورًا بأنك ضيف في بيت يُحسن الإصغاء… ويجيد الحكاية.
يُنصح بالإقامة فيه سواء كنت سائحًا يبحث عن لمسة ثقافية داخل المدينة، أو رجل أعمال يريد أن يستيقظ على منظر الخليج ومعه فنجان قهوة من إعداد فريق يعرف بالضبط كيف يبدأ يومًا مثاليًا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.