جدة التاريخية.. الانتقال من جهود منع التعدي إلى إنجاز مشاريع التطوير

جدة – سفاري نت

تشهد جدة الخميس القادم ولمدة عشرة أيام مهرجان جدة التاريخية الذي يقام بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ورعاية أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز.

ويكتسب المهرجان أهمية خاصة كونه يمثل باكورة أنشطة هذا العام 2014م الذي سيشهد في منتصفه تقديم ملف جدة التاريخية لقائمة التراث العالمي باليونسكو، إضافة إلى أنه يمثل مبادرة هامة من الأهالي لإحياء هذا الموقع التاريخي المهم ودعم جهود الهيئة في تطويره.

وتتميز جدة التاريخية بانها تمثل "جدة التاريخية" آخر مدينة تمثل الطراز العمراني المتميز لحوض البحر الأحمر، ورمزاً وطنياً مهماً.

وقد حظيت جدة التاريخية باهتمام الدولة منذ ان نزل بها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمه الله في عام 1344 هـ الموافق 1925م الذي أتخذ بيت نصيف سكناً له لمدة عشر سنوات وأتخذ مجلساً ومُصَلاً بجوار مسجد الحنفي. وتوالت الرعاية الكريمة من الدولة خلال عهد الملك سعود وعهد الملك فيصل رحمهم الله وتم تأسيس شبكات الخدمات بجميع أنواعها وإنشاء المرافق الحكومية وإصدار نظام الآثار عام 1392هـ الذي كفل الحفاظ على جدة التاريخية لاحقاً. وخلال عهد الملك خالد وعهد خادم الحرمين الملك فهد رحمهم الله قامت الدولة رعاها الله عبر مخططات مدروسة بتنفيذ مشاريع عدة توجت بمشروع ضخم بميزانية تجاوزت 80 مليون ريال لرصف وإنارة جدة التاريخية بأسلوب يتماشى مع قيمتها التاريخية والحفاظ على مبانيها التراثية ونسيجها العمراني التاريخي، كما استمر اهتمام الحكومة بمنطقة جدة التاريخية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أولى الموقع أهمية خاصة في إطار عنايته بالتراث العمراني في كافة مناطق المملكة،. وتجسد هذا الاهتمام بتشكيل اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية  برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة سابقا، ونائب اللجنة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار والتي انبثقت عنها لجنة تنفيذية برئاسة صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد محافظ جدة وعضوية معالي الدكتور هاني أبو راس أمين المحافظة، مما انعكس ايجابيا  في الاعتمادات المالية المتزايدة لمشاريع جدة التاريخية التي تهدف إلى المحافظة على المنطقة وتنميتها وجعلها منطقة عمرانية جذابة تحافظ على قيمتها الحضارية والتراثية.

وقد وعت الدولة هذه الأهمية، من خلال جهود أمراء منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز و صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز-رحمهما الله- ، حيث تم العمل على زيادة الوعي بأهمية هذه المنطقة من خلال مشروع تطوير جدة التاريخية، و ما عمل عليه  صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة سابقا و رئيس اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية.

حيث اهتم سموه بجدة التاريخية من خلال رئاسته للجنة العليا لمشروع تطويرها مما أسهم في تنفيذ مشاريع والتأسيس لمشاريع مستقبلية للمنطقة.

وأولى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار منطقة جدة التاريخية عناية شخصية منذ مدة تقارب الخمسة والعشرين عاماً، وذلك ضمن اهتمام سموه بالتراث العمراني الوطني قبل إنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار وذلك في إطار رئاسته الفخرية للجمعية السعودية لعلوم العمران، و كان من أكثر المنافحين عن هذه المنطقة والمنادين بأهمية نهوض الأهالي و المؤسسات المحلية في محافظة جدة بدورهم، وعمل من خلال رئاسته للهيئة وعضويته في اللجنة العليا للمشروع في الاهتمام بجدة التاريخية ومتابعة جهود تطويرها، وقام بزيارتها عدة مرات.

كما حظيت جدة التاريخية باهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة ومتابعته الدائمة لجهود حماية الموقع ومشاريع تطويره.

 

جهود الهيئة العامة للسياحة والاثار :

تبذل الهيئة جهودًا كبيرة في منطقة جدة التاريخية، في إطار مشروع تطوير وإعادة تأهيل مراكز المدن التاريخية، الذي تعمل عليه الهيئة بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وانطلاقًا من حرص الهيئة على تطوير هذه المواقع التاريخية المهمة والمحافظة عليها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي واقتصادي، حيث تهدف الهيئة من مشروع تطوير جدة التاريخية إلى المحافظة على المنطقة وتأهيلها وتنميتها عمرانيًا وثقافيًا واقتصاديًا بأسلوب مستديم، يُبرز معالمها وتراثها العمراني والثقافي، ويشجع الملاك على حماية ممتلكاتهم

