سفاري نت – متابعات
يُحتفى بالخريف في المخيلة العالمية بأوراق القيقب والبلوط المتّقدة، لكن ماذا لو استبدلت خلفية نيو إنغلاند المألوفة بوادي كروم أو بحقول الزعفران التي تعبق بالشمس والذهب؟
آروتاون، نيوزيلندا
الخريف: من مارس إلى مايو
بينما يخلع نصف الكرة الشمالي معطف الشتاء، يصل الخريف برقة إلى جبال الألب الجنوبية في نيوزيلندا. في بلدة أروتاون التي نشأت خلال حمى الذهب، يصبح الهواء عليلًا، وتفوح المقاهي برائحة عصير التفاح الساخن بالتوابل، ويتلألأ الوادي بأكمله بوهج ذهبي دافئ.
يتدفق نهر أرو المتلألئ بجوار التلال المغطاة بمزيج من ألوان الذهب والقرمزي والبرتقالي التي ترسمها أشجار الحور والجميز والبلوط الشهيرة في البلدة.
النكهة المحلية
-
مهرجان آروتاون الخريفي: احرص على توقيت زيارتك خلال هذا الاحتفال الأسبوعي الذي يعكس حياة البلدة المحلية، ويشمل عروض الشوارع الحيوية، والأسواق الحرفية، وفطائر تُدفئ القلب قبل الجسد.
-
نزهة خلابة: تجوّل بين الأزقة التي تصطف على جانبيها الأكواخ الحجرية العائدة للقرن التاسع عشر، وحدائقها المتفجرة بألوان الخريف، وكأن المدينة بطاقة بريدية نابضة بالحياة.
كشمير، الهند
الخريف: من أكتوبر إلى نوفمبر
في كشمير، يُعرف الخريف باسم الهَرود (Harud)، فصل الشعر الحزين والجمال المذهل. أشجار الجنار الأسطورية، بأوراقها التي تشبه كفّ الرسام، تستبدل خضرتها بألوانٍ من الأحمر الناري والبرونزي النحاسي الذي يهمس في هواءٍ باردٍ رقيق.
تصبح بحيرة دال مرآةً صافية تعكس الأشجار المشتعلة والقمم الشاهقة لجبال الهيمالايا.
النكهة المحلية
-
حدائق مغولية بلون الكهرمان: زر نيشات باغ وشاليمار باغ، حيث تتحول المدرّجات المشذّبة إلى بساطٍ من الذهب والعنبر.
-
لمسة بنفسجية في بامبور: اكتشف وجهًا آخر للخريف في حقول الزعفران الممتدة بلا نهاية، حيث تُحصد أزهار الزعفران البنفسجية في موسمٍ يحتفى به في مهرجان جَشن الزعفران (Jashn-e-Zaffran). شارك في الحصاد، وتذوّق شاي الكهوا المنقوع بالزعفران، وتعرّف على التراث الطهوي العريق للمنطقة.
يُنصح الزوار بالمشاركة في احتفالات جَشن الزعفران من خلال زيارة الحقول والمشاركة في الفعاليات الثقافية، للتعرف على كشمير من خلال أطباقها التقليدية وحرفها اليدوية الأصيلة.
كاخيتي، جورجيا
الخريف: من سبتمبر إلى أكتوبر
في إقليم كاخيتي الجورجي، لا يُعدّ الخريف مجرّد فصلٍ في السنة، بل هو احتفالٌ بالحياة ذاتها. تكتسي تلال وادي ألارزاني بالذهب، ويعبق الهواء برائحة العنب الناضج. هذا هو موسم رتفيلي (Rtveli)، مهرجان قطف العنب التقليدي المفعم بالبهجة، حيث يمتزج العمل بالاحتفال في مشهدٍ واحد.
النكهة المحلية
-
تجربة رتفيلي: لا تكتفِ بالمشاهدة، شارك بنفسك! العديد من مزارع الكروم العائلية تفتح أبوابها للزوّار للمساعدة في قطف العنب، ودوسه بالأقدام في المعاصر التقليدية (ساتسناخيلي)، ثم الانضمام إلى الولائم العفوية المفعمة بالفرح.
-
نكهة الحصاد: تذوّق خبز شوتيس بوري الطازج الخارج من فرنٍ طيني، وتعرّف على سرّ الضيافة الجورجية التي تُعدّ من أدفأ ما في العالم.
منطقة البحيرات، تشيلي
الخريف: من مارس إلى أبريل
كما تشتهر إنجلترا بمنطقة البحيرات، تمتلك تشيلي نسختها البرية الأكثر درامية من هذا المشهد. هنا، تقف قمم جبال الأنديز المغطاة بالثلوج وبراكينها الشاهقة حُرّاسًا على الغابات القديمة. أشجار لينغا ونيري (أو الزان الجنوبي) تتحول إلى الأصفر الساطع والأحمر المتوهج، وتتلألأ ألوانها على خلفية البحيرات الجليدية الزرقاء العميقة.
النكهة المحلية
-
البراكين وألوان الغابات: تجوّل في المنتزهات الوطنية مثل كونغويّو (Conguillío)، حيث يشكّل بركان ليايميّا (Llaima) خلفيةً أحادية اللون لتوهّج غابات الأروكاريا (شجرة الصنوبر القردي).
-
مهرجان العنب التشيلي (Vendimia): احتفل بموسم قطف العنب في مزارع الكروم المحلية. رغم أن هذه المهرجانات أصغر من نظيراتها في الوديان الوسطى، إلا أنها أكثر حميمية، تتخللها موسيقى شعبية ورقص حول النيران وإحساس عميق بالمجتمع تحت سماء باتاغونيا الباردة.
-
ينابيع ساخنة للراحة: بعد يومٍ من التنزّه في الهواء البارد، انغمس في أحد الينابيع الحرارية الطبيعية (تيرماس)، واترك للمياه المعدنية الدافئة أن تهدئ جسدك بينما تتأمل مشهد الخريف من حولك.
نقلا عن موقع رحال
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.