أربع علامات فندقية تفتتح أبوابها للمرة الأولى في القاهرة
القاهرة – سفاري نت
لم تعد عودة وسط القاهرة إلى الواجهة السياحية مجرد ترميم لمباني تاريخية أو إعادة طلاء لواجهات قديمة بل تحولت إلى مسار استثماري متكامل تعيد من خلاله الدولة المصرية تقديم قلب العاصمة بوصفه منتجًا فندقيًا عالميًا.
وخلال فترة زمنية متقاربة تشهد القاهرة دخول أربع علامات فندقية دولية كبرى للمرة الأولى جميعها عبر بوابة إعادة توظيف مبانٍ تاريخية وسيادية في تحول غير مسبوق في خريطة الضيافة داخل العاصمة.
شبرد يعود إلى الخريطة العالمية بفخامة فائقة
أحد أقدم رموز الضيافة في القاهرة يستعد لعودة استثنائية تحت إدارة مجموعة Mandarin Oriental في أول دخول للعلامة فائقة الفخامة إلى السوق المصرية.
فندق شبرد المملوك للشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق إيجوث يخضع لعملية تطوير شاملة بتمويل من مجموعة الشريف السعودية بتكلفة تتجاوز 90 مليون دولار، وفق عقد تطوير وتشغيل يمتد 35 عامًا.
المشروع لا يكتفي بإعادة تأهيل المبنى التاريخي على كورنيش النيل بجاردن سيتي بل يشمل إنشاء مبنى ملحق بارتفاع 14 طابقًا وجراجًا ضخمًا تحت الأرض ومرافق فاخرة تضم مسابح داخلية ورووف توب مطلًا على النيل ومنتجعًا صحيًا عالميًا.
ومن المقرر أن يُدار الفندق تحت اسم “Mandarin Oriental Shepheard Cairo” في موقع يضعه مباشرة ضمن دائرة المنافسة مع أيقونات الضيافة التاريخية في لندن وباريس ونيويورك مع افتتاح متوقع أواخر 2026.
الكونتيننتال.. بوابة “تاج” الهندية إلى مصر
في قلب القاهرة الخديوية يشهد فندق الكونتيننتال التاريخي لحظة تحول مماثلة مع توقيع عقد إدارته لصالح علامة Taj Hotels، التابعة لمجموعة تاتا الهندية في أول دخول رسمي للعلامة إلى السوق المصرية.
المشروع مملوك لإيجوث ويُعاد إحياؤه كنموذج للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص العالمي مع التزام كامل بالحفاظ على الطابع المعماري الأصيل للمبنى المطل على حديقة الأزبكية وميدان الأوبرا.
ومن المقرر إعادة افتتاح الكونتيننتال كفندق خمس نجوم بطاقة تقارب 300 غرفة مع دمج الواجهات التاريخية بأحدث معايير التشغيل الفندقي العالمي.

مجمع التحرير يتحول إلى “كايرو هاوس” بإدارة ماريوت
رمز البيروقراطية المصرية لعقود طويلة مجمع التحرير يعيش هو الآخر عملية إعادة تعريف كاملة فالمبنى المملوك لصندوق مصر السيادي يُعاد توظيفه كمشروع متعدد الاستخدامات يحمل اسم “كايرو هاوس” ويضم فندقًا فخمًا يُدار تحت علامة Autograph Collection التابعة لمجموعة Marriott International.
العلامة المتخصصة في الفنادق ذات الشخصية الفريدة تم اختيارها خصيصًا لطبيعة المبنى الأيقونية المشروع يشمل نحو 500 غرفة وجناح وشققًا فندقية ومناطق ترفيه وتسوق إلى جانب أكبر رووف توب مفتوح في القاهرة بإطلالات مباشرة على ميدان التحرير والنيل.
وتقدّر الاستثمارات بما بين 200 و300 مليون دولار مع افتتاح متوقع في 2027 بعد تعديلات على الجدول الزمني الأصلي.

لاظوغلي.. “موكسي” يدخل من بوابة مبنى سيادي سابق
أما التحول الأكثر رمزية فيقع داخل مبنى وزارة الداخلية السابق بمنطقة لاظوغلي حيث يدخل فندق Moxy Hotels إلى القاهرة للمرة الأولى ضمن مشروع حضري متكامل تقوده الدولة بالشراكة مع القطاع الخاص.
المشروع مملوك لصندوق مصر السيادي ويُنفذ بواسطة شركة A Developments التابعة لمجموعة Reliance Egypt بنظام حق انتفاع لمدة 25 عامًا.
الجزء الفندقي يضم نحو 364 غرفة بين فندقية وشقق فندقية لكنه لا يمثل سوى عنصر واحد داخل مجمع متعدد الاستخدامات يضم حرمًا جامعيًا لجامعة IPAG الفرنسية لإدارة الأعمال ومساحات للشركات الناشئة ومركز تعهيد وساحة مفتوحة تضم نحو 35 مطعمًا ومقهى.
اختيار “موكسي” جاء متسقًا مع طبيعة المبنى باعتبارها علامة لايف ستايل تعتمد على المساحات المشتركة والهوية الحضرية مع افتتاح متوقع خلال النصف الأول من 2027 واستثمارات تقترب من 800 مليون جنيه.
مشهد واحد.. أربع بوابات عالمية
المشترك بين المشروعات الأربعة لا يقتصر على دخول علامات جديدة بل يتجاوز ذلك إلى فلسفة واحدة وهي تحويل المباني التاريخية والسيادية إلى أصول اقتصادية طويلة الأجل دون التفريط في ملكيتها العامة.
أربع علامات بأربع فئات فندقية مختلفة وأربع نقاط محورية داخل القاهرة التاريخية تشكل معًا خريطة جديدة تعيد تسويق العاصمة عالميًا بوصفها وجهة تجمع بين الفخامة والتراث والحياة الحضرية المعاصرة بهذا المشهد لا تستعيد القاهرة فنادقها القديمة فحسب بل تعيد تقديم نفسها للعالم بلغة جديدة عنوانها أن التاريخ لم يعد عبئًا عمرانيًا بل أصلًا استثماريًا قادرًا على المنافسة في سوق الضيافة العالمية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.