وتشترك الهيئة مع أمانة محافظة جدة في العمل على إعادة تأهيل وتطوير جدة التاريخية، وقامت في هذا الإطار بعدد من المهام منها إعداد وثيقة الأساس لمشروع الملك عبدالعزيز للمحافظة على منطقة جدة التاريخية وتنميتها والتي تكوّنت منها لجان للمشروع على رأسها اللجنة العليا للمشروع برئاسة سمو أمير منطقة مكة المكرمة، كما عملت الهيئة مع أمانة جدة في عقد ورش عمل والمشاركة في تقييم الدراسات التخطيطية الخاصة بتطوير المنطقة، وشاركت في وضع خطة المشروعات التنفيذية لمنطقة جدة التاريخية، وقامت الهيئة بالتعاقد مع استشاريين عالميين يعملون حاليًا على إعداد خطة الحماية والإدارة لمنطقة جدة التاريخية تمهيدًا لاستكمال ملف تسجيلها في قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، وذلك بعد موافقة المقام السامي على تسجيل الموقع ضمن هذه القائمة، وكذلك شاركت الهيئة في اللجنة المشكلة لتقييم الوضع الراهن لجدة التاريخية والحلول المقترحة لذلك.

كما ساهمت مع أمانة محافظة جدة في تحديد خطة أولويات المشروعات المطلوب تنفيذها لتطوير منطقة جدة التاريخية، وتقوم بالتنسيق مع الأمانة حول وضع المنطقة، وأكدت في أكثر من مناسبة على أهمية الأعمال التنفيذية في أعمال التطوير لوجود الكثير من الدراسات المطلوب تنفيذها في هذا المجال، كما قدمت الهيئة جميع الدراسات والخطط التي يحتاجها مشروع تطوير جدة التاريخية، وسبق وأن عقدت اللجنة العليا لتطوير مشروع جدة التاريخية اجتماعًا بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت على جدة العام الماضي برئاسة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة ناقشت خلاله القضايا التي تعيق الأعمال التنفيذية في جدة التاريخية وآلية معالجتها، وتم إقرار خطة إنقاذية عاجلة تضمنت التأكيد على سرعة تحديد المخاطر ومعالجة الأضرار التي تسبّبها بعض المباني من خلال تدعيم الخطرة منها والآيلة للسقوط واستمرار إخلاء المباني والمحال التجارية الخطرة في المنطقة وقطع الخدمات الأساسية عنها حسبما تقرره الفرق الميدانية مع أهمية سرعة توفير المبالغ اللازمة للإنقاذ والتطوير ووضع الأسس لتحفيز الملاك للمشاركة في الاهتمام بمبانيهم التراثية واستثمارها.

كم تم مؤخراً إقرار ميزانية خاصة لمشروع تطوير جدة التاريخية، والبدء في ترميم 18 مبنى تراثيا، ودعم وتطوير مسار الاستثمار في المنطقة، وترشيح عدد من المباني التراثية للعمل على تطوير أحدها من قبل الشركة السعودية للضيافة التراثية لتكون فندقا تراثيا، إضافة إلى معالجة القضايا المتعلقة بالأوقاف بالتعاون مع وزارة المالية ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ويتم العمل حاليا على تطوير جدول زمني محدد لإنجاز مشاريع جدة التاريخية، بهدف إبراز ما تتميز به المنطقة من أهمية وقيمة تاريخية وتراثية استثنائية

وقد حرصت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع جميع الشركاء على تطوير جدة التاريخية والمحافظة عليها وتأهيلها وتنميتها عمرانياً وثقافياً واقتصاديا بأسلوب مستديم وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي يعود إلى ما تتميز به المنطقة من قيمة تاريخية وعمرانية بصفتها آخر مدينة تمثل الطراز العمراني المتميز لحوض البحر الأحمر، وأن يكون التسجيل وسيلة مهمة للمحافظة على ما تبقى من معالم المنطقة وتراثها وحمايته، وسعياً إلى حث كافة الجهات والقطاعات المعنية إلى بذل المزيد من الجهود وإنجاز المشاريع التي من شأنها إعادة القيمة الاستثنائية للمنطقة.

 

 

ترشيح جدة التاريخية للتسجيل كموقع تراثي عالمي

 

استكملت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتنسيق مع أمانة محافظة جدة وجميع الجهات ذات العلاقة ملف ترشيح جدة التاريخية للتسجيل كموقع تراثي عالمي، وتم تقديمه لليونسكو في يناير 2013م، وتنص الإجراءات على إحالة الملف بعد القبول الشكلي له إلى المجلس الدولي للمعالم والمواقع (الأيكوموس) للتأكد من استحقاق الموقع للتسجيل ضمن قائمة التراث العالمي، ومن ثم تأتي بعدها المرحلة النهائية للتسجيل والمتمثلة في التصويت على الموقع خلال اجتماع لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو) .

ونظراً لكون المراحل السابقة تسير وفق برنامج زمني محدد تقوم خلالها القطاعات واللجان المتخصصة بالدراسة والتحليل والتقييم؛ لذا فإنه من المتوقع إدراج ملف جدة التاريخية للتصويت عليه من قبل لجنة التراث العالمي خلال دورتها الثامنة والثلاثين التي ستعقد في دولة قطر في يونيو من عام 2014 م بإذن الله.

 

tourism