المدينة العائمة، لماذا لا تقرأ وأنت في هذه المدينة؟؟ فالقراءة متعة بحد ذاتها، فكيف إذا كانت وسط المياه الرقراقة، التي تملأ شوارع فينيسيا الإيطالية، في مكتبة "أكوا ألتا"، والتي تعني بالإيطالية المياه المرتفعة، فهي المكتبة الوحيدة في العالم التي تتميز رفوفها بأشكالها الغريبة، وكتبها ذات الأنواع المتعددة مابين القديمة المستعملة والجديدة، وهي موزعة على قارب تقليدي وسط المكتبة أو في حمامات الاغتسال وأخرى مكومة على الأرض بطريقة تجعلك متحمساً لتصفحها واحداً واحداً، كما يوجد فيها أدراج مبنية بالكامل من الكتب وتقع خارج المكتبة .
تأسست هذه المكتبة المدهشة على يد لويجي فريزو، وذلك قبل حوالي 12سنة، وذلك لتكون مكتبة تمتاز بخصوصية المنطقة، ولتكون مركزاً ثقافياً مهمّاً في البندقية وسائر إيطاليا وسياحياً أيضاً يؤمّه الآلاف ممن يجدون ذائقة فنيّة في هندستها وطريقة عرضها للكتب
تحتوي المكتبة على كميات من الكتب الأمريكية والإيطالية الكلاسيكية ، وتُرّص في قوارب بممرات المكتبة، وعلى أبوابها هناك قناة مائية، حيث تغمر المياه المكتبة كل عام مرتين مع المد البحري الذي يحصل في المنطقة وتخرج القوارب إلى البحيرات لحماية الكتب التراثية والبطاقات البريدية النادرة.
تعتبر هذه المدينة أحد عجائب البندقية، وتقع على بعد خطوات قليلة من ساحة سان ماركو، وتعد مكاناً ساحراً ودافئاً، ويحظى بشعبيةٍ وشهرةٍ واسعتين في إيطاليا وخارجها، لذلك يقدم إليها السيّاح لاستكشاف غموضها وبهائها وللبحث عن الكتب النادرة حول تاريخ البندقية وشعبها، أو كتب أخرى يزخر بها المكان في السينما والفنون والريااضة والسياسة وغيرها
تستقبل المكتبة زوارها بالعجوز لويجي صاحب الابتسامة الساحرة، مع أربعة من القطط السوداء، التي تحوم في المكان والتي تضيف على المكتبة لمسة فنية أخرى، كما يمكن للقارئ أن يلامس بيديه المياه أثناء استمتاعه بالقراءة، وذلك كي لا ينسى أنه في المدينة الإيطالية العائمة.